سعيد يدعم مطالب التونسيين بعيدا عن الحسابات السياسية
تونس - شدد الرئيس التونسي قيس سعيد السبت على ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة، بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة.
جاء ذلك في بيان صادر عن الرئاسة التونسية عقب لقاء سعيد مع رئيس الحكومة هشام المشيشي ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، بالعاصمة تونس.
وأشار الرئيس التونسي إلى "دقة هذه المرحلة وخطورتها"، مؤكدا على ضرورة أن يتحمل الجميع المسؤولية كاملة، وفق ذات البيان.
وأردف "تونس دولة واحدة ورئيس الدولة هو رمز وحدتها وهو الضامن لاستقلاليتها واستمراريتها والساهر على احترام دستورها".
كما تطرق اللقاء إلى مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، للخروج من الأزمتين الاجتماعية والاقتصادية بالبلاد، عبر تنظيم مؤتمر إنقاذ وطني.
وأكد سعيد أنه "يقبل بكل المقترحات ولكن لا يقبل بأن يشارك في هذا الحوار الفاسدون"، بحسب البيان.
واستدرك "من الضروري الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب التونسي بعيدا عن الحسابات الضيقة وبعيدا عن محاولات المقايضة والابتزاز ومحاولات ضرب الدولة من الداخل".
ولم يذكر البيان تفاصيل أكثر حول من وصفهم الرئيس التونسي بـ"الفاسدون".
وقبل أيام أطلق الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر وأعرق نقابة عمالية في تونس) مبادرة للخروج من الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.
وتقوم المبادرة على حوار "تشاركي شامل يرسي أسس عدالة اجتماعية ويعدل بين الجهات ويسوي بين التونسيين ويحد من الفقر والجور والحيف الاجتماعي".
وتعاني تونس من أزمتين اقتصادية واجتماعية، فقامتهما أزمة فيروس كورونا، حيث عرف الاقتصاد التونسي تراجعا حادا خلال العام الحالي، فيما تشهد عدة مناطق بالبلاد احتجاجات مختلفة تتضمن مطالب اجتماعية.
وتشهد تونس منذ أيام احتجاجات متسعة في العديد من المحافظات بالبلاد، مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير مواطن شغل وإرساء تنمية عادلة بين الجهات.
وعلى غرار الاحتجاجات في كل من محافظات القيروان (وسط) وقفصة وقابس (جنوب)، نفّذ السبت مئات التونسيين وقفة احتجاجية أمام مقر محافظة جندوبة (شمال-غرب)، تنديدا بتردي الأوضاع الاجتماعية والتنموية والصحية بعد وفاة طبيب في حادث سقوط مصعد كهربائي بمستشفى حكومي.
وأثارت الحادثة التي حدثت بعد أيام من وفاة فتاة عقب سقوطها في أحد مجاري الصرف الصحي في أحد شوارع مدينة تكرونة التابعة لمحافظة سوسة بالساحل، غضب كثير من التونسيين بسبب ضعف البنى التحتية.
وعلى إثر وفاة الطبيب الشاب بدر الدين العلوي (27 عاما) قرّر وزير الصحة التونسي فوزي مهدي، مساء السبت، إقالة عدد من المسؤولين بالقطاع الصحي.
وشملت الإقالات مدير عام الهياكل الصحية العمومية ومدير عام مركز الدراسات الفنية والصيانة البيولوجية والاستشفائية ورئيس لجنة المستشفى الطبية، كما تم إعفاء مديرة المستشفى والمكلف بصيانتها حتى ظهور نتائج التحقيق المفتوح على خلفية الحادث.
وقرر الوزير تشكيل فريق لتسيير الإدارة المحلية للصحة والمستشفى بجندوبة وتكليف فريق آخر بتفقد إجراءات السلامة في المستشفيات العمومية (الحكوميّة) وتقييمها.
وزار رئيس الحكومة التونسية هشام المشّيشي ليلة الجمعة، المستشفى الجهوي بجندوبة وعاين مكان الحادث.
وخلال الزيارة تجمع مواطنون في المكان ورددوا هتافات تطالب برحيل المسؤولين تنديدا بالتهميش وتردي أوضاع القطاع الصّحي.