سباق رباعي على اللقب الاسباني في الأمتار الأخيرة

أتلتيكو المتصدر لتعزيز مكانته بالفوز على ارض إلتشي وبرشلونة للتعويض من بوابة مضيفه فالنسيا، وريال وبلباو في مهمة صعبة.

مدريد - يأمل أتلتيكو مدريد متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم في الاستفادة من هدية غرناطة الفائز على برشلونة الخميس لتعزيز مكانته عندما يحل ضيفاً على إلتشي السبت، فيما يطمح النادي الكاتالوني في التعويض عندما يحل ضيفاً على فالنسيا الأحد في المرحلة الرابعة والثلاثين.

في المقابل، يدرك ريال مدريد الثاني وحامل اللقب بفارق المواجهتين المباشرتين أمام برشلونة وبفارق نقطتين خلف أتلتيكو مدريد، أهمية مباراته أمام مضيفه أوساسونا السبت أيضاً، في سعيه الى الدفاع عن لقبه، على غرار إشبيلية الرابع (70 نقطة) المستضيف لأتلتيك بلباو الإثنين في ختام المرحلة، في سباق رباعي على اللقب الغالي في الأمتار الاخيرة.

وتركت هزيمة برشلونة على أرضه أمام غرناطة (1-2) في مباراة مؤجلة من المرحلة الثالثة والثلاثين، منافسه أتلتيكو في الصدارة قبل خمس مراحل من النهاية، وذلك قبل لقاء القمة بينهما في المرحلة 35 في كامب نو، في ما يمكن أن يكون الاستحقاق الأهم لحسم لقب "الليغا" لرجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني للمرة الأولى منذ عام 2014.

وتراجعت نتائج أتلتيكو منذ بداية شباط/فبراير حيث لم يفز سوى 6 مرات، في ظل تراجع أيضاً نجاعته التهديفية حيث بلغ معدل تسجيله 1,4 هدفا في المباراة مقابل 1,8 حتى المرحلة 21.

وتخوض الأندية الثلاثة الاولى منافسات المرحلة 34 وهي تجر خلفها أذيال خيبة عدم قدرتها على الفوز بمبارياتها الأخيرة في الدوري، فإلى جانب خسارة برشلونة، سقط أتلتيكو أمام أتلتيك بلباو 1-2 وتعادل ريال أمام ريال بيتيس سلباً، فيما كان إشبيلية المستفيد الأكبر كونه الوحيد الذي عاد بالنقاط الثلاث بفوزه على غرناطة 2-1.

لا حسابات لفارق الأهداف

ولا تدخل حسابات فارق الأهداف ضمن أوراق تحديد هوية الفائز بالليغا على غرار ما يحصل في الدوري الإنكليزي الممتاز، فالحسم بين الأندية في حال تساويها نقاطا يُحدد على ضوء المواجهات المباشرة بينها.

فعلى سبيل المثال، وفي حال تعادل قطبا العاصمة مدريد نقاطاً، سيفوز الريال باللقب كونه فاز وتعادل أمام أتلتيكو، كما أن الأفضلية تصب أيضاً في مصلحة النادي الملكي أمام برشلونة بعد فوزه عليه ذهاباً وإياباً في هذا الموسم.

غير أن مواجهتي برشلونة وأتلتيكو مدريد لن تحسم قبل المرحلة 35، إذ بعد فوز الأخير ذهاباً 1-صفر، ينتظر عشاق الكرة المستديرة ما ستؤول إليه مباراة الإياب على ملعب "كامب نو".

ولم يعد برشلونة يمتلك مصيره بين يديه إثر خسارته التاريخية الأولى في عقر داره بعد 24 فوزاً توالياً أمام غرناطة 1-2، حيث يتأخر بفارق نقطتين عن أتلتيكو ويتساوى مع ريال، لكنه لا يملك رفاهية إنهاء الدوري في الصدارة متساوياً نقاطاً مع لوس بلانكوس لأن اللقب سيكون من نصيب الأخير.

لهذه الأسباب، بات لازماً على رجال المدرب الهولندي رونالد كومان المطرود في الدقيقة 66 في مباراة الخميس، الفوز في جميع مبارياتهم المتبقية وانتظار تعادل واحد على الأقل من ريال، في حال تمكن الاخير من الفوز بمبارياته الأربع المتبقية، لينهي الدوري أمامه وفي حال أراد تحقيق ثنائية الدوري والكأس المحليين.

وفي وقت بات يتوجب على الكاتالونيين الفوز على أتلتيكو الاسبوع المقبل للتقدم على "كولكونيروس" نهائياً، يبقى السباق الحقيقي مع ريال في حال لم يسقط برشلونة في فخ فريق آخر شبيه بغرناطة.

ويخوض برشلونة رحلة محفوفة بالمخاطر إلى فالنسيا هذا الاسبوع، قبل مواجهة أتلتيكو، ثم يلعب أمام ليفانتي بعيداً عن "كامب نو"، قبل أن يستضيف سلتا فيغو ويسافر إلى إيبار في المرحلة الأخيرة.

ولا بديل أمام برشلونة سوى الفوز على فالنسيا الأحد في أسبوع حاسم، يمكن أن يجعل حياة رفاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أسهل أو أصعب.

ضربة موجعة

وانتقد كومان دفاع فريقه بعد الخسارة قائلاً "في الشوط الثاني لم يكن تركيز خط الدفاع جيداً كما كان عليه في الأوّل. حصلنا على عدة فرص لتسجيل الهدف الثاني ولكن فقدنا التركيز ما جعلنا نخسر المباراة".

وتابع "هي ضربة موجهة قوية لأننا لم نعد نملك قدرنا بيدينا".

وكان برشلونة تقدم بهدف للبرغوث الصغير في الدقيقة 23، هو الرقم 33 له في مختلف المسابقات في هذا الموسم، قبل أن يسجل غرناطة هدفين في الشوط الثاني بفضل الفنزويلي داروين ماشيس (63) وخورخي مولينا (79).

في المقابل، تبدو أفكار رجال المدرب الفرنسي زين الدين زيدان مشتتة، فإلى جانب كثرة الإصابات في صفوف ريال وتشكيلة تفتقر للطاقة بسبب الارتباطات الأوروبية في الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا مع مباراة الإياب أمام تشلسي الإنكليزي الاسبوع المقبل (تعادلا 1-1)، يواجه النادي المدريدي استحقاقات محلية صعبة حتى نهاية الموسم.

ويلعب ريال أمام أوساسونا هذا الاسبوع، قبل أن يستقبل إشبيلية الرابع في المرحلة 35، وثم بعيداً عن معقله غرناطة وأتلتيك بلباو، ليعود ويستضيف فياريال في المرحلة 38 الأخيرة.

لا أعتقد أننا خسرنا لقب الليغا

جدد زيدان إيمانه بإمكانية فوز فريقه باللقب بعد التعادل السلبي وبقي إيجابياً بقوله "لا أعتقد أننا خسرنا لقب الليغا. لقد أهدرنا فقط نقطتين، ولكن ذلك لا يديننا. سنقاتل حتى الرمق الأخير".

ويبقى إشبيلية الذي يبتعد بفارق ثلاث نقاط عن أتلتيكو، في سعيه للفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، حيث توج للمرة الاخيرة في عام 1946.

ويبدو أن رجال المدرب خولين لوبيتيغي الأكثر حيوية، حيث فازوا في مبارياتهم الخمس الأخيرة في "الليغا"، وما زال أمامهم مواجهة ريال في 9 أيار/مايو المقبل (المرحلة 35).

غير أن المواجهات المباشرة أمام الفرق الثلاثة الاولى لا تصب في مصلحة النادي الأندلسي حيث خسر على أرضه أمام ريال بهدف وحيد في المرحلة 12، وأمام أتلتيكو صفر-2 ذهاباً ليعود ويفوز 1-صفر إياباً، كما تعادل مع برشلونة 1-1 ذهاباً وخسر 1-2 إياباً.