ستائر المستشفيات تعج بالبكتيريا المقاومة للأدوية

ستائر المستشفيات من المفترض أن تحمي خصوصية المرضى، إلا أنها في الواقع تهدد صحتهم.
تقديم الدراسة الجديدة في مؤتمر علم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية

باريس– من المفترض أن تحمي الستائر التي تفصل أسرّة المرضى في العديد من المستشفيات خصوصيتهم، إلا أنها قد تهدد صحتهم… فهي تحمل في كثير من الأحيان بكتيريا مقاومة قد تنتقل إلى المرضى، كما أظهرت دراسة الجمعة.
وقد أخذت 1500 عينة من هذه الستائر لإجراء الدراسة وجرى اكتشاف البكتيريا المقاومة للأدوية في أكثر من حالة من كل خمس حالات. وفي أحيان كثيرة، كان المرضى يحملون البكتيريا نفسها المكتشفة على ستائرهم.

 بما أن هذه الستائر تستخدم في كل المستشفيات حول العالم فهي بالتالي مشكلة عالمية 

وقالت لونا مودي من جامعة ميشيغن الأميركية وهي من المشاركين في هذه الدراسة "يمكن لهذه البكتيريا أن تستمر على هذه الستائر، ومن المحتمل أن تنتقل إلى أماكن أخرى وإلى المرضى. وبما أن هذه الستائر تستخدم في كل المستشفيات حول العالم فهي بالتالي مشكلة عالمية".
وشملت الدراسة ستة مراكز للتمريض في ميشيغن. وجمع الباحثون 1500 عينة على ستائر 625 غرفة.
وأخذت عينات من حافة الستائر حيث تكون عرضة للمس في غالبية الأحيان. وكانت النتيجة أن 22% من هذه العينات تضم البكتيريا المقاومة للأدوية.
وفي 61% من الحالات، كان المرضى يحملون البكتيريا نفسها الموجودة على الستائر في غرفهم.
وفقا للدراسة، قد يكون انتقال البكتيريا حصل من المريض إلى الستارة لكن العكس "ممكن بالتأكيد"، كما قالت مودي.
وهي ترى أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت هذه الستائر هي فعلا مصدر تلوث بكتيري للمرضى.
وستعرض نتائج هذه الدراسة في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية الذي يعقد من السبت إلى الثلاثاء في أمستردام.
وتثير البكتيريا حيرة وفزع العلماء لانتشارها السريع وتطورها الكبير وقدرة بعضها على مقاومة الأدوية والمضادات.
قال باحثون أميركيون إنهم طوروا اختبارًا جديدًا للتعرف على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في أقل من 30 دقيقة.
الاختبار طوره باحثون بمعهد كاليفورنيا للتقنية "كالتك"، ونشروا نتائج أبحاثهم، الخميس، في دورية (Science Translational Medicine) العلمية.
ويتناول غالبية الناس المضادات الحيوية بغرض مكافحة حالات العدوى، التي تسببها البكتيريا والجراثيم، لكن الاستخدام العشوائي لها، يجعل البكتيريا تكتسب مقاومة للأدوية.
وتستغرق الاختبارات الحالية لمقاومة المضادات الحيوية من يومين إلي ثلاثة أيام.
لكن الاختبار الجديد يجرى عن طريق استخدام عينة بول يتم جمعها من المريض، وينقسم إلى قسمين.
وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية بشأن الرصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات، أن مقاومة المضادات الحيوية لم تعد مجرد تنبؤ خاص بالمستقبل، فهي تحدث الآن بالفعل، وعلى نطاق العالم، مهددة القدرة على علاج أنواع عدوى شائعة في المجتمع المحلي والمستشفيات.
وحذّر التقرير من أنه إذا لم تُتخذ إجراءات منسقة في هذا الصدد سيسير العالم نحو عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن فيه لأنواع عدوى وإصابات بسيطة شائعة كانت قابلة للعلاج طيلة عقود من الزمان أن تفتك بالأرواح من جديد.