سيرة جماعة الإخوان.. في الوثائق الأميركية

الدور الذي يلعبه يوسف القرضاوي ضمن صفوف الجماعة وأنه متعدد الأدوار فإلى جانب التدريس يعمل مستشاراً لعدة بنوك تابعة لهم إضافة إلى إدارته معهداً إسلامياً في قطر منذ كان سنه 55 عاماً وأكدت الوثائق تأثيره العميق فيها على الرغم من مغادرته مصر واستقراره بالدوحة لعقود طويلة ودوره في نشر ثقافة التغلغل داخل المجتمعات العربية.

بقلم: جمال الكشكي

من يقرأ تفاصيل الوثائق التي كشفتها وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، الأيام الماضية، تحت عنوان بناء قواعد الدعم والتي وصفتها بالسرية، يتأكد تماماً من أن هذه الجماعة الإرهابية وضعت فكرة التمكين والتطرف والعنف والتخريب هدفها الرئيس منذ تأسيسها على يد مرشدها الأول حسن البنا، كما أن هذه الوثائق المنشورة على موقع الاستخبارات الأميركية، تكشف حجم المخاطر حول مخططات محددة ضد المجتمع المصري والعربي يديرها شخصيات نافذة في أوساط الجماعة الإرهابية.

أولى هذه الوثائق تلك التي لفتت الانتباه إلى الدور الذي يلعبه يوسف القرضاوي ضمن صفوف الجماعة، وأنه متعدد الأدوار فإلى جانب التدريس يعمل مستشاراً لعدة بنوك تابعة لهم، إضافة إلى إدارته معهداً إسلامياً في قطر.

ولم تغفل الوثيقة ذكر سن القرضاوي وقت كتابتها 55 عاماً، وأكدت الوثائق تأثيره العميق فيها على الرغم من مغادرته مصر واستقراره بالدوحة لعقود طويلة، ودوره في نشر ثقافة التغلغل داخل المجتمعات العربية.

من الوثائق الأخرى الخطيرة تلك التي فضحت ألاعيب الجماعة في التعليم، فقد أشارت الوثيقة إلى أحد تقارير السفارة الأميركية في القاهرة الذي يؤكد أن جماعة الإخوان الإرهابية راهنت على استهداف شريحة الطلبة الجامعيين الذين يستعدون للعمل في مهنة التدريس مستقبلاً وخاصة المرحلتين الابتدائية والثانوية، مؤمنين بأن مدرسي المستقبل سيكون لهم دور كبير في التأثير على الطلبة.

فضلاً عن مخططاتها المستقبلية التي توارثها قادة الجماعة والتي ترى ضرورة الاستثمار في قطاع الطلبة نظراً للدور المهم الذي سيلعبه هؤلاء لخدمة أهداف الجماعة مستقبلاً في حالة توليهم مناصب حكومية، وهنا نتوقف عند حجم الاختراق الهائل الذي عاشت عليه الجماعة طوال السنوات الماضية.

استطاعت تجنيد واستخدام العقول في هذه المراحل لخدمة مصالحها في مختلف المجالات، فضلاً عن أن اللافت بين سطور هذه الوثائق هو اتباع هذه الجماعة لسياسة النفس الطويل في الوصول إلى هدفها، وتطبيق نظرية العمل على أكثر من محور وأكثر من اتجاه من أجل تحقيق أجندتها.

أيضاً حرصت الوثائق على فضح مصادر تمويل الجماعة الإرهابية، مؤكدة أنها تأتي من أنشطتها التجارية والخدمية، إضافة إلى تمويلات أخرى من المتعاطفين من بعض الدويلات، وأوروبا الغربية، وأميركا الشمالية، فضلاً عن أن الأفراد يقدمون دعماً مالياً كبيراً من خلال المشروعات الصغيرة للأفراد والتي تمثل أحد روافد التمويل الرئيسية، فضلاً عن أن أعضاء الجماعة من رجال الأعمال يدفعون اشتراكات شهرية تصل إلى 10% من دخلهم.

أما الذي يستحق التوقف في هذه الوثائق التي أعدها خبراء استخباراتيون هو كشف العلاقة المشبوهة بين تنظيم الإخوان وإيران، والتأكيد صراحة أن فكرها وأدبياتها وعقيدتها تعتمد على النهل من معين كتابات سيد قطب وقالت نصاً اشتقت الحركات الراديكالية العنيفة والمتطرفة أفكارها ضد المجتمع من كتابات سيد قطب الإخواني.

اللافت بقوة في تفاصيل هذه الوثائق حرص كاتبي هذا التقرير على تعرية الجماعة الإرهابية وكشف أهدافها الاستراتيجية بعيدة المدى، والتي تهدف إلى إقامة مجتمع يعتمد التطرف والعنف والتخريب ويفصل بين الرجال والنساء، وتمول هذه الجماعة مؤسساتها من الزكاة، بما يمكنها من ترسيخ تفوقها على الجماعات الأصولية المتطرفة المنافسة، وبحسب الوثائق، فجماعة الإخوان عملت في منتصف الثمانينيات على إزالة الحظر القانوني عنها؛ ولتحقيق الهدف المرحلي المؤدى للهدف الأبعد.

ربما أكدت هذه الوثائق الوجه الظلامي لهذه الجماعة على مدار تاريخها، لكن الدرس المستفاد من قراءة هذه الوثائق هو بمثابة المزيد من الدروس التي تؤكد أنه «لا عهد ولا دين لهذه الجماعة».