سيناريوهات مختلفة تتربص بأولمبياد طوكيو

باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية يقر بأرجحية إلغاء أولمبياد طوكيو في حال عدم إقامته في صيف العام المقبل.

لندن - أكد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ انه يتفق مع موقف السلطات اليابانية بأن أولمبياد طوكيو الذي أرجئ من صيف 2020 الى صيف 2021، سيلغى في حال عدم التمكن من إقامته في موعده الجديد بسبب عدم السيطرة على فيروس كورونا المستجد.

وأعلنت اللجنة الأولمبية والحكومة اليابانية في آذار/مارس، تأجيل دورة الألعاب الأولمبية الى صيف العام المقبل بسبب تبعات "كوفيد-19"، وإثر ضغوط كبيرة من رياضيين واتحادات كبرى. وحدد الموعد الجديد للدورة بين 23 تموز/يوليو والثامن من آب/أغسطس 2021.

وفي نيسان/أبريل، أقر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بأنه سيكون "من الصعب" إقامة الأولمبياد في صيف 2021، في حال عدم السيطرة على تفشي الفيروس الذي تسبب بوفاة أكثر من 325 ألف شخص في العالم حتى الأربعاء.

وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" نشرت ليل الأربعاء الخميس على موقعها الالكتروني، قال باخ "بصراحة، أنا أتفهم هذا الموقف (...) لا يمكن ان توظف ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف شخص في اللجنة المنظمة الى الأبد".

وأضاف "لا يمكن تغيير روزنامة الرياضة العالمية لكل الاتحادات الدولية البارزة كل عام ولا تستطيع إبقاء الرياضيين في حالة من عدم اليقين. وبالتالي أنا أتفهم موقف شركائنا اليابانيين في هذا الشأن".

وعن مدى ثقته بامكانية إقامة دورة الألعاب في صيف العام المقبل، أجاب "يتعين علينا ان نستعد لسيناريوهات مختلفة. هناك تصميم كبير لإقامة الألعاب في تموز/يوليو من العام المقبل"، علما بأن الدورة ستحتفظ باسمها كما هو مقرر "طوكيو 2020".

لكن باخ أضاف "في الوقت ذاته، اذا نظرنا الى مختلف السيناريوهات في ما يتعلق بالاجراءات الصحية، فقد يتعين فرض الحجر الصحي على الرياضيين، بعض الرياضيين وبعض المشاركين الآخرين (...) ماذا يعني ذلك بالنسبة الى القرية الأولمبية وما شابه؟ كل هذه السيناريوهات هي قيد الدرس ولهذا السبب أقول، إنها مهمة ضخمة بسبب وجود خيارات عدة لا يمكن البحث فيها الآن. عندما تصبح لدينا رؤية واضحة كيف ستكون الأمور في 23 تموز/يوليو 2021، سنتخذ القرارات المناسبة".

واستبعد رئيس اللجنة الدولية إقامة دورة الألعاب خلف أبواب موصدة في وجه المشجعين، في حال استمرار فرض قيود التباعد الاجتماعي بسبب "كوفيد-19" حتى الموعد الجديد للأولمبياد.

وفي حين رأى ان اقتراحات من هذا القبيل هي أشبه بـ"تكهنات"، أوضح "هذا ما لا نريده لأن روح الألعاب هو توحيد المشجعين وهذا ما يجعل الألعاب فريدة جدا لان جميع الانصار يتواجدون في الملعب الأولمبي سويا".

تطورت الأمور بسرعة كبيرة

وكان تأجيل الأولمبياد خطوة غير مسبوقة خارج زمن الحرب، وذلك منذ انطلاق دورة الألعاب في صيغتها الحديثة عام 1896.

لكن باخ شدد على أن أي قرار جديد في هذا الشأن سيحتاج الى وقت، لاسيما وأن إعادة تنظيم الألعاب تتطلب جهدا مضنيا.

وأوضح "أدعوكم الى منحي بعض الوقت لكي اتشاور مع الرياضيين، منظمة الصحة العالمية وشركائنا اليابانيين".

وتابع "اعتمدنا مبدأ واحدا: تنظيم الألعاب في جو آمن لكل المشاركين. أحد لا يعرف ما سيكون عليه العالم خلال عام، خلال شهرين. لذا علينا الاعتماد (على الخبراء في المجال الصحي) وبعدها اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بناء على هذه النصيحة".

وحتى ما قبل تأجيل الألعاب بفترة وجيزة، تعرضت اللجنة الدولية والمنظمون اليابانيون لانتقادات واسعة على خلفية العزم المعلن للمضي في إقامة الدورة، قبل ان يتم إعلان التأجيل في أعقاب ضغوط كبيرة مورست من قبل اتحادات دولية نافذة ورياضيين بارزين.

وردا على سؤال بهذا الشأن وعما اذا كان سيقوم بالأمور بطريقة مختلفة، قال باخ "تطورت الأمور بسرعة كبيرة ولم نكن ندري ماذا سيحصل في اليوم التالي".

وتابع "كان يتعين علينا ايجاد توازن بين الخبراء المتفائلين الذين قالوا لنا 'تريثوا، لا زال امامكم متسع من الوقت. لا زالت الالعاب على بعد أشهر من الآن. دعونا نرى كيف تسير الأمور'، وبين آخرين كانوا يقولون 'إنها كارثة مطلقة، لماذا لا تتخذون القرار الآن؟'... شكل ذلك تحديا يوميا بالنسبة الينا".

واوضح "كان يتعين علينا التشاور مع شركائنا اليابانيين. كان يمكن ان نقوم بإلغاء الألعاب وحدنا من دونهم وكان في امكاننا القول 'لقد انتهى الامر. نستطيع استعادة أموالنا من شركات التأمين ونبدأ الاستعداد لألعاب باريس 2024'. لكن هذا الخيار لم يكن مطروحا لأننا في هذه الحالة كنا حرمنا الرياضيين من تجربة أولمبية فريدة".