سوق النفط يتأثر سلبا بالهجمات الإيرانية في العراق

أوبك والإمارات العربية المتحدة تسعيان إلى تهدئة المخاوف من تأثير تصاعد التوترات في الشرق الأوسط على استقرار أسواق النفط العالمية.
جهود اماراتية حثيثة لطمانة اسواق النفط بعد التصعيد الايراني
قادة دول أوبك يقومون بكل ما يمكن لاستعادة الأوضاع الطبيعية والسيطرة على الموقف
مؤسسة نفطية صينية تسحب موظفيها من حقل نفطي في العراق

أبوظبي - قلصت عقود النفط الآجلة مكاسب حققتها خلال وقت سابق الأربعاء، بفعل ضربة صاروخية إيرانية استهدفت قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان فجر الأربعاء، استهدافه قاعدتين أميركيتين، بعشرات الصواريخ الباليستية، ردا على عملية قتل قاسم سليماني التي نفذتها الولايات المتحدة، الجمعة.
وبعد ارتفاعه إلى 70.8 دولارا للبرميل في بداية التعاملات، فجر الأربعاء، قلصت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مارس/ آذار، مكاسبها إلى 69.07 دولارا للبرميل بحلول الساعة (06:10 ت.غ)، بزيادة 1.16 بالمئة عن إغلاق الثلاثاء.
ونمت أسعار الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم فبراير/ شباط بنسبة 0.91 بالمئة أو 57 سنتا إلى 63.27 دولارا للبرميل.
ووفق بيان للحرس الثوري الإيراني الاربعاء، فإن عشرات صواريخ "أرض -أرض" أصابت قاعدة "عين الأسد"، وقاعدة أخرى في أربيل شمالي العراق.
وبعد الهجوم الإيراني على القاعدتين، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس دونالد ترامب، أحيط علما بالهجوم، وأنه يتابع تطورات الأوضاع عن كثب.
وتسعى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والإمارات العربية المتحدة إحدى أكبر الدول النفطية الأعضاء فيها، إلى تهدئة المخاوف من تأثير تصاعد التوترات في الشرق الأوسط على استقرار أسواق النفط العالمية. 
وقال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي إن الإمدادات في أسواق النفط العالمية كافية ومنظمة أوبك والدول النفطية الحليفة لها ستتخذ الخطوات اللازمة للمحافظة على استقرار الأسواق إذا تصاعد التوتر فى المنطقة، مضيفا أن تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وإيران لا يمثل خطرا على حرية الملاحة في مضيق هرمز الذي تمر منه إمدادات النفط الخام لدول الخليج بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة. 

التهديدات الايرانية
تفاؤل اماراتي بخصوص استمرار امدادات النفط رغم التهديدات الايرانية المتواصلة في المنطقة

ونقلت الاربعاء وكالة بلومبرج للأنباء عن المزروعي قوله في تصريحات للصحفيين في أبوظبي إن الإمدادات في الأسواق كافية ومن غير المتوقع حدوث نقص في الإمدادات إلا إذا "حدث تصعيد كارثي في المواجهة وهو أمر لا نراه" الآن. 
و أكد محمد باركيندو أمين عام منظمة أوبك رسالة الوزير الإماراتي وقال "مازلنا على ثقة بأن قادتنا (قادة دول أوبك) يقومون بكل ما يمكن لاستعادة الأوضاع الطبيعية والسيطرة على الموقف قبل خروجه على السيطرة". 
واوضح محمد باركيندو إن المنشآت النفطية العراقية آمنة وإن إنتاج البلاد مستمر.مضيفا "من دواعي الارتياح البالغ أن المنشآت تظل آمنة في العراق، والإنتاج مستمر وفعال".
وقال إنه متفائل بأن العراق سيصل إلى معدل امتثال بنسبة 100 بالمئة بتخفيضات أوبك في الوقت المناسب على الرغم من التوترات الحالية.
لكن في المقابل سحبت مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي) حوالي 20 موظفا من حقل غرب القرنة-1 النفطي العراقي مع تصاعد التوترات في المنطقة، حسبما أفاد مصدر مطلع من الشركة في بكين الأربعاء.
وقال المصدر "سحبت سي.ان.بي.سي موظفيها من غرب القرنة في الخامس من يناير /كانون الثاني، بعد قرار من إكسون باعتبارها المشغل، وذلك عقب قتل الولايات المتحدة سليماني مباشرة."
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام، إن سي.ان.بي.سي أبقت على موظفيها البالغ عددهم نحو 60 فردا في الرميلة، وهو حقل نفطي عراقي آخر تعمل فيه مع بي.بي التي تتولى تشغيله.
وللشركة الصينية نحو 100 موظف في الحلفاية، وهو حقل نفط رئيسي ثالث في العراق تتولى سي.ان.بي.سي تشغيله.
وأضاف المصدر "الأطقم في الرميلة والحلفاية تطلع المقر الرئيسي بتطورات الوضع الأمني يوميا. لا توجد خطط إجلاء حتى الآن."