ستيني تونسي يتخطى حدود الممكن سباحة ويغرق في السخرية
تونس – ربما يكون السباح التونسي نجيب بالهادي نجح فعلا في تحقيق إنجاز باهر في المياه المفتوحة، عندما ربط جزيرة بانتليريا الإيطالية بمدينة الحمامات التونسية سباحة ومن دون توقف لمدة 66 ساعة متواصلة بمسافة فاصلة تبلغ 155 كيلومتراً، لكنه بالتأكيد غرق في سيل من حملات السخرية رافقته منذ الساعات الاولى لاعلانه عن انجازه.
وكان بالهادي، البالغ من العمر تسعة وستين سنة، انطلق من سواحل بانتليريا الإيطالية يوم 16 يونيو/حزيران 2022، ليصل الأحد الى السواحل التونسية.
وتحوم شكوك كبيرة حول ما حققه السباح نجيب بالهادي، خصوصاً في سنه البالغة (69 سنة)، وفي غياب ما يؤكد صحة تصريحاته من تقارير الحكام المتخصصين والجهات الرسمية.
واحتفت وزارة الشباب والرياضة بما وُصفته بالإنجاز العالمي للسباح التونسي السبعيني، قبل ان تتراجع تحت ضغط حملة تعاليق ساخرة وتعلن فتح تحقيق رسمي في الانجاز المزعوم الذي يحطم التوقيت العالمي السابق وهو في حدود 55 ساعة.
وتشهد منصات التواصل الاجتماعي في تونس جدلا كبيرا حول السباح السبعيني إن كان بطلا رياضيا أم "أأكبر كذبة في تاريخ الرياضة التونسية" كما وصفه السباح الأولمبي التونسي أسامة الملولي.
وقال بالهادي في تصريح لوكالة الأنباء التونسية ”حققت اليوم رقما عالميا جديدا وإنجازا يرفع راية تونس عاليا، وهو إنجاز ثمرة مثابرة واجتهاد".
لكن سرعان ما هاجم مستخدمو مواقع التواصل بالهادي ووزارة الشباب والرياضة مشككين في صحة هذا الإنجاز، وعلى رأسهم السباح التونسي أسامة الملولي الذي وصف ما حدث بأنه مهزلة.
وأجمع معلقون على أنه من المستحيل أن يقوم الشيخ البدين الذي خضع إلى عملية قلب مفتوح سابقا بقطع المسافة دون انقطاع. وانتشرت تدوينات مفادها "الأسماك والقروش تقسم أنها لم تر عمّ نجيب أبدا"، "كيف لم تنبت لحيته خلال ايام في البحر؟"، "اين علامات الجفاف والشمس على بشرته". في حين هاجم آخرون أسامة الملولي وقالوا عنه إن "اختصاصه مسابح فما أدراه بالسباحة في البحار المفتوحة".
ونشر مستخدمون لفسبوك على صفحاتهم شهادة لمواطن، سبق له أن رافق بالهادي، تؤكد أن كل ما حدث هو مسرحية ولا علاقة له بالواقع وهي ليست المرة الأولى وعلق بأن هذه الشهادة تؤكد أن "مغامرة عم نجيب هي عملية استبلاه للشعب واستحمار للدولة للأسف".
وأوضح السباح التونسي نجيب بالهادي، في تصريحات صحافية، أن "الإنجاز الذي حققه في السباحة بالمياه المفتوحة عندما ربط بانتليريا الإيطالية بمدينة الحمامات التونسية، معترف به من قبل المنظمة الدولية للسباحة في المياه المفتوحة، التي أشرفت على تنظيم السباق".
وقال بالهادي، "البحر كان هادئاً وساعدني على تحقيق هذا الإنجاز، وحتى هبوب الأمواج في مرحلة ثانية زاد من سرعتي التي وصلت إلى سبعة كيلومترات في الساعة".
وفي تعليقه على تشكيك السباح الأولمبي أسامة الملولي، قال بالهادي "أسامة الملولي ليس له المشروعية للحديث عن سباقات السباحة في المياه المفتوحة، كنت أحترمه لكنه أصبح غير متواضع".
ومن جهته، أوضح الدكتور ذاكر لهيذب، المتخصص في أمراض القلب والشرايين، أن السباح نجيب بالهادي قادر على القيام بهذا الإنجاز، على الرغم من معاناته سابقاً من مشكلات في القلب، خصوصاً أنه يتدرب بشكل يومي.
كانت المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة أعلنت عن فوز السباح التونسي نجيب بلهادي بلقب رجل العام في العالم في المياه المفتوحة لعام 2020، ضمن الجوائز التي تنظمها هذه المنظمة سنوياً.
وتوج بالهادي بهذا اللقب إثر اختياره بنتيجة التصويت على موقع المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة. وجاء هذا التتويج للسباح التونسي بعد تحقيقه أطول مسافة من دون معينات في السباحة حول جزيرة جربة، حيث قطع مسافة 155 كيلومتراً في 47 ساعة و50 دقيقة عام 2020، بحسب ما جاء على موقع المنظمة العالمية للسباحة في المياه الحرة.
كما نجح بالهادي في الحصول على جائزة أطول مداومة في السباحة، وذلك بالبقاء داخل المياه لمدة 76 ساعة و30 دقيقة، وهو أطول وقت تسجله سباحة المداومة في التاريخ.
وبين انجازاته الاخرى، سحب سفينة وزنها 22 طنا لعشرات الأمتار سباحة.