سعيدة نغزة تنضم لسباق الرئاسة الجزائرية بعد حنون وعسول
الجزائر - مثل اعلان سيدة الأعمال سعيدة نغزة رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية الاثنين في الجزائر العاصمة ترشحها للانتخابات الرئاسية في أيلول/سبتمبر تحديا حقيقيا للسلطات وللقوى الداعمة للرئيس الحالي عبدالمجيد تبون كما يشير للدور الذي يمكن أن تلعبه النساء لتحقيق تغيير في الواقع السياسي في البلاد.
وهذا هو الترشيح الثالث لامرأة جزائرية بعد ترشح كل من زعيمة حزب العمال التروتسكية لويزة حنون والمحامية الملتزمة الدفاع عن الحريات زبيدة عسول فيما يبدو انه محاولة من سياسيات الجزائر اختراق العقلية السياسية الذكورية بدعوة النساء للمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية وتغيير الواقع الحالي.
وقالت نغزة لصحافيين "اتخذت هذا القرار بعد تفكير طويل وإدراك تام بحجم الآمال الكبيرة التي يتطلع إليها الشعب الجزائري" مضيفة "من واجبنا تغيير الذهنيات، كما يجب أن نشمر عن سواعدنا ونواجه بكل شجاعة وإصرار جميع هذه المعارك المتعلقة بمستقبلنا".
وترأس نغزة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية منذ 2016 وقد برز اسمها في واجهة الأحداث في البلاد في أيلول/سبتمبر 2023 عندما نددت في رسالة إلى تبون بالعقبات التي يواجهها رواد الأعمال.
وقالت في رسالتها إن هؤلاء يشكون "من الغرامات التي تفرضها لجنة من خمسة وزراء دون إعطائهم الحق في الاطلاع على ملفاتهم، وهي غرامات تتجاوز بالنسبة للبعض حجم أصول شركاتهم ولن يتمكنوا أصلا من دفعها". وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم تجميد هذه اللجنة لاحقا.
ودعت إلى إيفاد لجنة تحقيق لتحديد كيفية إصدار التراخيص وحصص الاستيراد التي تسلم للبعض ولا تسلم لآخرين، موضّحة أنها راسلت وزارة التجارة ولم تسجّل معالجة حقيقية وواضحة لمشكلة الواردات والكوطة.
وإثر تلك الرسالة التي كشفت حقيقة وضع الاستثمار في الجزائر وأزمة الاقتصاد شنت وكالة الانباء الرسمية حملة إعلامية واسعة ضدها.
واعتبر موقف الاعلام الرسمي ردا بالنيابة عن رئاسة الجمهورية، بعد ان انتقدت نغزة الأوضاع الاقتصادية وكشفت ملفات مسكوت عنها تشمل الفساد والبيروقراطية في مؤسسات الدولة وملف التوريد.
وذلك الرد القوي فهم من قبل عديد من المراقبين انه تجاوز للخوط الحمراء من قبل نغزة خاصة وأنها كشفت عن انتقاداتها ومعارضتها لكثير من السياسات عبر حساباتها الرسمية في شبكات التواصل الاجتماعي والتي يتابعها الكثير من الجزائريين.
وأثارت الرسالة الصريحة غضب المؤيدين لتبون وللنظام ولكنها في الوقت ذاته جلبت الاعجاب من جمهور واسع من الجزائريين الذين تعرضوا للقمع ويعرفون جيدا سياسات السلطة المتشددة في مواجهة الخصوم والمعارضين.
وكشفت نغزة بكل مسؤولية ووضوح الحقائق وأظهرت ملفات فساد وتقصير حكومي لا يمكن السكوت عنه إذ تسبب بمعاناة المواطنين والمستثمرين في البلاد على حد سواء وعوض الإصلاح قامت السلطات الجزائرية بالتضييق عليها والتقليل من نفوذها ونفوذ الكنفدرالية العامة.
وباتت الاعناق تتطلع الى نساء الجزائر لتحقيق تغيير منشود عبر صناديق الاقتراع بعد أن باتت المنظومة السياسية الحالية والتي تقودها المؤسسة العسكرية محل تهديد لمصالح الشعب الجزائري وتهدد بعزلة البلاد إقليميا ودوليا.
ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 7 أيلول/سبتمبر في الجزائر. ولم يعلن تبون الذي انتُخب في كانون الأول/ديسمبر 2019 إذا كان سيسعى إلى الفوز بولاية جديدة.