سوء فهم يدفع وفدا أميركيا لقطع زيارة إلى السعودية

السفارة السعودية تؤكد أن ملف مطالبة عضو في لجنة الحريات الدينية نزع قلنسوته أثيرت مع كبار المسؤولين وأتيحت للسفير فرصة التحدّث مع الحاخام.
السعودية تؤكد أن الحادث المؤسف هو نتيجة لسوء فهم حول البروتوكولات الداخليّة

واشنطن - أعلنت سفارة السعوديّة في الولايات المتحدة الثلاثاء أنّ "سوء فهم" دفع وفدا من لجنة أميركيّة للحرّية الدينيّة إلى قطع زيارته للمملكة في أوائل آذار/مارس بعدما طُلِب من أحد أعضائه نزع قلنسوته اليهوديّة فيما يبدو أنه تباين في وجهات النظر لن تكون لديه تداعيات كبيرة على العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين الرياض وواشنطن ولا على صورة المملكة التي تدفع نحو مزيد من الانفتاح والتسامح الديني.
وقالت السفارة في بيان "نودّ تقديم التوضيح الآتي: إنّ هذا الحادث المؤسف هو نتيجة لسوء فهم حول البروتوكولات الداخليّة".
وكان وفد من اللجنة الأميركيّة للحريّة الدينيّة قد أعلن أنّه قرّر مطلع آذار/مارس قطع زيارة رسميّة للسعوديّة بعدما طلِب من أحد أعضائه إزالة القلنسوة اليهوديّة التي كان يعتمرها. وقال رئيس اللجنة أبراهام كوبر، وهو حاخام يهودي أرثوذكسي، في بيان "ينبغي ألّا يُحرم أيّ شخص من الوصول إلى موقع تراثي، خصوصا إلى موقع يهدف إلى إظهار الوحدة والتقدّم، لمجرّد كونه يهوديا".
وأضاف "السعوديّة تدفع من أجل التغيير في إطار رؤية 2030"، في إشارة إلى برنامجها الإصلاحي الطموح الهادف إلى تنويع الاقتصاد.
وتابع البيان "في وقت تتفشّى معاداة السامية، فإنّ الطلب إليّ بأن أزيل قلنسوتي، هو أمر قد منعنا، نحن أعضاء اللجنة الأميركيّة للحرّية الدينيّة الدوليّة، من مواصلة زيارتنا" لموقع الدرعية في شمال غرب الرياض والذي أدرجته اليونسكو في لائحة التراث العالمي.
وقالت السفارة السعوديّة الثلاثاء إنّ "الأمر أثير مع كبار المسؤولين وأتيحت للسفير فرصة التحدّث مع الحاخام"، مضيفةً "تمّ حلّ الأمر، لكنّنا نحترم قراره عدم مواصلة الزيارة". ولجنة الحرّية الدينيّة هي هيئة استشاريّة حكوميّة مفوّضة من الكونغرس الأميركي.

وحصلت هذه الواقعة في 5 آذار/مارس وسط توتّرات بين السعوديّة وإسرائيل على خلفيّة الحرب في قطاع غزّة والجهود الأميركيّة لتطبيع العلاقات بينهما بمجرّد انتهاء النزاع.
ورغم هذا الحدث تعتبر العلاقات الأميركية السعودية تاريخية واستراتيجية رغم بعض التباينات والخلافات بين الحين والاخر خاصة في عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والتي سعت الإدارة الأميركية الحالية لتجاوزها.
وسعت واشنطن مؤخرا لدعم جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية لكن اندلاع الحرب في قطاع غزة وهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أجل على الأغلب هذه الجهود.
وتؤكد الرياض على ضرورة انهاء الحرب في قطاع غزة ومنح الفلسطينيين حقوقهم قبل اتخاذ أي قرار بالتطبيع مع الدولة العبرية منددة بالمجازر ضد المدنيين في القطاع المحاصر.
ويشدد المسؤولون السعوديون أن الصراع في المنطقة خاصة في فلسطين لا علاقة له بالدين وأن الامر يتعلق بعدم احترام إسرائيل للقانون الدولي والتعدي على حقوق الفلسطينيين في القطاع وفي القدس والضفة الغربية المحتلة.