سوذبيز لندن تسلط الضوء على أعمال فناني الخلیج 

المعرض سیكشف النقاب عن عدد من الأعمال المهمة لمحمد كاظم وحسن شریف وعبدالرحمن السلیمان ومنیرة القاضي.
الظهور الأول لأعمال فناني الخليج في مزاد دولي في لندن
الفنان الإماراتي الرائد محمد كاظم يعد شخصیة بارزة في المشهد الفني ّالمعاصر في دولة الإمارات العربیة المتحدة
عبدالرحمن السلیمان يرسم من الذاكرة، وتحتفي لوحاته بصور المنازل والمزارع والأسواق، بالإضافة إلى النساء البارزات اللواتي كان لهن الأثر الكبیر في حیاته

لندن ـ قال أشكان باغستاني، رئیس المبیعات وأخصائي الفن العربي والإیراني المعاصر في "سوذبیز": ترك الفنانون والمقيمون وهواة جمع المقتنیات والمؤسسات في منطقة الخلیج علامة بارزة وطموحة على المشهد الثقافي في منطقة الشرق الأوسط على مدى سنوات عدة، حیث أطلقوا العنان للتراث الغني في المنطقة واستفادوا من مزیج الثقافات الفرید فیها.
ولطالما كانت سوذبیز في طلیعة المهتمین بهذه الرؤیة الفنیة، حیث عملت كمنبر للأعمال الفنیة في المنطقة وأقامت أول مزاد علني لأعمال الفنانین السعودیین المؤثرین عام 2014، كما تستمر الدار على الدوام بتعریف الجمهور العالمي في لندن على الفنانین العرب الجدد. 
ویبدو الوقت مثاليا مع ازدهار المشهد الفني في المنطقة وتطوره المستمر، لاستكشاف الفنون المعاصرة في دول مجلس التعاون الخلیجي، فضلا عن الحداثة التي ألهمت هؤلاء الفنانین وأسالیبهم. 
تعد سوذبیز منصة عالمیة وحیویة للفن الحدیث والمعاصر وتمتد عبر مجموعة من البلدان، ستقدم لنا نسخة الخريف من مزاد سوذبيز القرن العشرين/الشرق الأوسط قسما مخصصا یركز على أعمال فناني منطقة الخلیج. سیفتح المعرض أبوابه للعامة في لندن بتاریخ 19 أكتوبر/تشرين الأول، حیث سیكشف النقاب عن عدد من الأعمال المهمة لمحمد كاظم وحسن شریف وعبدالرحمن السلیمان ومنیرة القاضي، وسیكون هذا الظهور الأول لأعمال الكثیر منهم في مزاد دولي في لندن.
محمد كاظم، دون عنوان، باستیل على ورق مخدوش، 2013 (مقدرة بسعر: 10 آلاف – 15 ألف جنیه إسترلیني) 

ألوان زيتية على قماش
لوحة حسن شريف

یعد الفنان الإماراتي الرائد محمد كاظم شخصیة بارزة في المشهد الفني ّالمعاصر في دولة الإمارات العربیة المتحدة، حیث أبدع باستخدام الفیدیو والتصویر الفوتوغرافي وفن الأداء وابتكر أعمالا جذابة للغایة تعكس بیئته وتجاربه في الحداثة السریعة. تبرز لوحته الأخاذة هذه بتدرجاتها الفائقة وغنى ألوانها، فتذكرنا ألوان اللوحة الوردیة الدافئة بغروب الشمس في الصحراء.
ابتكر كاظم تمثیلات بصریة للأصوات من خلال خدش الورق بقوة باستخدام المقص، فظهرت كمجموعة من التدرجات الصامتة والمتداخلة التي أبرزت أفكار الماضي بوضوح.
تتمیز اللوحة بمجموعة من الدرجات الصامتة التي تذكرنا بصور من الماضي، وهذا الظهور الأول لهذه القطعة الفنیة في المزاد، والتي كانت في السابق ضمن المجموعة المرموقة للبارون والبارونة غاي ومریم أولنز دي شوتن، في هونغ كونغ.
كاظم هو أحد أعضاء جمعیة الإمارات للفنون التشكیلیة، وواحد من "الخمسة"؛ وهي مجموعة غیر رسمیة من الفنانین في الإماراتیین، تضم حسن شریف وعبداالله السعدي، في طلیعة الفنانین ذوي التخصصات المتعددة. ظل هذا الفنان نشیطا في اشتراكه في مؤسسة الشارقة للفنون طوال مسیرته المهنیة، حیث أشرف على معرض البینالي عام 2007. وكشاهد على شهرته الدولیة، عرض أعماله عدة مرات في بینالي البندقیة، وتوجد أعمال كاظم الیوم في مجموعات المتاحف: المتحف العربي للفن الحدیث في الدوحة، قطر؛ ومتحف الشارقة للفنون في الشارقة، الإمارات العربیة المتحدة؛ ومركز سیتارد للفنون في هولندا؛ ومؤسسة لویس فویتون في باریس؛ ودویتشه بنك في فرانكفورت.
حسن شریف، أولمبیاد رقم 2، ألوان زیتیة على قماش، 2009 (مقدرة بسعر: 18 ألف – 25 ألف جنیه إسترلیني)
 

قدم الفنان الإماراتي الراحل حسن شریف، الذي عاش وعمل في الخلیج، إسهاما جوهریا في مدرسة الفن التجریبیة في الشرق الأوسط، حیث قدمت أعماله الشهیرة إلى بلده الأم فكرة جدیدة عن الفن وما یمكن أن یكون.
تخرج شریف من مدرسة بایام شو للفنون، التي أصبحت تابعة لكلیة سنترال سانت مارتن عام 1984. وانطلق بعد ذلك مباشرة لیعرض أعماله في المعارض الأولى للفن المعاصر في الشارقة، بالإضافة إلى ترجمة النصوص التاریخیة إلى اللغة العربیة لتحفیز الجمهور المحلي على المشاركة في نقاش الفن المعاصر. 
كان شریف عام 2017، موضوع معرض استذكاري في مؤسسة الشارقة للفنون، الإمارات العربیة المتحدة. وسیسافر المعرض الخاص بمجموعة أعماله المتنوعة إلى متحف كاستیلو دي ریفیولي للفن المعاصر في خریف عام 2019 ومعهد كي دبلیو للفن المعاصر في شهر فبرایر/شباط 2020. حقق الفنان رقما قیاسيا خلال مزاد سوذبیز دبي الافتتاحي "بلا حدود: دبي" في نوفمبر 2017.

ألوان زيتية على قماش
لوحة عبدالرحمن السليمان

یعد هذا العمل المتألق الأخیر والغني، العمل الأكبر للفنان الذي یتم عرضه في المزاد، والذي یصور الریاضیین الأولمبیین بأسلوب تعبیري ومجرد تتخلله أجواء ما بعد الحرب في ألمانیا. تعرض لوحة ‘أولمبیاد رقم 2 ‘في المزاد للمرة الأولى، وتأتي من مجموعة خاصة ومتمیزة في هونغ كونغ.
عبدالرحمن السلیمان، "المتعبدون وهم یخرجون من المسجد" ألوان زیتیة على قماش، 1981 (مقدرة بسعر: 50 ألف إلى 70 ألف جنیه إسترلیني)
عبدالرحمن السلیمان، "امرأة جالسة في فترة الظهیرة" ألوان زیتیة على قماش، 1980 (مقدرة بسعر: 40 ألف إلى 60 ألف جنیه إسترلیني)
یرسم الفنان والمؤلف عبدالرحمن السلیمان من الذاكرة، وتحتفي لوحاته بصور المنازل والمزارع والأسواق، بالإضافة إلى النساء البارزات اللواتي كان لهن الأثر الكبیر في حیاته. یعرض هذا المزاد لوحتین نادرتین ورائعتین رسمهما السلیمان بالأسلوب التكعیبي، تحملان مواضیع وتجارب ممزوجة بثت الحیاة في أعماله. 
أخذت اللوحتان مؤخرا من مجموعة لوحات الفنان الخاصة والشهیرة في المملكة العربیة السعودیة، واللتان عرضتا كلاهما في معرض آرت دبي الرائد للفن المعاصر في بدایة هذا العام، مما یدل على الأهمیة والجاذیة اللتین تتمیزان بهما.
وبصفته عضوا في دار الفنون السعودیة الرائدة، یعرف ُسلیمان بقوته في حركة "الفن المحلي" لأنه آمن بأهمیة جذب الانتباه إلى جمیع جوانب تراثه الوطني السعودي، فنرى أعماله الفنیة محملة بالحنین والحرفیة. رسمت هذه الأعمال في فترة انتقالیة، وخلفیة تحولات اجتماعیة كبیرة في المجتمع السعودي في أوائل فترة الثمانینیات، وینعكس هذا في البراءة والرومانسیة الظاهرة بلوحاته. وتتحدث الألوان الرقیقة والظلال القویة والهدوء العام عن حب الفنان لوطنه.

ألوان زيتية على قماش
لوحة منيرة القاضي

منیرة القاضي، "أم وطفل" ألوان زیتیة على قماش، حوالي 1960 (مقدرة بسعر: 12 ألف إلى 18 ألف جنیه إسترلیني)
ولدت الفنانة السعودیة الكویتیة منیرة القاضي في الهند وتدربت في لندن. عرضت أعمالها التي تتمیز بالأسلوب هندسي تكعیبي والتصویري في المعارض العالمیة والمؤسسات الثقافیة البارزة، بما فیها متحف فیكتوریا وألبرت في لندن ومتحف الفن الحدیث في نیویورك. تتعامل القاضي مع أحد أكثر موضوعات شهرة التي لا تزال سائدة إلى یومنا هذا، وتدرج الفنانة رؤیتها تاریخ الفن الغربي وغیر التقلیدیة في رسم هذا النوع من اللوحات. استخدمت الفنانة برسم هذه اللوحة ألوانا ترابیة دافئة وخطوطا ملونة سمیكة، لتعبر عن دور المرأة والأم.
عن دار سوذبیز
سوذبیز اسم التف حوله هواة جمع التحف الفنیة من مختلف أنحاء العالم منذ العام 1744 ، وتوسعت سوذبیز في نشاطها لیشمل مدینة نیویورك ولندن والهند وهونغ كونغ. وتملك سوذبیز الیوم عشر صالات عرض فنیة تتوزع في: نیویورك، لندن، ھونغ كونغ وباریس وغیرھا من الأماكن.