سياسيون يدقون جرس الإنذار بعد استهداف منزل نتنياهو

وزير العدل يطالب بإحداث إصلاحات بالنظام القضائي بعد اطلاق قنبلتين ضوئيتين قرب منزل نتنياهو، معتبرا أنه حلقة في سلسلة العنف والفوضى.
أحد المشتبه بهم ضابط احتياط رفيع في الجيش الإسرائيلي شارك في الاحتجاجات

القدس – أعلنت الشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) الإسرائيليان الأحد توقيف ثلاثة مشتبه فيهم بعد إطلاق قنبلتين ضوئيتين مساء السبت قرب منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العملية التي وصفتها السلطات بالتصعيد الخطير وأثارت مخاوف السياسيين في إسرائيل.

وقال البيان "خلال الليل، أوقف ثلاثة مشتبه بهم لضلوعهم في الحادث"، الذي وقع في قيساريا في وسط البلاد، مشيرا إلى أنهم سيخضعون لتحقيق مشترك من قبل الشرطة والشين بيت، بينما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن أحد المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم هو ضابط احتياط رفيع في الجيش الإسرائيلي، شارك في الاحتجاجات.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أفادت في وقت سابق بأن مجهولين أطلقوا قنبلتين مضيئتين على مقر إقامة رئيس نتنياهو مساء السبت.

وأوضحت الشرطة التي وصفت الحادث بالخطير، أن نتنياهو وعائلته كانوا خارج المنزل ولم تحدث أي أضرار، بينما أعرب العديد من السياسيين عن استيائهم، ومن بينهم زعيم المعارضة يائير لابيد والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج.

وأدان هرتسوغ، بشدة الواقعة وقال "يجب ألا نسمح بتصاعد التوترات الملتهبة، وأحذر مجددا من تصعيد العنف في المجال العام. هذه مسألة حياة أو موت".

بدوره، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إن إطلاق القنابل الضوئية على منزل رئيس الحكومة "تجاوز لكل الخطوط الحمراء"، مضيفا أنه "ليس معقولا أن يكون رئيس وزراء إسرائيل، الذي تحاول إيران ووكلاؤها اغتياله، عرضة لنفس التهديدات من الداخل".

وعبر حسابه بمنصة إكس، دعا كاتس الأجهزة الأمنية والقضائية في إسرائيل إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة "بشكل فوري وبكل القوة" من أجل وضع حد لهذه الظاهرة "الخطيرة" وإنهاء مثل هذا الوضع.

كما أدلى وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، بتصريحات مماثلة، وكتب عبر "إكس" إن "التحريض ضد رئيس الوزراء تجاوز كل الحدود. إلقاء قنبلة ضوئية على منزل الليلة هو تجاوز لخط أحمر آخر".

واستطرد "اليوم قنبلة ضوئية وغدا إطلاق نار. يجب أن يتوقف التحريض ضد نتنياهو وأسرته، وأتوقع من الشاباك والشرطة الوصول قريبا إلى الجناة الذين ارتكبوا هذا الفعل".

أما وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، فكتب عبر حسابه على منصة إكس "العنف يؤدي إلى تآكل أسس الديمقراطية الإسرائيلية. يجب على سلطات إنفاذ القانون وأجهزة الأمن أن تستيقظ وتتحرك قبل فوات الأوان".

من جانبه، دعا وزير العدل ياريف ليفين، إلى إحداث إصلاحات بالنظام القضائي بعد الحادث، معلنا رفضه اعتبار الشرطة والشاباك أن الحادث "خطير"، وقال إنه "حلقة في سلسلة العنف والفوضى التي تهدف إلى اغتيال رئيس الوزراء والإطاحة بالحكومة المنتخبة عبر انقلاب عنيف".

ولم يتضح ما إذا كانت هناك علاقة بين الحادث والمظاهرات التي دعت إلى إبرام  اتفاق بشأن الرهائن والتي اجتاحت البلاد مجددا في المساء. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بعدم وجود تجمعات في قيساريا.

وأشارت الشرطة إلى أنها “فتحت تحقيقا مشتركا مع جهاز الشاباك، حيث يدور الحديث عن حادث خطير ويشكل تصعيدًا خطيرًا، وبناءً عليه سيتم اتخاذ الإجراءات التحقيقية اللازمة”. ولم تذكر الشرطة أو إذاعة الجيش مصدر إطلاق القنبلة باتجاه منزل نتنياهو.

وفي 19 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قال مكتب نتنياهو إن طائرة مسيرة أطلقت من لبنان استهدفت منزل نتنياهو بقيساريا، تبناها حزب الله لاحقا. ولم يكن نتنياهو متواجدا وعائلته في المنزل حينها، فيما لم تنطلق صفارات الإنذار بالمنطقة تزامنا مع الحادثة، وفق إعلام عبري.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، نطاق الحرب لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

ويوميا يرد حزب الله بصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات.