سحر الحزن في رواية عراقية

سالم سلطان: "أوثان لزجة" كتبتها لزمن آخر لا أظن الوقت الحالي سيحتويها بسبب المشهد المتشابك التي تمر به ظروف العراق.
رائحة العجائبي
منظومة سردية

بقلم: وسام رافع

"نحن المشرقيون لا نبدع إلا في سحر الحزن" هذا ماكتبه الروائي سالم صالح سلطان في الأسطر الأخيرة لروايته الجديدة "أوثان لزجة" الصادرة حديثا في مدينة الموصل. 
يقول سلطان عن روايته: إن "أوثان لزجة" كتبتها لزمن آخر لا أظن الوقت الحالي سيحتويها بسبب المشهد المتشابك التي تمر به ظروف العراق السياسية والاقتصادية والثقافية. مضيفاً: سنحتاج للكثير ليعي المتلقي أنها أول رواية موصلية أسطرت مرحلة زمنية طويلة من حياة الموصل وأهلها وشخوصها.
وجاء على غلاف الكتاب الصادر عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل، رؤية الدكتور عبدالستار البدراني (الأستاذ في جامعة الموصل) للرواية والذي قال فيها: يثير الروائي سالم صالح سلطان في نسقه الجمالي رؤيا تصر على الخروج عن مسار الحكي إلى مرايا نسق جمالي يتشظى في متاهة الحضور داخل حساسية العابث واليومي، الذي يشكل في خطواته عبورا إلى واقعية تعانق فوضى عالمه السردي. 
مضيفاً ورغم ذلك يشكل مدونته برائحة العجائبي وربما يكرس في لحظات عبوره قناديله لإضاءة المكان والإنسان والحدث، موضحاً وحتما لا يغيب التأريخي والتاريخي عن خطاطته، فهو منفتح على منظومة سردية تُسبر إبداعه، في معالجة تتوخى حتما الخروج من الاتباع والدخول في مغايرة موضوعاتية بنائية تؤثث شكلها بعيداً عن التقليد. وانتهى البدراني إلى أن هذه الرواية لوحة تؤشر النزوع للعزف خارج الغبار.
وقال عنها الأديب الموصلي صباح سليم إن الروائي سلطان قدم لنا في روايته "أوثان لزجة"، أشخاصا لهم وجودهم الحقيقي في المجتمع، وتدور أحداث الرواية في مدينة الموصل وتقع أحداثها في حي السجن في المدينة القديمة. وقد انتزع شخصياتها من النماذج البشرية التي تعايش ذلك الحي وتتداخل وتتشابك. وسجل المؤلف نجاحا في تصوير الجو العام لتلك الفترة ورسم البيئة الاجتماعية، وخاصة الصور الإنسانية لبعض العادات والتقاليد الموصلية الأصيلة، والأثر الكبير الذي خلفته الحروب على الناس بعامة والرواية. 
واعتبر سليم هذه الرواية جزء من السيرة الذاتية للروائي. مشيراً إلى أنها تكاد تكون سجلا لحياة شريحة مهمشة من المجتمع الموصلي، فسرد الأحداث تبدو كما راقبها ونقلها كما هي، واستخدم الأسماء الحقيقية للأشخاص وكأنه يكتب تاريخا لا رواية. 
مؤكدا أن المؤلف أفرز في روايته هذه كل معاناته. وانتهى سليم الى ان سلطان قدم عملا تكاملت فيه كل عوامل السرد المعاصرة وبلغة شعرية عالية.