سيرك الشارع ينثر البهجة في مدن تونسية

افتتاح الدورة السابعة من المهرجان الدولي لفن السيرك بتونس ينطلق بعروض تعبر عن الجمال والحب والسلام.

تونس - انطلقت العروض الرسمية للدورة السابعة من المهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع من شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، الجمعة، لتجوب تسع ولايات أخرى إلى حدود يوم 5 يوليو/تموز المقبل.

فنون أدائية تنوعت بين الهوائيات والجمباز والتوازن وحركات بهلوانية تحبس الأنفاس أبهرت الجمهور صغارا وكبارا ونقلتهم إلى عالم الخيال والإثارة، وذلك خلال عرض الافتتاح.

وتزاحم الناس بأعداد كبيرة ليظفروا بمتابعة مشاهد السيرك عن كثب، فتابعوا لوحات هي بالأساس ألعاب بهلوانية خطرة منها التأرجح على الحبال والحركات الاستعراضية والاعتماد على بنية العضلات لتركيز هرم بشري وغيرها من الألعاب البهلوانية والمهارات الفردية والثنائية والثلاثية التي جمعت بين الإثارة والترفيه وتمردت على الصورة النمطية السائدة عن فن السيرك الكلاسيكي.

وتعتمد عروض المهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع منذ تأسيسه سنة 2018 على الإبداع والإبهار البصري كأساليب جمالية ترتبط بالسيرك من خلال الأزياء والماكياج واستخدام تقنيات الإنارة وتوظيفها بإحكام لخدمة مضامين اللوحات الاستعراضية المقدمة والمتمثلة في اللوحات الفنية الرائعة والمرونة والدقة اللامتناهية في الحركة حيث انتقال أعضاء السيرك من لوحة لأخرى في إيقاعات مدهشة وإضاءة ومؤثرات صوتية حديثة ليجعلوا الجمهور تحت سحر الحركة والإبداع، فمتعة السيرك لم تعد مقتصرة على التسلية وإنما أصبحت عروضه بمثابة الفن الإبداعي الذي ينقل رسائل تدعو إلى الحب والسلام.

وتناوبت على امتداد ساعة من الزمن، الفرق المشاركة من تونس وموريتانيا ومصر وفرنسا وإيطاليا والشيلي والأرجنتين والمكسيك والسينغال وروسيا، على تقديم إبداعاتها، نقلا عن وكالة تونس أفريقيا للأنباء.

ولاقت العروض استحسانا كبيرا من الجمهور الذي هتف طويلا وصفق للعارضين. وقد عبّر عدد منهم عن حاجة التونسيين لمثل هذه العروض الترفيهية غير المألوفة في تونس. وأثنى عدد آخر تنظيمها في الشارع مجانا للعموم.

وعلى إيقاعات التصفيق، تبادل الجمهور وفنانو السيرك التحية بحرارة، وحزم مهرجان السيرك بعدها أمتعته ومعداته ليمضي قدمًا نحو عدد من جهات البلاد فهناك أيضا جمهور وفيّ لفن السيرك ينتظر بشوق لمشاهدة العروض.

وحط المهرجان رحاله السبت بمدينة سليانة ثم سينتقل إلى مدينة صفاقس يوم 27 يونيو/حزيران، فمدينة حمام الأنف بولاية بن عروس يوم 29 يونيو/حزيران، وصولا إلى مدينة سوسة يوم 30 يونيو/حزيران.

ويزور المهرجان مدينة الكاف في الثاني من يوليو/تموز المقبل، ثم مدينة بنزرت يوم 3 يوليو/تموز، على أن يختتم دورته هذا العام بمعبد المياه في مدينة زغوان يوم 5 يوليو/تموز.

وكانت الدورة السابعة من المهرجان انطلقت مطلع شهر يونيو/حزيران الحالي بتنظيم سلسلة من الورشات التكوينية في فن السيرك، إلى جانب تنظيم مسابقة وطنية في فنون السيرك (دورة أولى) احتضنها مسرح الجهات بمدينة الثقافة يوم 5 يونيو/حزيران، وفاز بجائزتها الأولى يُسري السويسي بالجائزة الأولى وتُوّج سيف الدين رڨام بالجائزة الثانية من هذه المسابقة، فيما آلت الجائزة الثالثة لفنانة السيرك منتهى الوسلاتي البالغة من العمر 11 عاما.

وانتظمت أيضا قافلة ثقافية فنية لفائدة الأطفال فاقدي السند والأطفال ذوي الاحتياجات الخصوصية بولايتيْ تونس وبن عروس يوم 10 يونيو/حزيران بفضاء المركز الثقافي والرياضي للشباب ببن عروس، حيث أقيمت لفائدتهم حصص تنشيطية وألعاب ترفيهية وعروض في فن السيرك وورشات تكوينية، وذلك تجسيما للدور الاجتماعي لهذا المهرجان.

وتنظم جمعية "باباروني لفنون السيرك" الدورة السابعة بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرة الثقافية والفنية ومسرح الأوبرا بمدينة الثقافة والديوان الوطني للسياحة التونسية والمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بكل من تونس وبن عروس وسليانة وصفاقس وسوسة والكاف وبنزرت وزغوان.