سوسن النيغاوي توغل في رسم الجسد والوجه

الأستاذة والفنانة التشكيلية والباحثة التونسية سوسن النيغاوي ترى ان الفن وسيلة للتعبير والتواصل من العواطف والأفكار، ولغتها الفنية تمضي جاهدة لرسم ملامح الفرح، الخوف، الغضب، المفاجأة والألم.
تعبيرات باذخة في أغلب اللوحات عن الأفكار والمشاعر

من فكرة متحركة تمضي العوالم الى دواخل الذات وشواسعها حيث لا مجال لغير النظر بعين القلب..هي الفكرة تجترح تلوينها منذ طفولات عابرة على وشك القص والكولاج والتركيب وما الى ذلك من فنون التلويف وفق عنوان لافت وهو اللعب باللون والابتكار.
 ذات طفولة تأتي بعد ذلك رغبات الذات في النظر وفق زوايا مختلفة لهذه الذات في تعاطيها المختلف مع الآخرين مع العالم.
الوجه بتعبيراته الشتى نشدانا لحالات قول بين البهجة والسرور والغضب والاحباط وما الى ذلك من شؤون وشجون العواطف والأحاسيس.
والجسد هذا المتحرك في فضاءات تعبيريته تقصدا للعبارة ومشتقاتها في كثير من التبدلات السانحة والمتغيرات الممكنة .
من هنا يبدو الفن عنوان تواصل لقول الذات واقتراح ممكناتها الجمالية تجاه الفضاء والآخر حيث العناوين الجمالية تمنح المتلقي الحيز الكبير من القراءات والفهم والتأويل..هذه وجهة نظر حيث الفنان ذلك الطفل الذي يحرس لعبه ويحلم بمنح الآخرين عوالم ساحرة يسميها أحيانا الابداع والحنين  وأحيانا أخرى يراها علبة تلوين.
هكذا نمضي في فسحة الفن بما هو تعبيرية باذخة وعنوان تواصل ..نمضي مع تجربة الفنانة التشكيلية والباحثة سوسن النيغاوي التي ترى الفن وسيلة للتعبير والتواصل من العواطف والأفكار. .حيث الجسد والوجه  يمثلان العنصر الأساسي لأغلب اللوحات وهذا الاختيار تحول الى  اختيار شخصي.

هي فنانة تلبس بها الفن منذ البدايات حيث الطفولة في عنفوان رغباتها و أحلامها  تقول "أول لوحة لي كانت رسم وجوه مختلفة التعبيرات مباشرة داخل فضاء اللوحة عبر لطخات ولمسات أضعها بطريقة عفوية أو مدروسة لأستخرج ضمنها تركيبة الوجه وتمثلاته للتعبير عن الفرح والخوف والغضب والألم وكانت بخامة الأكريليك وشاركت بها في معرض جماعي في المركز الثقافي والرياضي المنزه 6 في تونس".
بدأت الدخول في عالم الفن التشكيلي منذ الصغر حيث كنت شغوفة كثيرا بالألوان كنت استمتعُ كثيرا بدفاتر التلوين، كنت أرسم، أقص، ألصق، ألون وأبتكر عوالم خاصة بي بهدف واحد وهو إظهار إبداعاتي الى كل من حولي،هو عمل بسيط ولكنه بالنسبة لي كان عملا عظيما خاصة حين ألصق أعمالي على جدران غرفتي.
وكان بداخلي شعورا قويا بأن هناك ارتباطا وثيقا يجمعني باللوحة والألوان، في حين كنتُ من الطالبات المتميزات في مادة التربية الفنية وأنا في المرحلة الابتدائية، وهذا ما دفعني بقوة نحو هذا العالم الذي بات جزءا لا يتجزأ من حياتي اليومية، فالفن هو وسيلة للتعبير والتواصل من العواطف والأفكار. 
وسعيت لكي اكمل حلمي بالدراسة في مجال الفنون التشكيلية الذي أهواه منذ صغري، وتحصلت على الأستاذية في الفنون التشكيلية اختصاص حفر. من بعدها عملت جاهدة لتنمية موهبتي فأخذت دورة في الرسم والتذهيب على الخشب في المركز الثقافي الإيطالي دانتي أليغييري "Dante Alighieri" تونس، ودورة تدريبية في ورشة عمل الفسيفساء في منوبة، تونس.
أول لوحة لي كانت رسم وجوه مختلفة التعبيرات مباشرة داخل فضاء اللوحة عبر لطخات ولمسات أضعها بطريقة عفوية أو مدروسة لأستخرج ضمنها تركيبة الوجه وتمثلاته للتعبير عن الفرح والخوف والغضب والألم . وكانت بخامة الأكريليك وشاركت بها فى معرض جماعي في المركز الثقافي والرياضي المنزه 6 في تونس.
 وتتالت بعدها المشاركات حيث شاركت في العديد من المعارض في تونس وخارجها، وكذلك في العديد من الملتقيات الثقافية.
بدأ الجسد والوجه يمثلان العنصر الأساسي لأغلب لوحاتي وقد كان هذا الاختيار اختيارًا شخصيًا منذ أن تأثرت ببعض الرسومات التي كنت أطلع عليها في بعض كتب الرسم والذي بحث عن مختلف التقنيات التي أنشئ ضمنها مواضيع مختلفة كصورة الجسد الواقعية والخيالية، أبعاده التشكيلية، تعبيرية الجسد، حركة الجسد، فعل الحركة وحركة الفعل.
وقد تأثرت خلال تجربتي الفنية ومنذ أيام الدراسة بالرسام "Francis Bacon" لأن لوحاته تلامس الجسد كعنصر أساسي مستقرًا داخل اللوحة من خلال اتساق المادة اللزجة التي يضعها التشويه العنيف على المحك من خلال هز الجسد وأحيانًا شده إلى أقصى حد، يتضح هذا من خلال مجموعة وفيرة من الانطباعات التي بلغت ذروتها من الشعور بالقبح أو الرهبة إلى الشعور بالاشمئزاز. 
إن إثارة الإحساس، بالمعنى المزدوج لإثارته واستدعائه، هو في الواقع هدف "فرونسيس بيكون"، لأن الإحساس يقع في صميم عمله بينما يشكل الجسد مركزه.
من واقع خبرتي فإن أفضل طريقة هي التواصل مع الناس من خلال إظهار عملك ومن خلال شرحه. سوف تقنع أكثر،ذلك الى جانب الاجتماعات والمشاركة مع فنانين آخرين والتي ستتيح لك الاقتراب من عوالم أخرى.
 وبالنسبة لي فان الرسم والتلوين مجال للراحة والبهجة وبمثابة الحالة الفنية للعلاج المرجو من كائنات عوالمنا في شؤون ومشاغل ومتغيرات الحياة اليومية الضاجة بالحركة والسرعة، فإن ممارسة الفن تحول الطاقة السلبية إلى إيجابية وما أحوجنا إلى طاقة إيجابية في ظل هذا الزمن الصعب المحبط. 
وتعتبر الذات الإبداعية عند الفنان هي ذاته وخبراته وليس المدرسة التي ينتمي إليها،الفنان يبدع وحسب، ثم يقوم الناقد بتسمية الحالة الإبداعية ثم يصنفها لأي مدرسة تكون. 
أتمنى إقامة معرض شخصي يضم أعمالي وما أنجزته خلال السنوات الماضية، وأتمنى أن تجوب لوحاتي أنحاء العالم"..هي هكذا ترسم وتحلم وتمضي في تجربتها حيث  الجسد والوجه يمثلان العنصر الأساسي لأغلب لوحاتها.
مشاركاتها الفنية والدراسية والثقافية متعددة فهي فنانة وباحثة تشكيلية تونسية تحصلت على الأستاذية في الفنون التشكيلية اختصاص حفر من المعهد العالي للفنون الجميلة تونس 2006
.وتحصلت على ماجستير بحث في التراث والمتحفية من كلية الآداب والفنون والعلوم الإنسانية بمنوبة 2018، حول أيقونات الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في مدينة تونس، جرد، تحليل وتثمين.
تواصل حاليا دراستها لإكمال أطروحة الدكتوراه في التاريخ والتراث والآثار.
كما شاركت في دورة في الرسم والتذهيب على الخشب في المركز الثقافي الإيطالي دانتي أليغييري "DanteAlighieri" تونس، ودورة تدريبية في ورشة عمل الفسيفساء في منوبة،تونس.
شاركت عام 2018 في ورشة العمل التي نظمتها شبكة البحث "Re-Configurations" في برلين،ألمانيا لاكتشاف عن قرب البرامج التعليمية المطبقة في المتاحف وأماكن الذاكرة في برلين.
 كانت منذ صغرها شغوفة بالرسم، وقد اختارت التعبير الجسدي لإظهار أفكارها ومشاعرها من خلال لغة الجسد والوجه والإيماءات، للتعبير عن الفرح والخوف والغضب،المفاجأة،الألم 
.بدأت حياتها المهنية عام 2010 بالمشاركة في صالون الصناعات التقليدية في تونس، والمشاركة في معرض جماعي في المركز الثقافي والرياضي المنزه 6 في تونس
.شاركت في العديد من المعارض في تونس وخارجها، وكذلك في العديد من الملتقيات الثقافية، ومن أهمها:من 12 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 المشاركة في التظاهرة الفنية شجرة الزيتون والتراث غير المادي "هذه ليست بطاقة بريدية 3" بمتحف  سوسة، قرطاج وباردو.مارس 2017 - المشاركة في معرض أمي عطر الربيع - لبنان طرابلس.يولو/تموز 2018 - المشاركة في معرض بصمات ابداعية - مجمع الضنية للرعاية والتنمية - سير الضنية - لبنان.ابريل /نيسان 2019 - المشاركة في المعرض السنوي لنقابة مهن الفنون التشكيلية - مدينة الثقافة - تونس.بين 12 و26 ديسمبر/كانون الاول 2020 المشاركة في الصالون الوطني للفنون التشكيلية في دورته الرابعة بدار الثقافة الشيخ ادريس "المنّوبي بوصندل".25 ديسمبر/كانون الاول 2020 المشاركة في الدورة الرابعة للصالون الدولي للفن المعاصر في طنجة المغرب تحت عنوان "أمل".
لديها تجارب كمدرسة في الفنون التشكيلية والرسم والتعبير الغرافيكي والنقش والرسم على الخشب  مع مدارس الفنون الخاصة وفي المنزل.
هي ناشطة في مختبر "الأقاليم والموارد التراثية في تونس" وهي عضو فريق البحث الذي يعمل على مشروع مساحة التعايش الحضري "سلالم كرم الزيتون، بيروت وسلالم كرسي الصلاح، سيدي بوسعيد"  بالتعاون بين الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، مختبر "الأقاليم والموارد التراثية في تونس وجامعة القديس يوسف (بيروت لبنان) 2018-2021.
وهي المنسقة من بين ثلاثة فنانين للنسخة السنوية الثانية لعام 2020 لمعرض المواهب الشابة داخل نقابة مهن الفنون التشكيلية.
هي المنسَقة المساعدة لإقامة معرض وثائقي حول احياء مئوية بعث أول نواة شيوعية بالبلاد التونسية (مارس/اذار 1921 -مارس/اذار 2021) بالتعاون بين مخبر الجهات والموارد التراثية بالبلاد التونسية ومكتب التعاون الأكاديمي لمؤسسة روزا لوكسمبورغ، أيام 26 و27 و28 مارس/اذار 2021 .
وتعد الآن لمعرضها الشخصي برواق للفنون بالعاصمة.
هكذا هي لعبة التلوين والنظر والقول الفني لسوسن النيغاوي التي تتقصد الذهاب عميقا في دروب الفن حيث التلوين مجال سفر لأجل الذات وما تنعم به من شؤون الحلم وشجونه نحتا لعناوين شتى وأمنيات هي بحجم طفولتها المقيمة فيها الى الآن.