سياسي مقرب من طهران يستبعد تأثر العراق سلبا بإضعاف إيران
بغداد – استبعد محسن المندلاوي النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي أن يكون لإضعاف نفوذ إيران في الشرق الأوسط تأثير سلبي على العراق الذي يضم أحزابا وميليشيات شيعية موالية لطهران أمنت لها نفوذا واسعا في دولة الجوار وزادت من التداخل الاقتصادي والشراكات بين البلدين بشكل يقول محللون إنه ارتهن إلى حد ما السيادة العراقية رغم نفي الإيرانيين ذلك.
وجاءت تصريحات المندلاوي بينما تسعى بغداد لرسم مسارها الدبلوماسي الخاص في المنطقة والحد من قوة الجماعات المسلحة الموالية لإيران ووسط ضغوط غربية على الحكومة العراقية التي يقودها محمد شياع السوداني لحصر السلاح بيد الدولة بما يعني تفكيك تلك الميليشيات التي تعتبر أحد الاذرع الإيرانية في المنطقة.
وتحدث السياسي العراقي مع رويترز في مقابلة في الآونة الأخيرة بعد تحولات كبرى في الشرق الأوسط شهدت تلقي حلفاء لإيران في المنطقة ضربات قوية منها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على يد المعارضة المسلحة وانحسار نفوذ وقوة حزب الله اللبناني.
وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة بزيادة الضغط على طهران التي تساند منذ وقت طويل أطرافا وجماعات مسلحة في العراق.
ويحاول العراق وهو حليف نادر لكل من واشنطن وطهران، تجنب خلخلة استقرار البلاد الهش والتركيز على إعادة البناء بعد حروب وصراعات وأعمال عنف على مدى سنوات.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي وهو نفسه رجل أعمال في مجالات منها الفنادق والمستشفيات وخدمات نقل الأموال، إن بلاده اليوم تتمتع بالاستقرار وبدأت الشركات الأجنبية في القدوم.
وأضاف من مكتبه في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد أن العراق بدأ يضطلع بدوره الطبيعي بين الدول العربية، مشيرا إلى أن إيران دولة جوار تربطها ببلاده صلات تاريخية لكنه قال إن الموقع الجغرافي وعلاقة بلاده بالدول العربية أمران منفصلان، مضيفا أنه لا يظن أن إضعاف إيران سيؤثر سلبا على العراق.
والمندلاوي أيضا عضو في الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الحاكم الذي يضم مجموعة من كبار الساسة الذين يعتقد أن لهم علاقات وثيقة مع إيران. ويرأس كذلك ائتلاف الأساس العراقي الذي يضم نوابا بالبرلمان.
وتم اختبار توازن علاقات بغداد مع طهران وواشنطن خلال هجمات الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران على إسرائيل وعلى القوات الأميركية في البلاد بعد اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأدى ذلك إلى عدة جولات من الضربات التي جاءت ردا على تلك الهجمات ليتم احتواؤها منذ ذلك الحين.
وخلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب بين عامي 2017 و2021، توترت العلاقات بعد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبومهدي المهندس في بغداد عام 2020، مما أدى إلى هجوم صاروخي باليستي إيراني على القوات الأميركية في العراق.
وخلال الشهور الماضية وقبل تولي ترامب منصبه مرة أخرى، تزايدت الدعوات في العراق للحد من دور الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مقابلة مع رويترز هذا الشهر إن العراق يحاول إقناع الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران بإلقاء أسلحتها.
وقال المندلاوي إنه يعتقد أن مثل هذه الخطوة ستستغرق وقتا، لكنها ممكنة نظرا للتحول في التركيز على المصالح السياسية والاقتصادية المتنامية، مضيفا أن اقتصار حمل السلاح على القوات الرسمية للدولة أمر مهم، معربا عن الأمل في إمكانية تنفيذ ذلك.