سوري "بين تفاحتين"

مجموعة عمران عز الدين القصصية تتناول الإنسان السوريّ، الّذي طحنته ونفته وقتلته آلة الحرْب السوريّة المدمرة.
سخريّة مما أحبطه، وأحبطَ أمانيه وأحلامه في غدٍ مشرقٍ، وواقعٍ أفضل

دمشق ـ صدرت للقاصّ السوريّ عمران عز الدين مجموعة قصّصيّة جديدة بعنوان "بين تفاحتين" عن دار ميسلون للنشر والتوزيع.
تقع المجموعة التي سبق أنْ فازت بجائزة رابطة الكُتَّاب السوريين للإبداع الأدبيّ أواخر العام الماضي، في مئة صفحة تقريباً، وأهم قصّصها: "ثورة وثروةـ النبي الجديدـ فتوحات الجد الأكبرـ سنعويـ خوازيق كرنفاليةـ واعتقال ميت".
تتناول المجموعة الإنسان السوريّ، الّذي طحنته ونفته وقتلته آلة الحرْب السوريّة المدمرة، ويحاول خلالها الكاتب الّذي حاولَ بكلّ ما أوتيَ من أدواتٍ إبداعيّة وفنيّة وجماليّة تسلّيطَ الضوء على الحرّيّة والخلاص المنشود، والسخريّة مما أحبطه، وأحبطَ أمانيه وأحلامه في غدٍ مشرقٍ، وواقعٍ أفضل.
ـ من أجواء المجموعة:
"أفرغ غضبي في سيجارة تلو أخرى، لكنّني تحت إلحاح أسئلته الصفراء، الّتي تنحدرُ من سلالة الأسئلة معدومة الجدوى، أخبره عن سيارةٍ تجوبُ الشوارع يوميّاً، وهي مكتظة بالموتى، وكيف أنَّ سائقَ تلك السيارة ـ وعبر مضخمٍ للصوتِ ـ يدعونا لننددَ في مظاهرةٍ بهذه الجرائم، ثمّ ينعتُ من لم يمت منا ـ بعدُ ـ بالمفتقر إلى الناموس، وبالخائن، والعميل. أخبره كيف أنّني أُصدم في كلّ يومٍ بصديقٍ التهمه الموت، فانكسر ظهر والده، وماتت أمّه حسرة، وبقريب لن أراه ثانية، عن هجرة الناس الجماعيّة والانبعاجيّة والشوارع الفارغة أخبره، عن أمراء الدم الّذين يغتصبون السبايا والقاصرات والعفيفات بتشفٍّ، ويجزون رقاب الأبرياء والمغلوبين على أمرهم أخبره، عن الهواء المجرثم والمغبر والعطن أخبره، عن البراميل والطااااخ والدووووم أخبره، عن بيوتٍ مهجورةٍ ومذعورةٍ ومدمرةٍ، وعلى ساقٍ واحدةٍ، وبعينٍ مفقوءةٍ، وأخرى تخشبَ الدمع بها أخبره، عن امتعاض بان كي مون، ومعارضة أوباما المعتدلة، ومعادلة توازن القوى، والحل السياسي، وقوات التحالف، وثوار الفيسبوك، والجيش النظامي، والجيش الحر، وداعش، وجبهة النصرة، وشنكال، ونصيبين، وكوباني، وعفرين، أخبره، عن سوريا المقابر، عن سوريا بلا حدائق، عن سوريا بلا مساجد وكنائس، عن سوريا بلا مدارس وجامعات، عن سوريا بلا طفولة وبلا غد، عن سوريا الثورة الموءودة، عن (سوريا ترحب بكم) الّتي اختصروها في المطارات والبواخر والمخيمات أخبره وأخبره وأخبره".

قصص سورية
أخبره وأخبره وأخبره

يذكر أنَّ عمران عز الدين، أديب سوريّ، من محافظة الحسكة، درس الحقوق في جامعة حلب، وصدر له من قبل مجموعات قصّصيّة عديدة، أبرزها: "يموتون وتبقى أصواتهم"، و"موتى يقلقون المدينة". وترجمت قصّصه إلى الإنكليزية والفرنسية والفارسية والتركية والكردية. 
فاز بالعديد من الجوائز: جائزة الشارقة للإبداع دورة 2009 ـ جائزة ناجي نعمان العالميّة دورة 2009 ـ جائزة رابطة الكُتَّاب السوريين للإبداع الأدبيّ دورة 2018 ـ بالإضافة إلى جائزة bbc  البريطانيّة الشهريّة (قصص على الهواء) خمس مرات عن القصّص التالية:" وردة لحارس الغابةـ أجوبة على أسئلة الوصيةـ رجلان وحلم واحدـ أنا وهوـ لماذا لم أنتحر؟".