شح الوقود يضيق الخناق على لبنان بانتظار الفرج من حزب الله

حكومة تصريف الاعمال ترفع اسعار البنزين والديزل بأكثر من الثلث في ظل النقص الحاد وضغوط نصرالله لاستيراد الوقود من ايران.

بيروت - رفعت الحكومة اللبنانية أسعار الوقود الثلاثاء، بعد أن وافقت الأسبوع الماضي فعليا على خفض دعم الوقود، في تحرك يستهدف تخفيف نقص في الوقود يسبب حالة من الشلل، لكنه سيزيد الضغط على المستهلكين من الطبقات الفقيرة.
وياتي رفع الاسعار بعد ايام قليلة على دعوة زعيم حزب الله حسن نصرالله الى استيراد الوقود من ايران بل وتعهده باستيرادها من الجمهورية الاسلامية اذا عجزت الحكومة عن توفيرها.
وقالت وزارة الطاقة في وثيقة إن متوسط سعر البنزين 95 أوكتان تحدد عند 61100 ليرة لبنانية (حوالي 40 دولارا) لكل عشرين لترا، بزيادة قدرها 15900 ليرة، أو ما يعادل 35 بالمئة.
وكشفت الوثيقة أن سعر الديزل تحدد عند 46100 ليرة، بارتفاع 12800 ليرة أو ما يعادل 38 بالمئة.
ولبنان في خضم أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها إحدى أشد حالات الركود في التاريخ الحديث.
واصطف سائقو السيارات في طوابير لساعات للحصول بالكاد على أي كميات من الوقود على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وكثيرا ما أدى ذلك إلى مشاجرات عنيفة.
وانتشرت حواجز الطرق في مناطق متفرقة في أنحاء لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أغلق عدد قليل من المتظاهرين الطرق عبر إشعال النار في حاويات القمامة، مع تنامي حالة الإحباط.
وقال مصرف لبنان المركزي الاثنين إنه سيبدأ فتح خطوط ائتمان لاستيراد الوقود عند 3900 ليرة للدولار، وهو سعر أضعف من المعروض في السابق البالغ 1500 ليرة في إطار برنامج الدعم.
والجمعة، قال نصرالله في كلمة تلفزيونية "أود أن أؤكد على ما وعدت وما زلت عند وعدي. سنكون مضطرين أن نروح على إيران نجيب بنزين ومازوت إلى لبنان حتى لو كان هذا الموضوع رح يعمل لنا مشكلة".
وكان زعيم حزب الله الموالي لايران قد اقترح سابقا على الحكومة استيراد الوقود من الجمهورية الاسلامية بالليرة اللبنانية، معتبرا أن طهران تمتلك إمكانيات إنقاذ لبنان من أزمته.
وقال نصرالله الجمعة "نحن جاهزون. أصبحنا فقط نحتاج إلى إذن حركة"، مضيفا أن ذلك لن يتم عن طريق البنك المركزي، لتجنب انتهاك العقوبات الأميركية على ايران.
وذكر معلقون ان حزب الله يسعى الى الاستفادة من الأزمة الى اقصى درجة ممكنة بهدف فتح منافذ جديدة للتأثير الايراني على لبنان، الذي يهيمن فيه الحزب المدجج بالسلاح على المشهد السياسي بحكم الأمر الواقع.