شركاء الاتفاق النووي في سباق ضد الساعة لإنقاذه من الانهيار

وزير الخارجية الأميركي يبحث في أول اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني ملف إيران والأمن الإقليمي في الشرق الأوسط.
إيران تقابل جهود إنقاذ الاتفاق النووي بانتهاكات جديدة
ميركل تبلغ روحاني بضرورة عودة إيران للالتزام ببنود الاتفاق النووي
مرونة أوروبية وأميركية تصطدم بتعنت إيراني
إيران تمضي في انتهاكاتها النووية في مسار عكسي لجهود إنقاذ الاتفاق النووي
 مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور طهران قبل أيام من منع طهران تفتيش منشآتها

باريس - يجتمع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهي الدول الشريكة في الاتفاق النووي للعام 2015، الخميس مع نظيرهم الأميركي أنتوني بلينكن لبحث تطورات الملف الإيراني على ضوء انتهاك إيران لالتزاماتها النووية والسير عكس جهود العودة لخطة العمل المشترك وإنقاذ الاتفاق من الانهيار.

وهذا أول اجتماع بين الوزير الأميركي ونظرائه الأوروبيين بعد نحو شهر من تولي الإدارة الأميركية مهامها والتي تنتهج سياسة خارجية مختلفة عن سابقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب خاصة في ما يتعلق بالتعاطي مع الملف النووي الإيراني.

ويبدي الشركاء الأوروبيون في الاتفاق وكذلك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رغبة في تخفيف التوتر والعودة للعمل بالاتفاق السابق الذي انسحب منه ترامب في مايو/ايار 2018 وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران.

لكن تلك الجهود اصطدمت بتصعيد إيراني خطير حيث انتهكت طهران التزاماتها النووية ومضت في رفع نسبة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة أي حوالي ستة أضعاف ما هو منصوص عليه في الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل المشتركة" ثم قامت بتخصيب اليورانيوم المعدني بنسبة ضئيلة لكنها تضعها على طريق إنتاج سلاح نووي بعد أشهر قليلة لتختتم جولة الضغوط بتهديدها بوقف عمليات التفتيش المفاجئة لمنشآتها النووية من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي أحدث تصعيد إيراني قال تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء إن إيران أبلغت الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأنها تخطط لتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز '2إم-آي.آر' في محطة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في نطنز، مما سيزيد من انتهاك الاتفاق النووي.

وقالت الوكالة الدولية في تقرير للدول الأعضاء حصلت عليه رويترز "لمحت إيران إلى أنها تخطط لتركيب سلسلتين إضافيتين من 174 جهاز طرد مركزي من طراز '2إم-آي.آر' في محطة تخصيب الوقود لتخصيب يورانيوم-235 إلى درجة نقاء تصل إلى خمسة بالمئة. وسيؤدي ذلك إلى رفع العدد الإجمالي لسلسلة أجهزة الطرد المركزي من طراز '2إم-آي.آر' المقرر تركيبها أو التي يتم تركيبها أو التي تعمل بالفعل في المنشأة إلى ستة".

وقال تقرير للوكالة في الأول من فبراير/شباط إن إيران قامت بتشغيل سلسلة ثانية من أجهزة الطرد المركزي '2إم-آي.آر' في محطة نطنز لتخصيب الوقود وكانت تقوم بتركيب اثنتين أخريين. وينص اتفاق إيران مع القوى الكبرى على أنه لا يمكنها التخصيب إلا في محطة تخصيب الوقود باستخدام أجهزة طرد مركزي من الجيل الأول الأقل كفاءة بكثير آي. آر-1.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء أن وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا سيناقشون الخميس مع نظيرهم الأميركي جملة هذه التطورات.

ويستقبل جان إيف لودريان في باريس نظيريه هايكو ماس ودومينيك راب الذين سينضم إليهم وزير الخارجية الأميركي عبر الفيديو في لقاء "يخصص بشكل أساسي لإيران والأمن الإقليمي في الشرق الأوسط"، بحسب تفاصيل البيان الصحافي للمتحدث.

وحذرت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا يوم الجمعة الماضي من أن إيران "تقوّض" فرص العودة إلى المفاوضات لإنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي بخرقها المتكرر للنص، بعد إعلانها بدء إنتاج اليورانيوم المعدني.

وأبلغت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء بأن على إيران أن تبعث رسائل إيجابية لزيادة فرص العودة إلى الاتفاق النووي المبرم في 2015 وإنهاء المواجهة مع القوى الغربية.

وقال ستيفن سيبرت، المتحدث باسم ميركل، إن المستشارة الألمانية أبلغت روحاني أنها قلقة بخصوص انتهاك طهران التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي يرغب الرئيس الأمريكي جو بايدن في العودة إليه إذا أوقفت إيران أنشطتها النووية.

وقالت طهران إنها مستعدة للعودة إلى الالتزام بتعهداتها لكنها تطالب برفع العقوبات الأميركية أولا وترفض أي دعوات لتوسيع نطاق الاتفاق.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء أن مديرها العام سيزور طهران يوم السبت سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن كيفية تنفيذ الوكالة لعملها هناك في ظل خطة إيران لتقليص التعاون الأسبوع المقبل.

وتأتي هذه الزيارة قبل أيام من دخول تعليق الجمهورية الإسلامية عمليات تفتيش تجريها الوكالة حيز التنفيذ.

وقالت الوكالة في بيان "المدير العام رفائيل ماريانو جروسي سيزور طهران يوم السبت لإجراء مناقشات مع مسؤولين إيرانيين بارزين بهدف التوصل لحل يقبله الطرفان كي تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنشطة التحقق الضرورية في البلاد".

وأضافت أن خطة إيران لوقف تطبيق عدة إجراءات منصوص عليها في اتفاقها النووي مع القوى الست اعتبارا من يوم 23 فبراير/شباط سيكون لها تأثير بالغ على أنشطة التحقق والمراقبة التي تنفذها الوكالة في البلاد.