سانشيز يرسم مسارا جديدا للعلاقات مع العراق محورها الاقتصاد

الحكومة العراقية ماضية باتجاه إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في إطار إعادة ترتيب العلاقة معه وتمكين قواته.

بغداد – أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن اتفاق العراق وإسبانيا على تعزيز الشراكة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات خلال سقف زمني. مضيفا في مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز ببغداد "أكدنا على أهمية العلاقة مع إسبانيا وتطويرها واتفقنا على جدول أمده عام يؤسس لشراكة واسعة".

وتشهد الآونة الأخيرة توجه العراق لبناء علاقات مع اسبانيا، في إطار محاولته استعادة الحضور في المستوى الدولي والاستعانة بثقل مدريد لجذب استثماراتها الى البلاد، مقابل استيرادها النفط العراقي.

وتضمن لقاء السوداني مع سانشيز حديثا مفصلا يتعلق بوضع التحالف الدولي خصوصا وأن مدريد جزءا منه، وأشار السوداني إلى دور التحالف وإسبانيا في دعم جهود العراق بمواجهة داعش. وأضاف أن "الحكومة العراقية في طور إعادة ترتيب العلاقة في ظل قوات عراقية متمكنة، وهي ماضية باتجاه إنهاء وجود قوات التحالف الدولي الذي يضم مستشارين أمنيين يدعمون القوات الأمنية في مجالات التدريب والمشورة والتعاون الاستخباري.

ولفت إلى الاعتداءات على القواعد العسكرية العراقية والبعثات الدبلوماسية، قائلا "أكدنا موقف الحكومة الرسمي الواضح والرافض لهذه الاعتداءات التي نعتقد بأنها أعمال عدائية تضر بالمصلحة الوطنية للعراق وتؤثر على أمن واستقرار البلد، وأكدنا على أهمية الالتزام بالتفويض القانوني الممنوح من قبل الحكومات العراقية السابقة لهذا الوجود، والذي يجب أن يكون ضمن إطار الدعم للقوات الأمنية في مجالات التدريب، وألا يتجاوز حد القيام بأعمال عسكرية كونها تمثل مساسا بالسيادة العراقية وهو أمر مرفوض".

توجه عراقي لبناء علاقات مع اسبانيا في إطار محاولة بغداد استعادة الحضور على المستوى الدولي والاستعانة بثقل مدريد لجذب استثماراتها الى البلاد، مقابل استيراد النفط.

ونوه أن "الحكومة العراقية واعية وملتزمة وقادرة على القيام بواجباتها لحفظ أمن البعثات الدبلوماسية وأماكن وجود المستشارين الأمنيين". وأعلن عن "عقد اجتماع اللجنة العراقية الإسبانية المشتركة في بغداد منتصف 2024".

وناقش الجانبان عدد من الملفات والمساعي لعقد شراكات اقتصادية، والاتفاق على البدء بجهود مشتركة من أجل عقد اتفاقية تعاون استراتيجية بين البلدين، واستئناف عمل اللجنة المشتركة بدورتها 13 مع منتصف العام الجديد.

وقال سانشيز خلال الزيارة الرسمية التي يجريها إلى بغداد للمرة الأولى، إنه أجرى لقاءً "مثمراً" مع نظيره العراقي، مؤكدا على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة في مختلف المجالات بين البلدين، خصوصاً في مجالات النقل والدفاع والتعليم ومواجهة التغيرات المناخية، داعياً العراق للانضمام إلى تحالف دولي لمواجهة التصحر ومكافحة التغير المناخي.
وأشاد بدور العراق في ترسيخ الأمن بالمنطقة، مؤكداً أن الشركات الإسبانية ستكون في خدمة خطط الحكومة العراقية، كما بين أن ما يجري في فلسطين مسألة إنسانية، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين والعمل على تأسيس دولة فلسطينية. وأكد رغبة الشركات الإسبانية بالمساهمة في بناء العراق.

وينظر العراق إلى الفرص الواعدة والتعاون والشراكة مع الجانب الإسباني، والاستفادة من الشركات الإسبانية الرائدة في مشاريع طريق التنمية، وكذلك التعاون في المجالات الأمنية والثقافية والبيئية والتنمية المستدامة، وإمكانية تحقيق تقدّم اقتصادي واستثماري.

وأكد السوداني استعداد العراق للإفادة من الخبرات الإسبانية في مجال الطاقة الشمسية، والسياحة والآثار والجوانب المتعلقة بمواجهة التغيرات المناخية، مشيراً إلى إصداره توجيهات للوزارات والمؤسسات بالانفتاح على التعاون مع الشركات الإسبانية.

وأضاف "اتفقنا على جدول أعمال نؤسس فيه الطريق للوصول إلى إطار للشراكة الاستراتيجية بين العراق وإسبانيا، تؤطر عملنا وعلاقاتنا في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية والمجتمعية"، لافتاً إلى "التأكيد على بدء تشاور سياسي دوري بين البلدين، وتكثيف الزيارات المتبادلة بين الطرفين، وعقد اجتماع للجنة المشتركة العراقية الإسبانية في دورتها الـ13 في بغداد منتصف عام 2024".

وتابع "سنعقد اجتماعاً مع الشركات الإسبانية ضمن الوفد الإسباني، وسنتحدث بشكل أكثر تفصيلاً عن الأعمال والاستثمار في العراق، والتي تشهد حالة متنامية من وجود الشركات الأجنبية للاستثمار والعمل المشترك مع رجال القطاع العراقي أو تنفيذ المشاريع مع الحكومة".