سعد لمجرد يفلت من الإيقاف، لكن شعبيته تبقى وراءه

القضاء الفرنسي يطلق سراح المغني المغربي بكفالة مالية مع وضعه تحت المراقبة وعدم السماح له بمغادرة البلاد بعد أن وُجهت له تهمة الاغتصاب مجددا، ومحبون لا يترددون في انتقاده بحدة والتحذير من التعاطف معه على عكس المرة الاولى.
محامي لمجرد يؤكد ان موكله مارس 'علاقة جنسية بالتراضي'
مغاربة يدعون لسحب الوسام الملكي من لمجرد لخاينة الاخير الثقة الموضوعة فيه

باريس - غادر المغني المغربي سعد لمجرد الثلاثاء الإيقاف بعد اعتقاله بشبهة اعتداء جنسي جديد، لكن خرج هذه المرة مجردا من تعاطف المغاربة خاصة وجمهوره العربي بشكل عام.

قالت قناة تلفزيونية مغربية إن القضاء الفرنسي أمر الثلاثاء بإطلاق سراح المغني المغربي بكفالة مالية مع وضعه تحت المراقبة وعدم السماح له بمغادرة البلاد بعد أن وُجهت له تهمة الاغتصاب.

وذكرت القناة الثانية المغربية "دوزيم" أن المدعي العام بمدينة دراجنيوه في جنوب فرنسا وجه تهمة الاغتصاب إلى لمجرد وطلب حبسه احتياطيا على ذمة الاتهام لكن قاضي التحقيقات قرر إطلاق سراحه.

وكانت السلطات الفرنسية ألقت القبض على لمجرد (33 عاما) صباح الأحد الماضي بعد أن اتهمته امرأة بارتكاب أفعال "ينطبق عليها وصف الاغتصاب" في منتجع سان تروبيه الليلة السابقة.

وفي صباح يوم الاثنين مددت السلطات احتجازه 24 ساعة أخرى لإجراء المزيد من التحريات بشأن الواقعة و"للاستماع إلى أكبر عدد مفيد من الشهود" بعد أن تضاربت أقوال الطرفين.

ولاحقا كتب والده البشير عبدو، على حسابه بموقع فيسبوك ليلة الثلاثاء: "سعد ابني طليق والحمد لله". 

والاربعاء أكد محامي الفنان المغربي سعد لمجرد جون مارك فيديدا في تصريح لموقع فرانس أنفو أن موكله "لم يعنف المشتكية، وكل ما في الأمر هو علاقة جنسية بالتراضي بين الطرفين".

وهذه ليست المشكلة الأولى من نوعها التي يواجهها لمجرد. ووجه القضاء الفرنسي تهمة الاغتصاب للمجرد في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعد أن اتهمته فتاة أخرى تدعى لورا بريول بمحاولة اغتصابها داخل فندق في باريس قبل حفل غنائي له هناك.

وفي أبريل/نيسان الماضي حصل على إطلاق سراح مشروط مع الإبقاء على سوار إلكتروني يلف ساقه، بقرار من محكمة الاستئناف في باريس.

وعاد لمجرد إلى المغرب واستأنف نشاطه الفني قبل أن يعود ثانية إلى فرنسا.

وحظي لمجرد آنذاك بتعاطف كبير من العديد من المغاربة والعرب عامة، خصوصًا محبيه، الذين استبعدوا ضلوع فنانهم المحبوب في هذه القضية.

لكن هذه المرة، وعلى غير موقف كثيرين في المرة السابقة، لم يحظ الفنان المغربي بـ"الدعم" من محبيه، بل كال له العديدون انتقادات حادة وصلت حد الشتائم.

واعتبر معجبوه أن الأمر مجرد "مؤامرة" لتدمير "النجاح الكبير" و"الشهرة الواسعة" التي حققها الفنان، الذي يلقب بـ"المُعلم"، نسبة إلى إحدى أغانيه المشهورة. وحاز لمجرد شهرة واسعة عربيا في بداية عام 2016 بعد نجاح أغنيته (انت معلم) التي حققت أرقام مشاهدة قياسية على موقع يوتيوب.

وكتبت صحيفة الأحداث المغربية (خاصة) في افتتاحيتها الثلاثاء، أنه "يصعب حقيقةً الدفاع هذه المرة عن لمجرد، ويصعب الاصطفاف مع أولئك الذين يقولون: لنعطه فرصة ثالثة وأخيرة".

وأضافت أن "نفس المقدار من الإدانة يجب أن توجه لحوادث اعتداء جنسي مماثلة".

وشددت على أنه "لا يجب أن نشرع في البحث عن الأسباب والمبررات، وأن نسارع لاتهام الضحايا أنهن السبب".

بدورها وضعت جريدة "هسبريس" الإلكترونية، الأكثر تصفحا في المغرب، لمجرد في خانة "النازلين" لهذا الأسبوع (وهي الزاوية المخصصة للمشاهير الذين تراجعت شعبيتهم).

وقالت "هسبريس" الثلاثاء إن اعتقاله من جانب الأمن الفرنسي يحمل رسالة واحدة مفادها أن هذا الشاب الحاصل على وسام المكافأة الوطنية من درجة "فارس" منالملك (المغربي) محمد السادس، "يستهتر بجمهوره الواسع وبالمغاربة الذين صدموا بإيقافه".

وأضافت أن إيقافه للمرة الثانية "قتل هامش الشك" عند الذين دافعوا عنه في قضية ملاحقته سابقا في فرنسا بتهمة اغتصاب شابة (20 عامًا) في غرفة فندق، بداعي وجود "تصفية حسابات فنية".

وذهب معلقون إلى أن لمجرد خان ثقة العاهل المغربي الذي وشحه بوسام ملكي عام 2015 وأوصى أسرة لمجرد بأن يتولى المحامي الفرنسي إيريك ديبون موريتي الدفاع عنه في قضية لورا بريول وقرر التكفل بأتعاب المحامي.

وطالب آخرون بتجريده من الوسام الذي وشحه به الملك محمد السادس معتبرين أنه "لا يستحقه".

وكتب أحد رواد موقع "تويتر" ويدعى هشام لحلو تغريدة يصف فيها لمجرد بأنه "وباء الكوليرا"، الذي أدّى إلى وفاة شخصين بالجارة الجزائر قائلا "المغرب أيضا وصله وباء الكوليرا: سعد لمجرد".

فيما أعاد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للفنانة التونسية هند صبري، على حسابها بموقع "تويتر" تقول فيها "كنت من الناس الذين استبعدوا اتهامه الأول، لكن التكرار قتل الشك. هذا الشاب استهتر بنفسه وبجمهوره ولا يستحق أن يكون نجما أو قدوة لأحد".