سياح الأهرامات يستكشفون مجتمعات الريف المصري

مشروع سياحي مستدام ممول من الاتحاد الأوروبي يركز على تحسين وضع الريف المتاخم للمواقع الأثرية.
هدف المشروع مساعدة أبناء القرى في الاستفادة من عائدات السياحة

الجيزة (مصر) - مع أنه من النادر أن يخرج السائحون الأجانب الذين يزورون منطقة الأهرامات الشهيرة بمصر عن المسار المألوف لبرنامج جولتهم، فإن مشروعا يركز على تحسين وضع الريف المتاخم للمواقع الأثرية يشجعهم الآن على فعل ذلك.
يأخذ المشروع السائحين في جولة بمنطقة شريط مزارع خضراء يعج بأشجار النخيل ويمتد جنوب أهرامات الجيزة، بين أهرامات سقارة ودهشور الأقل شهرة والضفة الغربية لنهر النيل.
وفي تلك المنطقة يمكن للزوار استكشاف المجتمعات المحلية، وحال أحفاد بناة الأهرامات، في إطار مشروع "زور البدرشين!"، وهو مشروع سياحي مستدام ممول من الاتحاد الأوروبي.
وقالت هبة رجب، الخبيرة السياحية التي تعمل بالمشروع، "أي أتوبيس سياحي بيجي المنطقة بيدخل على المنطقة الأثرية وبيمشي، فمبيستفيدش أي حد نهائي من المجتمع المحلي الموجود. فإحنا بنشتغل على إيه، بنشتغل مع المجتمعات اللي هنا أو ممولين الخدمات زي أماكن الإقامة غير الفنادق، زي المطاعم المحلية، زي اللي بيشتغلوا على المشغولات اليدوية إن هم يدخلوا جوا اقتصاد السياحة، إن السايح لما ييجي يقدر يعدي على الفلاح يشرب معاه

كوباية شاي في المنطقة الزراعية، يقدر إن هو يشتري من ست بتشتغل مشغولات يدوية، يقدر يأكل أكل في المنطقة نفسها".
ويشمل المشروع قرى سقارة وأبو صير ودهشور، وكلها في منطقة البدرشين، ويقدم تدريبا لأبناء تلك القرى بهدف مساعدتهم في الاستفادة من عائدات السياحة وحماية سبل كسب عيشهم.
وقال محمد حمدي (31 عاما) "فهم كانوا راكبين خيل وبيتفسحوا هنا قدام البيت فشافوا المكان فالمكان عجبهم. فجوا (جاءوا) عرضوا علي المشروع، طيب يا محمد إحنا هنطور منك ونعلمك ونجيب لك مدربين في المكتب ده، كان قبل الكورونا. قلت لهم ما فيش مشاكل، فلما عرضوا علي الحوار. الحوار عجبني فحبيت أشتغل معاهم فاشتغلنا مع بعضينا فالتجربة صراحة نجحت".
وأضاف "هما دربوني أتعامل إزاي مع الزبون، ما كانش فيه سياحة ريفية بتنزل هنا سقارة تمشي في الزراعة. فأنا دلوقتي أصبحت من مجال التصوير اتنقلت لمرشد محلي".
وتسببت جائحة فيروس كورونا في خفض عدد السائحين الذين يزورون مصر إلى جزء بسيط مما كانوا عليه قبل ذلك، كما تقلصت أنشطة المشروع، لكن الزيارات استمرت.
وفي رحلة في الآونة الأخيرة تجولت مجموعة صغيرة من السائحين في مجمع سقارة قبل أخذهم لتناول وجبة إفطار رمضاني في مكان قريب.
وقد أبدعت نساء القرية في لف محشي (ملفوف) ورق العنب للضيوف كما أبدعن في الخبز اللذيذ الذي يحضرنه والدجاج المشوي. واختتمت الوجبة بارتشاف أكواب الشاي بالنعناع والضيوف يتحلقون حول نار موقدة في منطقة مفتوحة.