سلامة يروّج لفرضية فوضى عارمة في ليبيا لوقف عملية طرابلس

مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يعتبر أن الانقسامات الدولية حول هجوم الجيش الوطني الليبي على العاصمة، شجعت استمرار الأخير في حملته، محذرا من اشتعال الوضع في ليبيا.

غسان سلامة يطالب بتحرك دولي أوسع لوقف عملية طرابلس
جمود عسكري على مشارف طرابلس بعد أيام من المعارك الدامية
أكثر من 200 قتيل حصيلة الموجهات بين طرفي القتال منذ انطلاق عملية طرابلس

طرابلس - حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة اليوم الخميس من "اشتعال" الوضع في ليبيا بعد شن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر حملة للسيطرة على طرابلس "شجعته" عليها الانقسامات الدولية.

واعتبر سلامة في مقابلة مع فرانس برس بطرابلس أن الحملة التي شنها الجيش الوطني الليبي على العاصمة، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، أوصلت الوضع إلى حالة من "الجمود العسكري" على الأرض.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن بدعوة من رئاسته الألمانية، اجتماعا جديدا مغلقا الخميس عند الساعة 19:00 بتوقيت غرينيتش وذلك بعد فشل مشروع قرار عرضته لندن لوقف إطلاق النار في الحصول على التوافق اللازم، بحسب دبلوماسيين.

ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 بعد ثورة شعبية، تغرق ليبيا في الفوضى وسط انتشار العديد من المليشيات التي تفرض سطوتها وصراعا على السلطة بين المشير حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق.

وينذر استئناف المعارك بين الجانبين بإغراق ليبيا في حرب أهلية. ومنذ عدة أيام، ورغم الإعلان عن اختراقات، فإن قوات المشير حفتر لا تتقدم في جنوب العاصمة. وتبعد خطوط جبهات القتال مسافات تتراوح بين 12 و50 كلم من العاصمة.

وقال سلامة إنه سيذكر مجلس الأمن الخميس بأن "الاحتمال قائم باشتعال الوضع"، معتبرا أنه على الدول الأعضاء في المجلس "أن تتحرك أكثر وتكون موحدة أكثر لمنع مثل هذا الاشتعال الشامل".

وقال إنه "بعد نجاحات أولى للجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) نلاحظ منذ أيام جمودا عسكريا" وجمودا يسود الموقف ميدانيا.

واعتبر سلامة أن "الانقسامات الدولية القائمة قبل الهجوم ووجودها شجع المشير حفتر على شن حملته.

وقتل 205 شخصا على الأقل وأصيب 913 آخرون منذ الرابع من أبريل/نيسان بحسب حصيلة لمنظمة الصحة العالمية. وقالت المنظمة أن فرقها الطبية والجراحين الذين نشرتهم يواصلون التدخل في مستشفيات ميدانية أقيمت على خطوط الجبهة.

من جهة أخرى، قالت منظمة الهجرة الدولية الأربعاء إن عدد النازحين بلغ 25 ألفا منهم 4500 خلال 24 ساعة "وهي أكبر زيادة في عدد النازحين خلال يوم واحد".

وأعلن مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الأربعاء تخصيص مليوني دولار للمساعدة الإنسانية العاجلة للمدنيين العالقين وسط المعارك "بمن فيهم اللاجئون والمهاجرون الأكثر ضعفا".

وحتى الآن لا يريد المشير حفتر الخوض في وقف لإطلاق النار. كما يرفض السراج أي عملية سياسية في غياب وقف لإطلاق النار والعودة إلى الخطوط القائمة قبل حملة حفتر. وهي "مواقف لا يمكن التوفيق بينها"، بحسب سلامة.

وقال دبلوماسيون إنهم يخشون أنه مع مخاطر غرق هذا البلد النفطي أكثر في الفوضى، سيسعى طرفا النزاع إلى إعادة تسليح قواتهما من داعميهما رغم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

ويؤكد الجيش الوطني الليبي على شرعية حملته كونها حربا على الإرهاب، لكن حكومة الوفاق تعتبر أن حفتر يسعى إلى "تسويق عدوانه" لدى المجتمع الدولي.

وكان سلامة قال لهيئة "بي بي سي هذا الأسبوع إن حملة حفتر "أشبه بانقلاب عسكري منه لمكافحة الإرهاب".