"شاطئ مانهاتن" تتناول حياة أول غواصة محترفة في بروكلين

رواية البريطانية جنيفر إيغن ترصد حياة عائلة إيرلندية تعيش في بروكلين أثناء فترة الركود الاقتصادي وبعدها.
رواية غنية كثيراً تتنقّل بنا بين العنف والجريمة والحنان والطيبة
كلما غطست تحس أنها تدخل عالماً يوجد خارج الحياة

بيروت ـ من على حافة «شاطئ مانهاتن» تطلّ الروائية البريطانية جنيفر إيغن على تاريخ أوروبا بين حربين عالميتين برواية اجتماعية ترصد خلالها حياة عائلة إيرلندية تعيش في بروكلين أثناء وبعد فترة الركود الاقتصادي، ثم بعد الحرب العالمية الثانية، والأسباب التي دفعت رب العائلة لترك أسرته. ما يؤكد على حقيقةِ، أن الرواية توشك أن تكون نسخة عن الظروف (السوسيو – تاريخية) في كل المجتمعات، غربية كانت أم شرقية.
وفي الرواية تتحدث جنيفر إيغن عن "آنا" الشخصية الرئيسية في الرواية، التي أصبحت أول غواصة محترفة في بروكلين خلال الحرب العالمية الثانية، وقد استقت فكرتها هذه كما يبدو عندما التقت مع "أندرياموتلي كرابتري" أول امرأة، تغوص في الجيش الأميركي، ودار بينهما حديث حول ارتداء بدلة الغوص القياسية التي تبلغ (91 غراما) وشجعت الغواصة "كرابتري" الكاتبة "إيغن" على حضور لقاء الغطس.
بعد أن فقد إيدي كيريغان وظيفته في البورصة خلال الأزمة الاقتصادية، وجد نفسه مضطراً للعمل بأجر ضئيل لدى مسؤول فاسد في نقابة لكي يعيل أسرته. وفي شتاء 1934، قرر زيارة، المهاجر الإيرلندي دكستر ستايلز في قصره الفخم على شاطئ مانهاتن. 
قصد ستايلز مع طفلته "آنا" علّه يوفر دخلاً إضافياً لشراء كرسي بعجلات لابنته المعوقة ليديا. لكن الكرسي لم يكن السبب الوحيد الذي دفعه إلى زيارة دكستر ستايلز: كان توقاً مضطرباً يائساً إلى تغيُّر شيء ما. أي شيء. حتى ولو ترافق ذلك التغيير مع بعض الخطر. سيفضِّل الخطر على الحزن كل مرة.
تتوالى الأحداث ويترك الأب أسرته. "آنا" أصبحت بعمر التسعة عشر عاماً وتعمل في حوض بروكلن لإعالة والدتها وشقيقتها ليديا التي انسحبت تماماً إلى ظلمة الذات، وامتنعت عن الحركة والكلام، بسبب إعاقتها ومغادرة الأب البيت منذ ستة أعوام. 
كانت الأسرة قد انتظرت الأب أياماً ثم أسابيع فشهورا، من دون أن يأتي. تنصرف "آنا" إلى عملها وتصبح الغطاسة الوحيدة، في الغطس يكمن عالمها، تحس كلما غطست أنها تدخل عالماً يوجد خارج الحياة، وكأنها دفعت الحائط ووجدت غرفة سّرية خلفه. 
وفي النهاية تلتقي بوالدها.. ولكن بعد أن أصبح غريباً عليها: رجلٌ تلتقيه لأول مرة وتقيِّمه مثلما تفعل مع أي شخص آخر. لقد عاد العالم صغيراً من جديد. فهناك أمور كثيرة تغيَّرت. إلَّا أنه وسط كل تلك التحوُّلات، نفذت "آنا" عبر تشقّق صغير. أمسكت يد والدها دون تفكير.
قالوا عن الرواية:
"ملحمة مثيرة للدهشة وساحرة وحيوية، رواية عميقة ستُحدث تغييراً كبيراً لدى كل القراء، وتجعلنا نغوص في الأعماق بحثاً عن أجوبة وآمال وارتقاء في الحياة".
"رواية غنية كثيراً تتنقّل بنا بين العنف والجريمة والحنان والطيبة. تشير القوة العاطفية للرواية مرة أخرى إلى مواهب إيغن غير العادية". بابليشرز وويكلي
"بعد توسيع آفاق الرواية بطرق لا تُعد ولا تُحصى، تقوم إيغن على الأرجح بالشيء الوحيد المتبقي الذي يمكن أن يفاجئنا؛ تكتب رواية تقليدية تماماً. مفصَّلة واقعياً، وزاخرة بصور شعرية، ومُرضية تماماً؛ يبدو أنه لا يوجد شيء لا تستطيع إيغن فعله". كيركوس ريفيوز
صدرت الرواية في طبعتها العربية عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وجاءت في 442 صفحة.