شبح التعطيل لا يوفر مستشفيات لبنان في أوج الأزمة الوبائية

اي موجة اخرى من فيروس كورونا تعني حدوث كارثة صحية في لبنان، حيث الأزمة الاقتصادية الخانقة والفراغ الحكومي المزمن.
اصابات كورونا تعود الى الارتفاع في لبنان في فترة اجازة المغتربين

بيروت - تتسبب الأزمة الاقتصادية المستفحلة في لبنان بتفاقم الضغوط على المستشفيات التي باتت تفتقر للمستلزمات الضرورية لوقف موجات أخرى من فيروس كورونا، حسبما حذر مدير أحد أكبر المستشفيات.
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية خانقة منذ حوالي سنتين. وفشلت كل المحاولات حتى الان في تشكيل حكومة جديدة لتنفيذ الاصلاحات وتامين التمويل الدولي اللازم لخطة انقاذ مطلوبة بشدة.
وانعكس تعطيل حلول الأزمة من قبل الطبقة السياسية، على مختلف جوانب الحياة في لبنان ومنها المستشفيات التي تتصدر جهود مواجة الوباء.
وفيما يعاني البلد من نقص الأدوية ومغادرة أعداد كبيرة من الكوادر الطبية إلى الخارج، بات على المرافق الصحية أن تتصدى للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
وقال فراس أبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي وهو أكبر مستشفى حكومي في البلاد يستقبل مرضى كوفيد "حاليا كل المستشفيات أقل استعدادا مما كانت عليه في الموجة بداية السنة".
وأضاف "طواقم طبية وتمريضية تركت. والأدوية التي كانت متوفرة نفدت".
وحتى مستشفى رفيق الحريري الجامعي يواجه صعوبات في تحمل العبء وقال مديره "نحصل على ساعتين أو ثلاث ساعات كهرباء، والفترة الباقية تؤمنها المولدات".
إضافة إلى المخاوف من عدم تمكن المولدات من مواصلة العمل بسبب الضغط، قال أبيض: "نخشى عدم تمكننا من الحصول على المازوت" الضروري لتشغيل المولدات.
وأدت زيادة الطلب على الوقود إلى ارتفاع أسعار هذه المادة بأكثر من 80 بالمئة منذ 17 حزيران/يونيو.
وحتى في هذا المستشفى المرموق فإن بعض الأدوية تنفد باستمرار. وأوضح ابيض "في بعض الأيام تنفد المضادات الحيوية وفي أيام أخرى (تنفد) أدوية البنج".
واضاف "أحيانا نطلب من أقارب المرضى أن يؤمنوا الدواء من مستشفيات أخرى أو من الصيدليات".
وبعد تراجع حالات الإصابة بالفيروس في لبنان خلال الربيع، عادت الإصابات للارتفاع مع عودة المغتربين لتمضية العطلة الصيفية في بلدهم.
والخميس سُجلت 98 إصابة إيجابية بكوفيد لدى الواصلين إلى مطار بيروت، بحسب وزارة الصحة.
وحذر أبيض من "سيناريو كارثي في حال أدت زيادة أعداد مرضى كورونا الى زيادة كبيرة مماثلة لما شهدناه مطلع العام".