سموتريتش يشعل غضب أهالي الرهائن بمعارضته لأي اتفاق يوقف الحرب

وزير المالية يصف الاتفاق المقترح بأنه 'كارثة' للأمن القومي الإسرائيلي، داعيا إلى 'فتح أبواب جهنم' في قطاع غزة.

القدس - أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم الاثنين معارضته لأي اتفاق يوقف الحرب في قطاع غزة، مؤكد أن إسرائيل يجب أن "تفتح جميع أبواب جهنم" على القطاع المحاصر، فيما يكشف هذا التصريح عن حجم الانقسام داخل الائتلاف الحاكم.

وقال سموتريتش في منشور على منصة "إكس" إن "الاتفاق المقترح كارثة للأمن القومي الإسرائيلي، لن نكون جزءا من اتفاق استسلام يشمل إطلاق سراح إرهابيين خطيرين ووقف الحرب وإهدار الإنجازات التي تم التوصل إليها بصعوبة ودُفع ثمنها بالدم والتخلي عن العديد من الرهائن الذين ما زالوا في الأسر".

وأضاف الوزير المتطرف "يجب أن نسيطر بشكل قاطع على المساعدات الإنسانية وأن نفتح أبواب جهنم على غزة حتى استسلام حماس دون شروط وإعادة جميع الرهائن بأمان".

واستؤنفت مطلع الشهر الجاري، المفاوضات غير المباشرة التي تتوسط فيها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

ووجه أفراد من أسر رهائن إسرائيليين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة انتقادات حادة وغاضبة لسموتريتش، فيما اندفع العشرات منهم، يحمل الكثير منهم صور ذويهم، إلى غرفة اجتماعات في البرلمان الإسرائيلي حيث انعقد اجتماع للجنة المالية لبحث موازنة 2025.

ووقعت مواجهة مع الوزير مشحونة بالعواطف والغضب العارم بكى خلالها البعض وتوسل البعض الآخر واستمرت لما يزيد على ساعة اتهموه خلالها بالتخلي عن 98 إسرائيليا وأجنبيا يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين رهائن في قطاع غزة.

وقال عوفر انجريست الذي احتجزت حماس شقيقه متان خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "هؤلاء المخطوفون يمكن أن يعودوا... الظروف سانحة، حان الوقت للتوصل لاتفاق، رئيس الوزراء قال ذلك. كيف يمكنك كوزير للمالية معارضة عودة كل هؤلاء المخطوفين؟".

وسموتريتش عضو رئيسي في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحاكم ولطالما عارض وقف الحرب في غزة.

وتأتي تصريحاته في وقت تتزايد فيه الدعوات من الإسرائيليين وخاصة عائلات الرهائن المحتجزين في غزة لإبرام اتفاق يعيد الرهائن.

لكن تصريحات سموتريش تظهر مدى الانقسام داخل ائتلاف رئيس الوزراء حول الاتفاق في هذه المرحلة ومع ذلك ودون دعم الوزير المتطرف، يمكن لنتنياهو الحصول على ما يكفي من الأصوات لضمان موافقة مجلس الوزراء على الاتفاق إن تم.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الاثنين إن بلاده تبذل جهودا مكثفة من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح العشرات من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وأضاف ساعر خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الدنماركي لارس لوكه راسموسن "تحقق تقدم في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن، إسرائيل ترغب في إطلاق سراح الرهائن وتبذل جهودا مكثفة لإبرام اتفاق".

وفي سياق متصل بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الاثنين آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع موفدي الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على ما أفاد الديوان الأميري.

وجاء في بيان للديوان الأميري القطري أن أمير البلاد استقبل ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، وبريت ماكغورك منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي واستعرض معهما "تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع".

بدوره أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قرب تحقيق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وقال في موجز صحفي من البيت الأبيض "نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق وقد يتم الانتهاء عنه هذا الأسبوع. لا أعد بأي شيء ولا أقدم أي تكهنات، لكننا سنعمل على تحقيق ذلك".
وأكد سوليفان أنه سيكون من الممكن عودة الأسرى إلى منازلهم، متوقعا تدفق مساعدات كبيرة إلى غزة وتوفير أجواء أكثر إيجابية من شأنها أن تمهد الطريق للعملية السياسية مع تحقيق اتفاق هدنة. 

وأطلع نتنياهو الأحد الرئيس الأميركي جو بايدن على "التقدم" في المفاوضات في الدوحة بشأن الاتفاق وقال مكتبه في بيان إنه "أطلعه على التفويض الذي منحه لفريق التفاوض في الدوحة، بهدف الدفع قدما نحو الإفراج عن الرهائن".

وتمحورت المحادثات بين الوسطاء وإسرائيل وحماس حول الإفراج عن رهائن خُطفوا في الهجوم، وفقا لمصادر إسرائيلية عدة. وفشلت عدة جولات من المفاوضات في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ 16 شهرا.

ومن بين القضايا التي أعاقت التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، شروط وقف إطلاق النار التي سيتم بموجبها تبادل الأسرى وحجم المساعدات الإنسانية لغزة وعودة سكان غزة النازحين إلى منازلهم وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وإعادة فتح المعابر الحدودية.

ورفض نتنياهو بشدة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة ويعارض وجود أي حكومة فلسطينية فيها.