شركات شحن عالمية تتنافس للفوز بعقد تشغيل ميناء فاو الكبير
بغداد – يراهن العراق على مشروع الفاو الكبير للعب دور هام في التبادل التجاري بين الخليج وأوروبا، بينما تتطلع العديد من الدول والشركات العالمية إلى أن تكون جزءا من المشروع.
وقال فرحان الفرطوسي المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق اليوم الثلاثاء إن الحكومة العراقية وضعت قائمة مختصرة تضم 11 شركة شحن للتنافس على عقد تشغيل ميناء الفاو الكبير ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأن الفائزين في يناير/كانون الثاني 2025.
وتتضمن القائمة المختصرة شركات بينها "تشاينا ميرشانتس بورت غروب" الصينية و"إيفرجرين" التايوانية لشحن الحاويات و"سي.إم.إيه-سي.جي.إم" الفرنسية لنقل الحاويات والشحن و"ميديترينيان شيبينج كومباني" (إم إس سي) و"أداني" الهندية و"إنترناشيونال كونتينر تيرمينال سيرفسيز" ومقرها الفلبين و"كوسكو" الصينية و"غلوبال شيبينج" ومقرها الإمارات.
وأكملت شركة "دايو إنجنيرينج آند كونستركشن" الكورية الجنوبية بناء خمسة أرصفة تم تسليمها لسلطات الموانئ العراقية يوم الخميس خلال حفل افتتاح حضره رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وقال الفرطوسي إن من المتوقع أن يعمل ميناء الفاو بطاقته القصوى لاستقبال 3.5 مليون حاوية في عام 2028، مشيرا الى أنه سيكون مركزا محوريا لتحويل تجارة النقل العالمية نحو أوروبا عبر تركيا.
ويعد الميناء جزءا من مجموعة مشروعات تهدف إلى إنشاء ممر نقل أقصر بين الشرق الأوسط وأوروبا متجاوزا قناة السويس.
ودشن العراق مشروعا بقيمة 17 مليار دولار في عام 2023 لربط ميناء السلع الرئيسي على ساحله الجنوبي بالحدود مع تركيا عن طريق السكك الحديدية والطرق، وذلك بهدف إحداث تحول في اقتصاد البلاد الذي عانى من الحرب والأزمات على مدى عقود.
ومن المخطط أن يعمل طريق التنمية العراقي الذي يربط ميناء الفاو الكبير في جنوب البلاد بتركيا على تحويل العراق إلى مركز عبور يقلص مدة قطع المسافة بين آسيا وأوروبا في مسعى لمنافسة قناة السويس.
وكان السوداني قد أعلن الخميس عن افتتاح المرحلة الأولى من مشروع الميناء في محافظة البصرة، قائلا " إن هذا المشروع دخل فعلياً في عُقد ومسارات طرق التجارة والنقل العالمية التي تمرّ بمنطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى بالنسبة للتجارة العالمية".
وأشار إلى أن الحكومة تمسكت باستكماله بوصفه بوابة لمشروع العراق الأكبر طريق التنمية والعصب الأساسي في رؤية بغداد لتعظيم الإيرادات غير النفطية، إلى جانب المدن الصناعية التي ستنشأ بمحاذاة المشروعين"، لافتا إلى أن "الشركة العامة لموانئ العراق قطعت شوطاً مهماً في رسم السياسة الصحيحة لإدارة الميناء".
وشكل المشروع لسنوات طويلة حلم العراقيين في الانفتاح على مياه الخليج وعلى التجارة العالمية البحرية، حيث ظلّ مؤجلا طيلة سنوات بسبب معضلة التمويل والضغوط الخارجية، لا سيما الإيرانية.
ويعد ميناء الفاو الكبير منطلقا ومدارا لمشروع طريق التنمية الذي اتّفق العراق على إنجازه مع كل من تركيا والإمارات وقطر ليربط مياه الخليج جنوبا بدءا من ميناء الفاو ووصولا إلى الحدود التركية شمالا بطريق متعددة الاتجاهات وسكة حديد على امتداد مسافة 1200 كلم، فيما ستقام منطقتان صناعيتان ومشاريع سكنية ومناطق للسفر والسياحة حوله، ويجري إنشاؤه على خمس مراحل بميزانية تقدر بـ2.6 مليار دولار، ومن المنتظر أن يدخل حيز التنفيذ واستقبال البواخر التجارية نهاية 2025.