شعارات زائفة ومواقف ثابتة

تتهم أطراف عراقية منافسيها بأنهم يتبعون المشروع الأميركي- السعودي، لكن نراها تركض لتنفيذ المشروع الإيراني – القطري.

من يتابع العملية السياسية في العراق، يكاد دماغه يصاب بالشلل، إن لم يكن مدركا لما يحدث فيها من تفاصيل دقيقة، ويعرف أن الذين يمسكون بخيوط اللعبة، يحركون الأحداث حسب رغباتهم، بعد أن صنعوا قادة من ورق يحركونهم كيفما يشتهون.

فالذين يدعون ولاءهم للمحور الشرقي، تراهم أول المسارعين للتعامل مع محور الغرب، والذين نعرف عنهم أنهم قريبون من المحور الغربي، تراهم هم المتصدون للدفاع عن محور الشرق. فمن يصدق أن أقوى الفصائل المسلحة في الحشد الشعبي، والتي لها علاقة وثيقة مع إيران، يحصل شيخها على مبلغ مالي من الولايات المتحدة يصل الى 500 ألف دولار، ويجلس وفد الفتح مع ممثل الاتحاد الأوروبي والسفير الأميركي في بيروت يتبادلون أطراف الحديث، يناقشون الوضع السياسي العراقي.

وبينما تتهم هذه الأطراف منافسيها، بأنهم يتبعون المشروع الأميركي- السعودي، نراها تركض لتنفيذ المشروع الإيراني – القطري، وتتباهى بأنها تتبع هذه المشروع، الذي يمثل راية الهدى قبال راية الكفر! وكأن الخمر الإيراني - القطري مباح، والويسكي الأميركي - السعودي حرام، محاولة غسل أدمغة الجماهير، والتشويش على الحقيقة، وهي الحصول على السلطة والإستئثار بمغانمها بأي صورة كانت، حتى لو تطلب الأمر الجلوس مع الشيطان الأكبر.

بينما نرى عمار الحكيم المتهم بالوقوف مع المشروع الأميركي، والساعي الى تشكيل الكتلة الأكبر بدعم من السعودية، بحسب ما يروج له الذين يدعون أنهم يمثلون المحور الإيراني، يثير حفيظته الحصار الأميركي على إيران، فيخرج في خطبة العيد متوعدا الأميركان، بعدم السكوت إذا ما طال الحصار الاقتصادي على الشعب الإيراني، معيدا الى الأذهان خطب الإمام الخميني ضد أميركا، أو صرخات محمد الصدر كلا كلا يا شيطان، بينما صمت أصحاب المحور الشرقي وكأن على رؤوسهم الطير.

عمار الحكيم الذي قصمت إيران ظهره، حين أوعزت الى منظمة بدر بتركه والالتحاق بقافلة المالكي، لأنه كان معارضا للسياسات الإيرانية في العراق بدعمها اللامحدود للمالكي، ولم تكتفِ بذلك بل جعلت كبار قيادات المجلس الأعلى يحاولون التمرد عليه، فكان أن أسس تيارا شبابيا أسماه تيار الحكمة الوطني، تاركا المجلس الأعلى لشيوخه، يتلقون الدعم والتمويل من إيران، عاد اليوم ليثبت أنه ملتزم مع الشعب الإيراني، أكثر من الذين يتلقون الأموال والأسلحة، والدعم الإعلامي والسياسي من حكومة طهران.

ترى هل خوف أطراف محور الشرق، من الزعل الأميركي، الذي سيفقدها كرسي السلطة، جعلها تصمت عن الحصار الاميركي؟ وهل إن عمار الحكيم راغب بعودة العلاقة مع إيران كسابق عهدها، جعلته يتكلم بهذا الخطاب، أم إن هناك مواقف ثابتة، وأخرى متغيرة بتغير المصالح؟