سعيّد يبلغ وفد الكونغرس الأميركي رفضه التدخل في الشأن التونسي

الرئيس التونسي يقول إن المستفيدين من العشرية الماضية هم الذين يتأسفون عليها والدليل على ذلك تهريب الأموال وتخريب المرافق العمومية.
سعيّد يذكّر وفد الكونغرس الأميركي بمبادئ القانون الدولي
سعيد: الشعب التونسي عبر عن سيادته في الاستفتاء وسيعبر عنها في الانتخابات القادمة
تونس

أعرب الرئيس التونسي قيس سعيّد عن رفضه للتصريحات التي صدرت عن عدد من المسؤولين الأميركيين في المدّة الأخيرة، قائلا لوفد من الكونغرس الأميركي إنها "غير مقبولة على أي مقياس من المقاييس لأن تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة".
واستقبل سعيد بقصر قرطاج، مساء الأحد، وفدا عن الكونغرس الأميركي بحضور القائمة بالأعمال بالنيابة بسفارة الولايات المتحدة بتونس ناتاشا فرانشيسكي.
وذكّر سعيد بمبادئ القانون الدولي التي كرسها ميثاق الأمم المتحدة ومن بينها احترام سيادة الدول والمساواة بينها وعدم التدخل في شؤونها.
واحتجت السلطات التونسية ومنظمات وطنية على رأسها اتحاد الشغل على البيان الصحفي الصادر عن وزير الخارجية الأميركي نهاية يوليو/ تموز الماضي، بشأن المسار السياسي في تونس، وأيضا التصريحات "غير المقبولة" التي أدلى بها السفير الأميركي بتونس أمام الكونغرس، خلال تقديمه "برنامج عمله".
واعتبرت الخارجية التونسية آنذاك أن تلك التصريحات "تتعارض كليا مع أحكام ومبادئ اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".
وشدد سعيد أمام وفد الكونغرس على أن الشعب التونسي مارس سيادته عبر الاستفتاء وتنتظره محطة انتخابية قريبا ليعبر من خلالها عن سيادته.
ودخلت تونس مرحلة سياسية جديدة لتأسيس "جمهورية ثالثة" بعد المصادقة على دستور جديد للبلاد صوّت عليه التونسيون في استفتاء شعبي عام في الـ25 من يوليو/ تموز الماضي بنسبة فاقت 94 بالمئة.

سعيد يشدد على أن الديمقراطية هي روح قبل أن تكون مؤسسات شكلية

وتتطلع تونس لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 17 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، بعد أن تم حل البرلمان في آذار/ مارس الماضي.
وبعد التذكير بمراحل العلاقات التاريخية بين تونس والولايات المتحدة، أوضح الرئيس التونسي "العديد من الحقائق لدحض الحملات التي يقوم بها أشخاص معروفو الانتماء وبيان الممارسات التي سادت على أكثر من عقد في كل المستويات وأدت إلى مزيد تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية".
وقال إن "الذي يتأسف على العشرية الماضية هو الذي كان مستفيدا منها والدليل على ذلك تهريب الأموال وتخريب المرافق العمومية".
وتُتهم حركة النهضة الإسلامية والأحزاب الموالية لها بمحاولة الاستقواء بأطراف أجنبية لتغيير المشهد السياسي الذي غادروه بمقتضى الإجراءات الاستثنائية التي أقرها سعيد في الـ25 من يوليو 2021 واستبشر بها غالبية التونسيين.
وشدد سعيد في لقائه على أن الديمقراطية هي روح قبل أن تكون مؤسسات شكلية، وأنه لا يمكن أن تتحقق الديمقراطية إلا في ظل عدالة اجتماعية وقضاء مستقل عادل يتساوى أمامه الجميع.