سقوط البشير يربك مشروع جماعات الإسلام السياسي

عزل الجيش السوداني للرئيس عمر البشير يعيد خلط أوراق تركيا التي تسعى للتمدد في إفريقيا من بوابة السودان ويثير تساؤلات حول مصير اتفاقيات سابقة وقعتها أنقرة مع الخرطوم وعلى رأسها اتفاقية الإدارة التركية الكاملة لجزيرة سواكن.

أردوغان يدعو السودانيين إلى مصالحة وطنية
أنقرة تذّكر الخرطوم بالعلاقات والاتفاقيات الاقتصادية
خيبة أمل في ثنيا دعوات تركية لضبط النفس في السودان

أنقرة - أربك عزل الجيش السوداني للرئيس عمر البشير مشروع جماعات الإسلام السياسي المدعومة من قطر وتركيا كما أربك خطط التمدد التركي في إفريقيا من بوابة السودان، فيما دعت أنقرة إلى ضبط النفس وعبرت عن أملها في أن تنجح عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر سودانية أن الرئيس المخلوع محتجز في القصر الرئاسي مع عدد من شخصيات اخوانية تحت حراسة مشددة.

لكن الأمنيات التركية والتطلعات لضبط النفس تنطوي على خيبة أمل كبيرة كون سقوط البشير يمثل سقوطا لمشروع الرئيس التركي ورهاناته على تعزيز نفوذ تيارا الإسلام السياسي في المنطقة.

كما يثير عزل البشير تساؤلات حول الاتفاقيات التي عقدتها تركيا مع نظام الرئيس المعزول وعلى رأسها اتفاقية حصلت بموجبها أنقرة على إدارة كاملة لجزيرة سواكن الإستراتيجية المطلة على البحر الأحمر في خطوة فتحت أبواب التمدد التركي في إفريقيا.

الرئيس السوداني المعزول عمر البشير وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد
البشير ربط علاقات وثيقة مع قطر

وليس واضحا ما إذا كان القادة الجدد سواء كانوا عسكريين أو مدنيين سيلتزمون بما سبق للبشير أن اتفق عليه مع أردوغان.  

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس إلى مصالحة وطنية في السودان بعد الإطاحة بالرئيس في انقلاب عسكري.

وقال أردوغان الذي وسع نطاق الاستثمارات التركية في السودان في الآونة الأخيرة إن البلدين لديهما علاقات وطيدة تريد أنقرة الحفاظ عليها.

وأضاف في مؤتمر صحفي في أنقرة "أتعشم أن ينجح السودان في هذا الأمر بهدوء وأعتقد أن عليه البدء في تفعيل عملية ديمقراطية طبيعية".

وتابع "أهم أمنية عندي هي أن ينجز السودان هذه العملية في سلام وعلى أساس المصالحة الوطنية".

وأصبح أردوغان أول رئيس تركي يزور الخرطوم عام 2017 عندما وقعت تركيا مع السودان عدة اتفاقات بقيمة 650 مليون دولار فور تخلصه من عقوبات أميركية استمرت نحو عقدين.

وأكّدت الخارجية التركية وقوفها إلى جانب الشعب السوداني ودعمها له من أجل ضمان الأمن والاستقرار في بلاده.

البشير فتح الأبواب للتمدد التركي في افريقيا من بوابة سواكن
البشير فتح الأبواب للتمدد التركي في افريقيا من بوابة سواكن

وورد في البيان "نتابع عن كثب التطورات الجارية في السودان التي تربطنا وإياها علاقات شاملة في القارة الإفريقية وأواصر أخوية راسخة"، مضيفا "ينتظر الشعب السوداني إرساء السكينة والاستقرار في البلاد دون تأخير واتخاذ التدابير الكفيلة بتجاوز المصاعب الاقتصادية".

وقال أيضا "نعرب عن تمنياتنا في أن تسير هذه العملية بشكل سلمي، تلبي فيه تطلعات الشعب في إطار الديمقراطية الدستورية والتوافق الوطني".

وشدد على أن "الحفاظ على الأمن والاستقرار في السودان، أمر لا مناص منه من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة برمتها".

ووفق البيان نفسه، فإنه "مثلما فعلت حتى اليوم، ستواصل تركيا من الآن فصاعدا وقوفها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق ودعمها له من أجل ضمان الأمن والاستقرار والطمأنينة في بلاده".