سر طول عمر النساء مقارنة بالرجال تحت المجهر

وفق دراسة جديدة، السبب المرجح لهذا التفاوت هو فقدان بعض الرجال كروموسوم "واي" في جزء من خلاياهم مع تقدمهم في العمر الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

برلين – تعيش النساء عموما اكثر من الرجال في مختلف أرجاء العالم، في تفاوت في متوسط العمر تبقى اسبابه غير مفهومة بالكامل، وهو اللغر الذي عمل فريق طبي الماني على حله.

توصل فريق من مستشفى جامعة فرانكفورت ان السبب المرجح هو هو فقدان بعض الرجال كروموسوم "Y"  (كروموسوم واي) في جزء من خلاياهم مع تقدمهم في العمر، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

وقال طبيب القلب أندرياس تسايير "في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية أظهرت دراسات أن نقص اكروموسوم (Y) لدى الرجال، يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية".

لوأشار إلى أن هذا النقص يؤدي إلى إصابة الرجال بأمراض عدة منها أمراض القلب والأوعية الدموية، والزهايمر والسكري وأيضا الأمراض التقليدية المرتبطة بالتقدم في العمر والشيخوخة مثل الضمور البقعي.

وأوضح الموقع أن الكروموسومات "X" و"Y" هي أجسام خيطية توجد في نواة الخلية الحية وتحمل المعلومات الوراثية، وفي الخلايا لدى النساء عادة ما يكون هناك اثنان من كروموسومات "X"، أما في الرجال فيكون لديهم كروموسوم واحد فقط "Y" وكروموسوم إضافي أيضا "Y"، لكنه يكون أصغر بكثير من الكروموسوم "X" ويضمن تطور الخصائص الجنسية الذكورية لدى الجنين. غير أن الكروموسوم "Y" ينقص لدى الرجال.

وأشار إلى أن هذه الطفرة معروفة لدى الأطباء منذ فترة طويلة، لكن ما تم اكتشافه مؤخرا هو انعكاسات ذلك على صحة الرجال.

ولفت الموقع إلى أن فريقا من الباحثين في أميركا أجرى تجارب على الحيوانات، وتمكن "من إظهار الدور المهم الذي يلعبه الكروموسوم "Y" في الصحة".

وأظهرت نتائج التجارب بحسب مجلة "ساينس" العلمية، أن خلايا الدم التي لا تحتوي على الكروموسوم "Y" تسببت في حدوث التهابات لدى الحيوانات ليس فقط في القلب، وإنما في الرئتين والكليتين أيضا.

وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى علاج يعالج نقص الكروموسوم "Y"، ولا الطريقة التي يمكن منع نقصه في الخلايا لدى الرجال.

انعكاسات لهذه الطفرة على صحة الرجال

والفجوة العمرية بين الجنسين ظاهرة حديثة نسبيا، فحتى عام 1850، كان للرجال والنساء نفس العمر المتوقع، بينما بدأت الفجوة تتسع بثبات منذ عام 1918.

وارجعت دراسة أحد الأسباب للقصر النسبي لعمر الذكور إلى هرمون الذكورة، حيث ارتبط بمشاكل صحية خطرة منها ارتفاع نسبة الكوليسترول، إلا أنه لا يمكن إغفال وفاة نحو 287 ألف امرأة كل عام بسبب مضاعفات الحمل والولادة.

ووفقاً لدراسة نشرت عام 2017 في دورية "بيولوجي أوف سكس ديفرنسيس"، يوفر هرمون الإستروجين الذي تمتلك النساء نسبة اكبر منه، حماية من مجموعة من الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

كما أنَّ هرمون "التستوستيرون" قد يرتبط أيضاً بالسلوك المتهور أو السلوكيات المحفوفة بالمخاطر وارتفاع مستويات العدوانية، الأمر الذي يزيد من خطر الوفاة في عمر أصغر.

وحدد الباحثون عاملين رئيسيين لفجوة العمر بين الجنسين، وهما، أن الرجال يمارسون وظائف أكثر خطورة، وفي نفس الوقت لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة، وتشمل الوظائف الأكثر خطورة مثل قطع الأشجار، صيد الأسماك، والبناء وغيرها من المهن التي يهيمن عليها الذكور.

يشار أيضا إلى أن الرجال أكثر عرضة بنسبة 50% من النساء للموت بأمراض القلب، وعن طريق الانتحار، كما أن سرطان البروستاتا هو ثالث سبب لوفاة الرجال.