سيول مدمرة تزيد الضغوط على حكومة عبدالمهدي

حصيلة أولية تشير إلى وفاة 23 شخصا ونزوح المئات من مناطق اجتاحتها السيول وسط أنباء عن مفقودين لم يحدد عددهم بعد، ما يشكل المزيد من الضغوط على الحكومة الجديدة المطالبة بإعادة تهيئة البنية التحتية المدمرة وتحسين الخدمات ومساعدة المنكوبين.

سيول جارفة تستنفر حكومة عبدالمهدي
العراق يشكل خلية أزمة اثر سيول جارفة أسفرت عن وفيات ومفقودين
الحكومة العراقية توجه بإرسال مروحيات واليات ثقيلة لمساعدة العالقين
انهيار جسر الحورية الرابط بين الساحل الأيمن والأيسر لمدينة الموصل

بغداد/تكريت - وجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي اليوم الجمعة بتشكيل خلية أزمة لمتابعة تطورات السيول الجارفة التي اجتاحت عددا من المناطق العراقية وأسفرت في حصيلة أولية عن وفاة 23 شخصا على الأقل وسط أنباء عن مفقودين لم يحدد عددهم بعد.

وجاء في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء أن عبدالمهدي يتابع شخصيا وبشكل مستمر تطورات السيول المدمرة التي ضربت قضاء الشرقاط ومناطق أخرى من محافظة صلاح الدين ونينوى وأدت إلى عدد من الوفيات والمفقودين وانهيار جسر الحورية القريب من قرية الحورية والمعروف بالجسر الثاني هو جسر فوق نهر دجلة يربط بين الساحل الأيمن والأيسر لمدينة الموصل.

وأضاف البيان أن "رئيس الوزراء وجه فورا بتشكيل خلية أزمة من قيادة عمليات صلاح الدين وكافة التشكيلات المدنية في الحكومة المحلية مدعومة بالمروحيات والآليات الثقيلة للتدخل الفوري والإشراف المباشر على عمليات الإنقاذ لتقليل الخسائر البشرية والمادية وتعزيز الدفاعات ضد الزيادة المتوقعة في مناسيب المياه خلال اليوميين القادمين".

وقال رئيس بلدية الشرقاط في شمال العراق اليوم الجمعة إن سبعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم ونزح آلاف آخرون عن ديارهم بسبب سيول اجتاحت محيط البلدة.

وقالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أيضا إن سيولا انهمرت في محافظة ذي قار في جنوب البلاد وإن منزلا انهار مما أدى إلى وفاة اثنين من سكانه.

وتمثل السيول التي جاءت بعد أمطار غزيرة مبكرة وغير معتادة ضغوطا إضافية على الحكومة العراقية الجديدة التي يتعين أن تقدم خدمات للسكان وأن تصلح المرافق في المحافظات التي تحملت عبء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية بين عامي 2014 و2017.

وتعرضت تلك المحافظات أيضا لسنوات من الإهمال الذي يقول منتقدون إن الفساد سبب فيه.

ونشرت وكالة الأنباء العراقية لقطات من محافظة صلاح الدين التي توجد بها الشرقاط يظهر فيها سكان ينزحون في مراكب صغيرة عن ديارهم التي غمرتها المياه حتى منتصفها.

وقال رئيس بلدية الشرقاط علي الدودح إن نحو ثلاثة آلاف شخص تشردوا بعد أن تركوا ديارهم.

وطالب مسؤولون في مدينة تكريت وهي عاصمة محافظة صلاح الدين، بإرسال طائرات هليكوبتر للإنقاذ والمساعدة في عمليات الإجلاء.

وذكرت الوكالة العراقية أن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي دعا اليوم الجمعة، الحكومتين الاتحادية والمحلية إلى التدخل العاجل واستنفار الجهود بشأن السيول.

وقال مكتب الحلبوسي في بيان إن "رئيس مجلس النواب يتابع باهتمام معاناة المواطنين في محافظتي نينوى وصلاح الدين، في مخيمات النزوح والخسائر التي تسببت بها السيول"

ودعا الحلبوسي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها إزاء تلك الأزمة الإنسانية".

وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق (رسمية) اليوم الجمعة، غرق ألف و500 خيمة للنازحين في محافظة نينوى شمالي البلاد، جراء السيول الناجمة عن أمطار غزيرة شهدتها المنطقة.

وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي في بيان، إن 1500 خيمة يقطنها النازحون، تعرضت للغرق والانجراف بسبب الأمطار في مخيمي المدرج والجدعة، جنوبي نينوى.

السيول تغرق 1500 خيمة للنازحين في مخيمي المدرج والجدعة جنوبي نينوى والحلبوسي يطالب الأمم المتحدة بالمساعدة في احتواء الأزمة

ويقيم مئات آلاف النازحين في مخيمات جنوب مدينة الموصل، مركز نينوى ولا يتسنى لهم العودة لمناطقهم الأصلية في الموصل وغيرها، جراء عدم توفر البنى التحتية للخدمات وتدمير مساكنهم في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي خلال 2016 و2017.

وطالب الغراوي الحكومة بـ"إعلان حالة الكارثة الإنسانية في مدينة الشرقاط ومخيمات النازحين جنوب الموصل بسبب السيول والأمطار".

وطالب رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي اليوم الجمعة، الأمم المتحدة بمساعدة بلاده في احتواء أزمة السيول التي غمرت منازل السكان وخلفت وفيات شمالي البلاد.

وقال في بيان، إنه "يتابع باهتمام معاناة المواطنين في محافظتي نينوى وصلاح الدين، ومخيمات النزوح والخسائر التي تسببت بها السيول".

ودعا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى "تحمل مسؤولياتها إزاء تلك الأزمة الإنسانية".

وتمكنت قوات الجيش العراقي من إنقاذ عائلات محاصرة في نينوى وصلاح الدين، جراء السيول.

وقالت قيادة العمليات المشتركة (تتبع وزارة الدفاع)، في بيان، إنها "وجهت قطعاتها وحداتها ضمن المناطق التي ضربتها سيول كبيرة جدا في نينوى وصلاح الدين بالعمل على تكثيف الجهود ومساعدة العائلات المحاصرة فضلا عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وأضافت أن "القوات تمكنت من إنقاذ العديد من الأسر المحاصرة من خلال استخدام الزوارق والمواد المتاحة الأخرى، كما قدمت المساعدات لهذه العائلات وإيصالهم إلى الأماكن الآمنة".

وأشار البيان إلى أن "القوات الأمنية ما زالت مستمرة في عمليات البحث والإنقاذ بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى".