شروط واشنطن لدعم لبنان تفجر سجالا بين جنبلاط وأورتاغوس
بيروت – تصاعد السجال بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ونائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، بعدما اعتبر الأول شروط واشنطن المطلوبة من لبنان "مستحيلة، ومنها استئصال حزب الله وأسلحته"، في ظل ضغوط دولية تشترط بسط السيادة الكاملة للدولة اللبنانية على كامل أراضيها كمدخل أساسي لأي دعم سياسي أو اقتصادي.
وحذّر رئيس الحزب التقدمي السابق، في مقابلة مع قناة "العربي" الفضائية من دعوات التطبيع في لبنان تحت ضغط الانهيار الاقتصادي والسياسي، معتبرا أنّ "التطبيع مع إسرائيل هو انصياع كامل لرغبة الصهيونية"، كما أكد أن "لبنان هو المثال المعاكس للدولة العبرية التي ترفض التعدّدية والتنوع".
وردّا على كلام جنبلاط، علّقت أورتاغوس عبر حساب "ديفيد داوود" الذي نشر مقاطع من المقابلة على منصة إكس" بتعليق تهكمي قالت فيه "المخدرات مضِرّة، وليد".
وهذه العبارة اشتهرت بها المغنية الممثلة الأميركية الراحلة ويتني هيوستن في إحدى مقابلاتها التلفزيونية، حينما أكدت أن مخدّر "الكراك" تافه وعديم القيمة وإنها لا تتعاطاه.
وجاء رد جنبلاط على تعليق أورتاغوس عبر حسابه على منصة إكس قائلا "الأميركي القبيح"، مع وسم "مورغان أورتاغوس"، مرفقا تعليقه بصورة للوحة موقّعة باسم الفنان هانز لاروين عام 1917، تُظهر جنديًا في ساحة معركة يحمل بندقية، بينما تحتضنه شخصية على هيئة هيكل عظمي يرتدي زيًا عسكريًا وتضع يديها على كتفيه.
وعبارة "الأميركي القبيح" التي استخدمها الزعيم الدرزي، تعود إلى رواية للكاتبين ويليام يوليوس ليدر ويوجيني بورديك تعود للعام 1958 وفيلم أنتج لها عام 1963.
وتروي الرواية قصة أميركي يسافر إلى دولة جنوب شرق آسيا في مهمة لحفظ السلام، لكن قدرته التحليلية لا تسمح له برؤية الوضع السياسي إلا بصورة مبسطة وهي "صراع بين الشيوعية والديمقراطية"، ولدى تمكنه أخيرا من رؤية الاضطرابات السياسية كأمر أكثر تعقيدًا، يكون الأوان قد فات.
ومطلع أبريل/نيسان، زارت أورتاغوس لبنان وأعلنت أن واشنطن تواصل الضغط على الحكومة "من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وكافة الميليشيات وأن ذلك يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن"، فيما جدد الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، الأحد، التمسك بحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية تنفيذا للقرار الأممي 1701.
وفي العام 2006 تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 لوقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل على أساس إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان، وتنفيذ اتفاق الطائف وقرارات دولية اخرى تطالب بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان.
وتتصاعد ضغوط دولية على السلطات اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، منذ أن بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وتنصلت تل أبيب من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار، لتنفذ انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ وقف إطلاق النار بين الحزب والدولة العبرية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 2763 خرقا له، ما خلّف 193 قتيلا و485 جريحا على الأقل.