سجينة إيرانية بريطانية تضرب عن الطعام

نازانين زاغاري-راتكليف تخوض معركة الأمعاء الخاوية في سجن ايفين الإيراني لتعرضها لإهمال طبي متعمد رغم تردي وضعها الصحي ومعاناتها من أورام في الثدي وآلام في العنق.

الخارجية البريطانية تستدعي السفير الإيراني
بريطانيا تقرّ بأن سلطتها محدودة في قضية نازانين زاغاري-راتكليف
إيران تستمر في انتهاك حقوق سجناء الرأي

لندن - قال زوج بريطانية من أصل إيراني تعمل في مؤسسة خيرية ورئيسة المؤسسة، إنها بدأت إضرابا عن الطعام في سجن بطهران احتجاجا على معاملتها.

واعتقلت السلطات الإيرانية نازانين زاغاري-راتكليف (40 عاما) وهي مديرة مشروع بمؤسسة تومسون رويترز، في أبريل/نيسان 2016 في مطار بطهران عندما كانت بصدد العودة إلى بريطانيا مع ابنتها بعد زيارة عائلية.

وصدر حكم بسجنها خمسة أعوام بعد إدانتها بالتآمر للإطاحة بالمؤسسة الدينية وهو اتهام تنفيه أسرتها ومؤسسة تومسون رويترز، وهي منظمة خيرية تعمل بشكل مستقل عن تومسون رويترز ووكالة رويترز للأنباء.

وقال زوجها ريتشارد راتكليف "اتصلت نازانين بي هذا الصباح لتؤكد من سجن إيفين أنها بدأت الإضراب عن الطعام هذا الصباح. مبدئيا سيكون إضرابا لمدة ثلاثة أيام".

وأضاف أن نازانين تتخذ هذا الإجراء للضغط من أجل تلبية مطالبها بعرضها على أطباء متخصصين لعلاجها من مشاكل صحية والسماح بعلاجها كما يصف الأطباء.

وأحجم متحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية عن التعليق، وسط اتهامات دولية لطهران بانتهاك حقوق الإنسان وتعذيب معتقلي الرأي.

وكان ريتشارد راتكليف قد أعلن في مطلع يناير/كانون الثاني أن زوجته تتلقى علاجا من أورام في الثدي وآلام في العنق وتنمّل في الذراعين والساقين، مضيفا أنها تعاني في السجن الإيراني من الإهمال الطبي وقد منعت عنها السلطات الإيرانية استشارة طبيب نفسي خارج السجن.

وأضاف أن هذه الخدمات "أوقفها شخصيا مدير سجن إيفين رغم موافقة طبيب السجن عليها".

نازانين زاغاري-راتكليف مع زوجها وابنتها
إيران تتجاهل معاناة نازانين زاغاري-راتكليف داخل السجن ومعاناة أسرتها في بريطانيا

وكانت بريطانيا قالت إنها لن تسمح بأن تذهب قضية زاغاري-راتكليف طي النسيان. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن وزير الخارجية جيريمي هنت استدعى السفير الإيراني لدى لندن اليوم الاثنين لبحث القضية. وأحجمت وزارة الخارجية البريطانية عن التعليق.

وقالت إيران من قبل إن المحاكمة والحكم في يد القضاء. وقالت مونيك فيلا الرئيسة التنفيذية لمؤسسة تومسون رويترز "إنه لأمر صادم للغاية أن نرى زميلتنا تبدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على معاملتها غير الإنسانية".

ونصحت بريطانيا حاملي الجنسيتين البريطانية والإيرانية بعدم السفر إلى إيران إلا للضرورة القصوى، مشددة بذلك تحذيرها القائم، كما حذرت من أنها لا تملك سوى سلطات محدودة لمساعدتهم إذا اعتقلوا.

وفي يناير/كانون الثاني أعلنت نازانين زاغاري-راتكليف والصحافية الإيرانية الناشطة في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي، أنهما ستضربان عن الطعام في سجنهما في طهران احتجاجا على حرمانهما من تلقي الرعاية الطبية.

وكتبتا في رسالة نشرها مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران "احتجاجا على هذا التصرف غير القانوني وغير الإنساني وتعبيرا عن مخاوفنا على صحّتنا وحياتنا سنضرب عن الطعام من 14 إلى 16 يناير/كانون الثاني 2019".

وقالتا "نحثّ على اتخاذ إجراء فوري"، مضيفتين "نعلن أنه في حال عدم تمكن السلطات من تبديد هذه المخاوف سنتخذ إجراءات أخرى. على السلطات في الجمهورية الإسلامية أن تتحمل مسؤولية العواقب المحتملة".

لكن استمرار الإهمال الطبي وتجاهل سلطات السجن لمعاناة نازانين زاغاري-راتكليف، دفعها على ما يبدو للتعجيل بالدخول في معركة الأمعاء الخاوية لتسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها داخل سجن ايفين.