سينوفاك تبرر سبب تدني كفاءة لقاحها 'كورونافاك'

الشركة الصينية تعتبر ان فاعلية لقاحها المقدرة بأكثر من 50% تعود الى اجراء التجارب على عاملين في المجال الصحي يواجهون خطورة أكبر للإصابة بكورونا.

بكين – بررت شركة سينوفاك الصينية تدني مستوى كفاءة لقاحها "كورونافاك" المضاد لفيروس كورونا خلال تجاربه في البرازيل.
قال ين ويدونغ الرئيس التنفيذي لشركة "سينوفاك" الصينية للأدوية إن معدل الكفاءة المنخفض للقاح "كورونافاك"، والذي بلغ أكثر من 50% في مرحلة تجريبه الأخيرة في البرازيل، يرجع إلى أن المشاركين في التجارب من العاملين في المجال الصحي الذين يواجهون خطورة أكبر للإصابة بفيروس كورونا.
واظهر اللقاح المطور في الصين نسبة فاعلية متوسطة، كما ان هذه النسبة أقل بكثير من المسجلة في لقاحات اخرى. 
وكانت تقارير برازيلية قد أفادت بأن الفعالية الإكلينيكية للقاح"كورونافاك" لا تتجاوز 38ر50% في التجارب التي تجرى في البرازيل.
في حين ان نسبة فعالية لقاحات فايزر/بيونتيك وشركة الأدوية الأميركية "موديرنا" و"سبوتنيك في" الروسي و"استرازيكا" المطور من طرف شركة "أسترازينيكا" وجامعة اوكسفورد فاقت 90%.
وتعرض اللقاح الصيني للانتقاد بسبب الغموض الذي شاب نتائج التجارب السريرية المؤقتة، وتزايد الارتباك بعدما توصلت التجارب في البرازيل وإندونيسيا وتركيا لنتائج مختلفة بشأن كفاءة نفس اللقاح.
واطلقت اندونيسيا، احدى الدول الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، حملة التلقيح، وكان الرئيس جوكو ويدودو أول من تلقى لقاح "كورونافاك" كما نقل التلفزيون في بث مباشر.
كما طلبت العديد من الدول والمناطق بما في ذلك سنغافورة وهونغ كونغ الحصول على جرعات من لقاح شركة "سينوفاك".
ويعتبر خبراء ان اللقاح الصيني تمت تجربته على العاملين في المجال الصحي والأكثر عرضة للاصابة بالوباء في حين أن اللقاحات الغربية مثل اللقاح الذي طورته شركتا "فايزر" و"بيونتيك" جرى اختبارها على متطوعين من بينهم أشخاص عاديين، بعضهم أقل عرضة للإصابة بالفيروس في حياتهم اليومية مقارنة بالعاملين في القطاع الطبي الذين يمرون بفترة قاتمة بسبب تزايد انتشار الوباء في مناطق مختلفة من العالم.
وأفاد الرئيس التنفيذي لـ"سينوفاك" أن الشركة تلقت طلبات جديدة بالحصول على اللقاح من ماليزيا والفلبين.
ويواجه اللقاح الذي أنتجه مختبر "سينوفاك" الصيني الخاص بالتعاون مع "معهد بوتانتان" في ساو باولو انتقادات لكنه يحظى أيضا باشادات كثيرة لا سيما انه يمكن تخزينه في ثلاجة عادية في درجة حرارة تتراوح بين 2 و 8 درجات مئوية.
وأفادت الشركة المطورة للقاح أنه يمكن ان يبقى مستقرا في التخزين لما يصل إلى ثلاث سنوات، وهو ما يعني منح الشركة بعض المزايا فيما يتعلق بتوزيع اللقاح بالمناطق التي لا يتوفر فيها تبريد بشكل مستمر.
كما ان من مزايا لقاح شركة "سينوفاك" امكانية توزيعه بسهولة للبلدان النامية والتي قد لا يكون في مقدورها تخزين كميات كبيرة من اللقاح في درجة حرارة منخفضة جدا.
على الجانب الاخر ينبغي تخزين لقاح موديرنا في درجة حرارة -20، بينما يجب تخزين لقاح فايزر في درجة حرارة -70.
كما قالت شركة سينوفاك الصينية للتكنولوجيا الحيوية إن لقاحها لفيروس كورونا المستجد يبدو آمنا لكبار السن حسب نتائج أولية من تجربة في مرحلة مبكرة إلى متوسطة.
ويشعر مسؤولو الصحة بقلق بخصوص ما إذا كانت اللقاحات التجريبية يمكن أن توفر حماية آمنة لكبار السن، الذين عادة ما تتفاعل أجهزتهم المناعية بشكل أقل قوة مع اللقاحات.
وافاد البروفيسور المساعد، لويو داهي، من جامعة نانيانغ التكنولوجية ان لقاح "كورونافاك" يعتبر طريقة أكثر تقليدية يتم استخدامها بنجاح في عدة لقاحات مشهورة.
ورغم المنافع العديدة التي يبشر بها اللقاح الصيني الا انه يتعرض لحملة تشكيك كبيرة حيث أفادت الهيئة البرازيلية المنظّمة لقطاع الصحة في بيان أن "المعايير الصينية المطبّقة لمنح الموافقة الرسمية لاستخدامه الطارئ في الصين لم تكن شفافة".
واتّهمت الهيئة البرازيلية المنظّمة لقطاع الصحة "أنفيسا" الصين باستخدام معايير "غير شفافة" للحصول على إقرار طارئ للقاحها "كورونافاك".
ويذكر أن "كورونافاك" تعرّض لانتقادات متكررة من قبل رئيس البرازيل اليميني المتشدد جاير بولسونارو الذي يرى أنه يستخدم كأداة من قبل حاكم ولاية ساو باولو جواو دوريا، الذي يعد خصما محتملا له في الانتخابات المقبلة.
حتى أن بولسونارو أشار إليه على أنه "لقاح جواو دوريا الصيني".
وتسابق الحكومات في مختلف أنحاء العالم الزمن لشراء اللقاحات وتسلمها في سبيل وقف أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد رغم ان منظمة الصحة العالمية حذرت من ان اللقاحات لن تكون كافية لتأمين مناعة جماعية هذه السنة.