سموم خفية تدفع الأطفال إلى الانتحار

دراسة جديدة تجد صلة قوية بين تعرض الأطفال إلى الهواء الملوث والإصابة بأمراض عقلية كالقلق والاكتئاب الحاد.
أول دراسة من نوعها تربط بين الانتحار وتلوث الهواء
استنشاق الجسيمات الدقيقة في الهواء الملوث يضر الدماغ

لندن - تربط دراسة أميركية حديثة بين انتحار الأطفال والتعرض لتلوث الهواء، في نتيجة مقلقة تسلط الضوء على علاقة الآفة الصحية بالصحة العقلية للكبار والصغار على حد سواء.
أفاد باحثون في مستشفى سينسيناتي للأطفال، في ولاية أوهايو الأميركية أن تلوث الهواء المسبب الرئيسي للاحترار المناخي يشكل خطرا ليس على الصحة البدنية فحسب، بل على الصحة العقلية والحالة النفسية لأطفال المدن التي ترتفع فيها نسب تلوث الهواء لأعلى المستويات.
وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة "الصحة البيئية" إن التعرض للتدخين والأبخرة الناتجة عن حركة المرور والمصانع يؤدي إلى الإصابة بأمراض نفسية قد تدفع إلى الانتحار، لافتة إلى أنه حتى التعرض لوقت قصير خطير على الصحة العقلية للأطفال.
وبحسب صحيفة "ميرور" البريطانية، قال الدكتور كول بروكامب من فريق البحث إن "هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر ارتباطا بين التعرض اليومي لمستويات تلوث الهواء الطلق وزيادة أعراض الاضطرابات النفسية، مثل القلق والانتحار، عند الأطفال".
وأضاف: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج، ولكن يمكن أن يؤدي إلى استراتيجيات وقائية جديدة للأطفال الذين يعانون من الأعراض المرتبطة باضطراب نفسي".

تلوث الهواء
خطر لا تصده الكمامات

وتلقي نتائج الدراسة الضوء الارتفاع المفزع في حالات الانتحار بين الاطفال والمراهقين، نتيجة لعدة عوامل من بينها القلق والاكتئاب الذي يولده استنشاق الهواء الملوث.
ووجد الباحثون أن التعرض للجسيمات الدقيقة التي يحملها الهواء الملوث يسبب التهابا في الدماغ يرفع مستويات أعلى من المينوسيتول (وهو سكر طبيعي يشكّل علامة على القلق)، في أدمغة الأطفال.
وكشف باحث آخر مشارك في البحث يدعى الدكتور باتريك ريان أن هذه الدراسات "تسهم في تقديم أدلة متزايدة على أن التعرض لتلوث الهواء أثناء المراحل المبكرة من العمر والطفولة، قد يساهم في الاكتئاب والقلق ومشاكل الصحة العقلية الأخرى، في مرحلة المراهقة".
وهذه ليست أول دراسة تربط بين آثار التغير المناخي وارتفاع نسب الانتحار، فقد كشف باحثون أميركيون في يوليو/تموز 2018، عن صلة بين ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن الاحتباس الحراري وارتفاع معدلات الانتحار في الولايات المتحدة والمكسيك.
ويعتقد الباحثون أن الناس لا يعانون من الاكتئاب المباشر بسبب الطقس الحار، إلا أنهم يرون أن ارتفاع الحرارة يدفع العقل البشري إلى ارتكاب المزيد من الأذى الذاتي.