سيلفا يتوق للمشاركة في المونديال

المدرب تيتي يبدي اعجابه بانضمام قلب دفاع بلاده لصفوف تشلسي الإنكليزي دون أن يضمن له أي امتياز في تشكيلة المنتخب البرازيلي.

ريو دي جانيرو - بعمر السادسة والثلاثين، حدّد البرازيلي تياغو سيلفا هدفه الأخير: المشاركة عام 2022 في موندياله الرابع. اختار قلب الدفاع المميّز البقاء ضمن دائرة التنافس بالانضمام إلى تشلسي الإنكليزي، وهو قرار أعجب مدرب "سيليساو" تيتي دون أن يضمن له أي امتياز.

بدلاً من تقاعد مترف في الصين، أغرت المشاركة في مونديال 2022 القائد السابق لباريس سان جرمان الفرنسي، ليسير على خطى فرانك لامبارد مدربه الحالي في تشلسي الذي خاض بعمره تحديا على مستوى الدوري، بانتقاله إلى مانشستر سيتي بعد 13 سنة أمضاها في صفوف "الزرق".

قال سيلفا في مقابلة لموقع تشلسي "في كرة القدم، هناك الكثير من الأفكار المسبقة حول أعمار اللاعبين. لكني أعرف تجربته (لامبارد) عندما وصل إلى مانشستر سيتي. تحمّل الأمور عينها التي اختبرتها".

وقع سيلفا مع تشلسي لمدة سنة قابلة للتجديد، واضعاً نصب عينيه الصمود حتى مونديال قطر، رغم انه سيكون بعمر الثامنة والثلاثين في 2022.

قال إن "فكرة خوض المونديال المقبل تحفزني تماماً. أريد أن أبقى بلياقة جيدة وتشلسي يمنحني فرصة كبيرة للاستمرار باللعب على أعلى مستوى".

https://www.instagram.com/p/CF-hDziBNbp/

هفوة البداية

صادق مدرب المنتخب تيتي على خطوته قائلا انه سعيد برؤيته "يلعب مع نادٍ كبير، في بطولة تنافسية"، فلم يتردد باستدعائه لخوض المباريات الأولى في التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة لقطر 2022، ضد بوليفيا والبيرو الجمعة والثلاثاء توالياً.

لكن مدرّب "سيليساو" لا ينوي تقديم هدايا أو امتيازات لمدافع ميلان الإيطالي السابق.

أصرّ في مقابلة مع موقع "غلوبو سبورتي": "من الهام أن تلعب على مستوى عال لتكون جاهزاً مع المنتخب. لو ذهب إلى الصين، لكان المستوى مختلفاً. لكن (في تشلسي) سيتعرّض للامتحان، وإذا لم يكن أداؤه جيداً، ستكون الأمور معقدة له".

لكن الخطأ الفادح لقلب الدفاع المخضرم في مباراته الأولى مع فريق غرب لندن ضد وست بروميتش (3-3)، لم يكن مطمئناً لمدرب بطلة العالم خمس مرات. أراد سيلفا بعدها توضيح الأمور مؤكداً أنه لم يأت إلى لندن "من أجل تناول العشاء أو زيارة المواقع السياحية".

https://www.instagram.com/p/CFfzYoNCY_7/

 دعوات متناقضة 

في المقابل، يرسم سيلفا صورة جدلية لا تجسّد حالة من الإجماع.

كتب لاعب الوسط السابق نيتو الذي يعمل محللاً في قناة "بانديرانتيس" على موقع انستاغرام، بعد إعلان تيتي تشكيلته "كان لاعبا كبيراً، لا جدال في ذلك. لكن ليس وارداً أن يخوض نهائيات أخرى في كأس العالم".

على عكسه، يقول المتخصص في شؤون المنتخب ومعلّق قناة "تي في غلوبو" ألكسندر لوزيتي لوكالة فرانس برس "طالما لا يتواجد لاعبون آخرون بميزات فنية وقيادة واحترافية مماثلة، يستحق الاستدعاء".

ومن الميزات الأخرى للاعب المكنى "مونسترو"، تفاهمه الكبير مع قطب الدفاع الآخر ماركينيوس بعدما أمضى ستة مواسم إلى جانبه مع باريس سان جرمان.

قال ماركينيوس الاثنين في مؤتمر صحافي على هامش تمارين المنتخب الذي يستعد لخوض تصفيات مونديال 2022 "نعرف بعضنا البعض جيدا، ونتوقع ما سيفعله الآخر. للأسف كان علينا سلوك مسارات مختلفة، لكن بمقدورنا توظيف خبراتنا في مصلحة المنتخب".

لا تبدو المنافسة قوية حتى الآن في مواقع المنتخب الدفاعية. يشغل إيدر ميليتاو مركزاً بديلاً في ريال مدريد الإسباني، وينتظر فيليبي لعب أدوار مهمة مع أتلتيكو مدريد. يمكن للتهديد أن يأتي من رودريغو كايو (27 عاما) اللاعب الموهوب في فلامنغو لكن المفتقد للخبرة الدولية.

لكن سيلفا صاحب 89 مباراة دولية، ليس "الاختيار" (متقدم في السن) الوحيد في تشكيلة البرازيل، إذ يأمل ظهير ساو باولو داني ألفيش (39 عاما في 2022) خوض نهائيات المونديال أيضاً.

شهدت النسخ الأخيرة من المونديال بعض حالات اللاعبين المتقدمين في العمر ضمن الإطار الدفاعي، على غرار الكولومبي ماريو يبيس (2014) والمكسيكي رافايل ماركيز (2018) اللذين خاضا مونديالهما الأخير بعمر 38 و39 عاماً توالياً وودّعا تحديداً أمام البرازيل... وتياغو سيلفا.