سجن طوكيو يفتح أبوابه لإسكات منتقدي ظروف احتجاز غصن

بعدما استضاف مؤخرا ما قد يكون السجين الأكثر شهرة فيه، الحبس الياباني يسمح بزيارة الصحافيين الأجانب لتحسين صورة مكان يعتبره البعض أداة ضمن منظومة قضائية تحتجز المتهمين كـ'رهائن' لفترات غير محدودة لدفعهم للاعتراف.
غصن خسر من وزنه وعانى من النظام الغذائي في السجن القائم على الأرز
أفراد عائلته ومحاموه نندوا بطريقة معاملته وظروف حبسه

طوكيو - فتح سجن طوكيو المركزي أبوابه أمام صحافيين أجانب الاثنين على أمل اسكات الانتقادات بشأن ظروف التوقيف داخله، بعدما استضاف مؤخراً ما قد يكون السجين الأكثر شهرة فيه، اي الرئيس السابق لمجموعة نيسان كارلوس غصن.

ولا توجد قضبان على نوافذ المنشأة بينما عرض المسؤولون عن السجن أرضياته اللامعة ومعداته الطبية الحديثة على الصحافيين الاثنين في مسعى لتحسين صورة المكان الذي يعتبره البعض أداة ضمن منظومة قضائية تحتجز المتهمين كـ"رهائن" لفترات غير محدودة لدفعهم للاعتراف.

وقال الحارس شيغيرو تاكيناكا "نعتقد أن الظروف جيدة"، بينما قاد الزوّار في جولة حول المنشأة التي استكمل إنشاء مبانيها في 2012 وبات يمكنها استضافة أكثر من 3000 موقوف.

وحاليًا، لا تستخدم المنشأة إلا 60 بالمئة من قدرتها الاستيعابية بوجود 1758 نزيلاً، كان بينهم حتى نيسان/ابريل كارلوس غصن، الذي احتجز في السجن مرتين منفصلتين بينما حققت النيابة بشأن أربعة اتهامات متعلّقة بمخالفات مالية موجهة إليه.

واستمرت سجنه المرة الأولى 108 أيام منذ توقيفه المفاجئ في 19 تشرين الثاني/نوفمبر. وحصل على حق الإفراج عنه بكفالة في آذار/مارس قبل أن يتم توقيفه مجدداً بعد وقت قصير ليقضي 21 يومًا إضافيًا في المنشأة قبل الإفراج عنه مرة ثانية بكفالة.

ولا يزال في طوكيو حيث يواجه أربع تهم تتعلق بمخالفات مالية ينفيها جميعها.

 وجبات "متوازنة" 

وخلال فترة توقيفه، ذكرت تقارير أن غصن خسر من وزنه وعانى من النظام الغذائي في السجن القائم على الأرز. ولم يتمكن من التواصل مع عائلته ولا حتى الاتصال بابنته يوم عيد ميلادها.

وندد أفراد عائلته ومحاموه بطريقة معاملته وظروف حبسه، لكن المسؤولين في السجن يقدمون المكان على أنه نموذجي إذ يحافظ أكثر من 800 موظف على نظافته وترتيبه.

ولولا الأقفال على الأبواب والحرّاس الذين يجوبون الممرات، لكان يمكن اعتبار المنشأة مستشفى لا سجنًا يشكل الذكور 90 بالمئة من المقيمين فيه ممن ينتمون إلى 40 بلداً.

وقال تاكيناكا "يحضّر خبراء تغذية قوائم الطعام. إنها متوازنة".

وتتركز الوجبات على الأرز الذي يقدم إلى جانب طبق رئيسي مكوّن من الخضر والسمك أو اللحم إلى جانب الحساء. وتقدم ثلاث وجبات في اليوم.

ويقول المسؤولون إن الكميّة تعتمد على مستويات نشاط الموقوفين الذين تراوح أعمار 84 بالمئة منهم بين 20 و59 عامًا.

وأوضح تاكيناكا الذي كان من الواضح أنه فوجىء بالانتقادات التي طاولت السجن أن "أولئك الأكبر حجمًا أو الذين يمارسون الرياضة لديهم الحق في الحصول على كميّات أكبر" من الطعام.

وكما هي الحال في سجون كثيرة، لدى المنشأة متجرها الخاص حيث يمكن للزوار شراء الوجبات الخفيفة والمجلات وغيرها من الأشياء للموقوفين.

منع محاولات الانتحار

ويشير المسؤولون إلى غياب العنف في المنشأة وإلى ندرة نشوب خلافات بين الموقوفين حتى بين أولئك الذين يقيمون في الزنزانات المشتركة وعددها 200 حيث يعيش ستة أشخاص ضمن مساحة تبلغ 22.5 مترا مربعا.

ومعظم الزنزانات (1800) انفرادية حيث لدى الموقوفين مساحة تبلغ 6.5 امتار مربعة أو أكثر بقليل إذا كان سريرهم على النمط الغربي بدلا من الفرش أو الأرائك اليابانية.

وتضم الغرف مرحاضًا ومغسلة ورفًا ومستلزمات نوم وطاولة صغيرة.

وقال تاكيناكا "كل شيء مصمم لمنع أي محاولات انتحار. مثلاً، الرفوف منحنية بطريقة تمنع وصلها بأي شيء".

وبإمكان الموقوفين الاغتسال من مرتين إلى ثلاث في الأسبوع في منشأة أشبه بفندق ياباني متوسط المستوى يضم حوض استحمام ويبدو غاية في النظافة.

وبإمكان الموقوفين ممارسة الرياضة في مساحة مفتوحة لمدة 30 دقيقة كل يوم إذا رغبوا بذلك.

وقضى غصن معظم فترة مكوثه في السجن ليس في زنزانة بل في مركز المنشأة الطبّي، الذي يعمل فيه تسعة أطباء إضافة إلى ممرضات والذي يبقى مفتوحًا على مدى 24 ساعة.

ولم يعلّق تاكيناكا على المنتقدين الذين يقولون إن التوقيف في المنشأة هو عبارة عن وسيلة لانتزاع الاعترافات من المشتبه بهم، لكنه قال إن الظروف في السجن تحافظ على التوازن.

وقال "يجب أن تكون جيدة لكن ليس لدرجة تجعل الظروف المعيشية في السجن أفضل من تلك التي يعيشها الناس خارجه".