شاهدوا 'سبيتينغ إيمج' المفعم بالدعابة والسخرية السياسية

برنامج دمى سياسي ساخر يعود إلى الشاشات البريطانية بعد توقفه 24 عاما، ويواكب الاحداث الراهنة ويسعى الى دغدغة مشاعر المتعصبين والفاسدين.
الحلقة الأولى من البرنامج أظهرت انغماس ترامب في مفاوضات مع كورونا
تصوير دومينيك 'المرشد الأعلى للكائنات الفضائية' يسيطر على جونسون
تصوير الأمير هاري يبحث دون جدوى عن وظيفة
دمية الناشطة البيئية الشابة غريتا تونبرغ تثير ضجة كبيرة

لندن – عاد استعراض الدمى السياسي الساخر "سبيتينغ إيمج" إلى الشاشات البريطانية السبت بعد توقفه 24 عاما، إذ عُرض على التلفزيون البريطاني بين عامي 1984 ، واجتذب في ذروته 15 مليون مشاهد كل مساء.
واختار البرنامج العائد مئة شخصية تمثلها الدمى الجديدة المصنوعة من مادة اللاتكس، ومن بين السياسيين الذين تحولوا دمى دونالد ترامب ومارك زاكربرغ والأمير هاري وزوجته ميغن ماركل وبوريس جونسون وغريتا تونبرغ وكيم كارداشيان وسواهم…
وساهمت فقرات "سبيتينغ إيمج" الساخرة و"اسكتشاته" اللاذعة، والمؤثرة في بعض الأحيان، في جعل الحياة السياسية في متناول عامة الناس، وكانت بمثابة متنفس للتعبير عن الغضب ضد الإصلاحات المحافظة لرئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغرت تاتشر والرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان.
وقال أحد مبتكري هذا البرنامج روجر لو إن "الوقت مناسب" الآن لإحياء البرنامج، معتبراً أن الفوران الاجتماعي الذي تشهده بريطانيا راهنا ولا سيما مع خروجها من الاتحاد الأوروبي "لا يختلف"عن ذلك الذي شهدته في ثمانينات القرن الفائت.

امير
فقرات البرنامج ساخرة ولاذعة ومؤثرة

لكن الزمن تغير كثيراً، إذ تساءل بعض المعلقين عما إذا كان هذا الإنتاج الأصلي الأول من "بريتبوكس"، وهي خدمة الفيديو عند الطلب من "بي بي سي" و"آي تي في"، سيكون قادراً على تحمل ضغوط الغضب المستمر على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويُعد هذا البرنامج ويُعرَض كل أسبوع لكي يتمكن من مواكبة الأحداث الجارية، وقد تناول ساخراً في حلقته الأولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فأظهره منغمساً في مفاوضات مع فيروس كورونا المتسجد، قبل أن يستسلم للنوم فيما بقيت التغريدات المدوية تخرج…من مؤخرته.
ولم يسلم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أيضاً من الانتقاد الساخر، إذ صوّره البرنامج على أنه أحمق يسيطر عليه مستشاره المقرب دومينيك كامينغز الذي يظهر بمثابة المرشد الأعلى للكائنات الفضائية. أما الأمير هاري فرآه المشاهدون يبحث من دون جدوى عن وظيفة في لوس أنجليس، حيث يناقش مسؤولو "ديزني" استحداث نسخة سوداء من شخصية "ستار وورز" الشهيرة "يودا" استجابة للمطالبات المناهضة للعنصرية.
وأثار تناوُل البرنامج الناشطة البيئية الشابة غريتا تونبرغ ضجة كبيرة، إذ اعتبر بعض مستخدمي الإنترنت أن الاستهزاء بشابة صغيرة السن تعاني نوعاً خفيفاً من التوحد، من خلال تصويرها كمقدمة لفقرة الطقس التلفزيونية، غير ملائم على الإطلاق، مع أن غريتا نفسها أحبت تغريدة تقدم دميتها.

جونسون
البرنامج ساهم في جعل الحياة السياسية في متناول عامة الناس

وقال الكاتب الرئيسي جيف ويستبروك في العرض التقديمي "أنا لا أحاول أن أسيء حقاً للناس" بهذا البرنامج "الغريب والعبثي بعض الشيء". وأمل ويستبروك المشهور بعمله في "ذا سمسونز" و"فوتوراما"، في أن يُنظَر إلى هذا البرنامج على أنه "نوع من التهكم وليس (سخرية) قاسية ".
أما روجر لو فقال "لا أجد ما نفعله مسيئاً، بل اعتبر أن المسيئين أكثر هم بعض الأشخاص الذين نهاجمهم".
كان السياسيون أصلاً في صدارة من تناولهم البرنامج في ثمانينات القرن الفائت، من رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر التي كانت تنعت وزراءها بالخضار في فقرات البرنامج، إلى الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، الذي كان يُصوّر وكأنه بلا دماغ فيما إصبعه تقترب كثيراً من الزر النووي، ورئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور الذي يحب البازلاء.
وكانت دمى البرنامج تضمّ كذلك أنواعاً أخرى من المشاهير، بينها لاعب كرة القدم بول غاسكوين الذي كان يُصوَّر دائم البكاء إَضافة إلى عدد من أعضاء العائلة المالكة البريطانية.
وقالت أستاذة التاريخ في جامعة كيمبريدج لوسي ديلاب إن روح الدعابة التي ميّزت البرنامج هي جزء من تاريخ طويل من السخرية السياسية. واضافت "لقد وفر البرنامج منصة ساخرة لمجتمع شديد الانقسام بسبب السياسات النيوليبرالية، وإغلاق مناجم الفحم، وعنصرية الشرطة، والأسلحة النووية".
ورداً على سؤال عما إذا كان "سبيتينغ إيمج" سيحقق النجاح المتوقع سنة 2020 ، ذكّرت بأن البرنامج "كان ضرورياً لدغدغة مشاعر المتعصبين والفاسدين، والحاجة إلى ذلك اليوم لا تزال ملحّة بالقدر نفسه".