شرب القهوة بعد العصر يطرد النوم

باريس - حذر باحثون من أن شرب القهوة في أوقات ما بعد العصر وقبل المغرب, قد يضعف القدرة على النوم أثناء الليل ويسبب الأرق.
وقال أخصائيون إن القهوة تؤثر على أنماط النوم الليلية, لأنها تعيق تدفق مادة الميلاتونين المسؤولة عن الشعور بالنعاس والرغبة في النوم, موضحين أن مستويات هذه المادة ترتفع قبل حوالي ساعتين من وقت النوم لتصل إلى أعلى قيمة لها بين الساعة الثانية والرابعة صباحا. ووجد العلماء أن القهوة الغنية بالكافيين تقلل مستويات مادة الميلاتونين، التي تعرف أيضا بهرمون النوم, في الجسم بحوالي النصف.
ولاحظ الباحثون خلال متابعتهم لستة متطوعين، أن أنماط نومهم كانت أسوأ بعد شربهم فنجان من القهوة التي تحتوي على الكافيين, حيث ناموا 336 دقيقة في الليلة, مقارنة بـ 415 دقيقة ناموها بعد شرب نفس المقدار من القهوة الخالية من الكافيين, مشيرين إلى أن الأفراد في مجموعة القهوة الكافيينية غطوا في النوم بعد نصف ساعة من خلودهم للفراش, وهو زمن أطول من المعتاد بحوالي الضعف, كما كثرت حركتهم أثناء النوم بحوالي الضعف أيضا.
وينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من حالات أرق بالابتعاد عن شرب القهوة بعد منتصف النهار, لأن الجسم يحتاج إلى فترات أطول ليتخلص من المستويات العالية من الكافيين ويعيد للدماغ حيويته من جديد, حيث تستغرق عمليات التمثيل الغذائي لتحطيم هذه المادة في الجسم وتقليل مستوياتها في الدم من ساعتين إلى ثلاث ساعات.
وأشار الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة "نيوساينتست" العلمية, إلى أن الكميات الكبيرة من القهوة الكافيينية القوية تبطئ عمليات الأيض (التمثيل الغذائي) كثيرا, فيبقى الكافيين في الجسم إلى ما يقرب من 15 ساعة.
ووجد الباحثون بعد تحليل عينات بول للمشاركين جمعت كل ثلاث ساعات, وقياس تراكيز مادة "6-سلفوكسيميلاتونين", وهي المادة الناتجة عن تحطم الميلاتونين في الجسم, أن تركيز هرمون النوم في مجموعة القهوة الكافيينية كانت نصف التركيز الموجودة في مجموعة القهوة الخالية من الكافيين.
ويعتقد العلماء أن الكافيين يعيق تصنيع أنزيم "ن-أسيتلترانسفيريز" المسؤول عن إنتاج الميلاتونين, مشيرين إلى أن للقهوة تأثير أقوى على الأشخاص المصابين باضطرابات ومشكلات النوم. (ق.ب)