شكوك في أهلية وزير العدل الأميركي المعين بالإشراف على تحقيق مولر

الانتقادات والشكوك تتزايد بشأن قدرة ماثيو ويتاكر على الإشراف بشكل عادل على التحقيق نظرا لاقتراحه العام الماضي منع التمويل عن مولر.

واشنطن - تزايدت الانتقادات الجمعة لماثيو ويتاكر، الذي عينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوزير عدل بالإنابة، جراء نفيه التدخل الروسي في انتخابات العام 2016 وعلاقته السابقة بشركة تم تغريمها ملايين الدولارات لخداعها الزبائن.

وبعد يومين من تعيينه، تزايدت الشكوك بشأن قدرة المعلق التلفزيوني والمسؤول السابق في وزارة العدل على الإشراف بشكل عادل على التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول تواطؤ محتمل بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا، وذلك نظرا لاقتراح ويتاكر العام الماضي بمنع التمويل عن مولر.

وهناك أسئلة كذلك حول دوره في مجلس إدارة شركة تسويق براءات اختراع تم تغريمها 25 مليون دولار في أيار/مايو الماضي لتسوية اتهامات واجهتها بالاحتيال.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة أن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الذي بات حالياً تحت إمرة ويتاكر يجري تحقيقاً جنائياً مرتبطاً بالشركة وهي "وورلد بايتنت ماركيتنغ".

وذكر أعضاء الكونغرس أن تعيينه غير دستوري كون مجلس الشيوخ لم يقره.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر في رسالة وجهها إلى ترامب الجمعة "كشخصية معينة سياسياً لم يتم إقرارها، لم يخضع السيد ويتاكر إلى التدقيق الذي ينص عليه الدستور لضمان أن لديه الشخصية والنزاهة والقدرة على تحمل المسؤوليات الجسيمة التي تمليها هذه الوظيفة".

وأضاف شومر "تعزز هذه المخاوف تصريحات محددة بالانحياز أدلى بها السيد ويتاكر العام الماضي ضد تحقيق المدعي الخاص".

اقترح منع تمويل مولر

وتم تعيين ويتاكر في المنصب الحساس الأربعاء بعدما أقال ترامب وزير العدل جيف سيشنز.

وقوبل قرار التعيين باحتجاجات خرجت في عدة مدن مطالبة بدعم تحقيق مولر الذي يشكل تهديداً للرئيس وأفراد من عائلته.

ويعتقد أن المحامي الجمهوري البالغ من العمر 49 عاما وكان مدير مكتب سيشنز في وزارة العدل لأقل من عام، حظي بموافقة ترامب على تعيينه في الوظيفة الجديدة بسبب معارضته للتحقيق.

مولر
هل يكتمل التحقيق

وفي مقابلات تلفزيونية وإذاعية العام الماضي، دعم ويتاكر مراراً اتهامات ترامب للتحقيق بأنه "حملة اضطهاد غير قانونية" تستهدفه.

وقال ويتاكر في مقابلة أجرتها معه إذاعة مسيحية محافظة "يحاول اليساريون زرع هذه النظرية التي تفيد بأن الروس تدخلوا في الانتخابات الأميركية والتي ثبت أنها باطلة".

وأضاف "يحاولون الإشارة إلى أن حملة ترامب ارتبطت بشكل عميق مع روسيا، وهو أمر غير صحيح".

وهاجم التحقيق لاحقاً عبر "سي إن إن" معتبراً أنه فضفاض وكرر تصريحات ترامب بأن لا علاقة لمولر بالتحقيق في المسائل المالية وارتباط الروس بأعمال الرئيس التجارية.

وقال إن وزير العدل قادر على دفن التحقيق عبر حرمانه من التمويل.

لحظة حاسمة

ويأتي تعيين ويتاكر في لحظة حاسمة. فبعدما بقي صامتا لشهرين قبيل انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء الماضي، يعتقد أن مولر يقترب من الكشف عن اتهامات جديدة يرجح أن تطاول المستشار السابق لحملة ترامب الانتخابية روجر ستون ونجل الرئيس دونالد جونيور.

ويضغط مولر كذلك منذ مدة لاستجواب ترامب بشأن علاقات حملته بروسيا والاتهامات بأنه عرقل التحقيق.

وأثار سيشنز حفيظة ترامب عندما نأى بنفسه من الإشراف على تحقيق مولر. في المقابل، لم يفرض ويتاكر قيوداً من هذا القبيل على نفسه رغم اعتقاد البعض بوجوب ذلك.

ويشير الخبراء إلى أن لديه السلطة التي تخوله لمنع مولر من تعقب خيوط التحقيق وإصدار مذكرات استدعاء مهمة، لترامب مثلاً، وتوجيه اتهامات.

وأكد أستاذ القانون في جامعة "فوردهام" آندرو كينت "اعتباراً من الأمس، بات بإمكان ويتاكر القول +كلا، لا يمكن توجيه اتهامات لدونالد ترامب جونيور أو غيره".

ترامب "لا أعرف ويتاكر"

وأثار تعيين ويتاكر قلق كثيرين بشأن إمكانية منع مولر من مواصلة تحقيقه.

لكن الرئيس الجمهوري لمجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل أصر على أن التحقيق لا يواجه تهديدات وأن ويتاكر يقوم بدور وزير عدل بشكل "مؤقت للغاية" ريثما يقرر ترامب بين المرشحين لمنصب وزير عدل دائم.

بدوره، رفض ترامب دعوات الديمقراطيين لويتاكر للنأي بنفسه من الملف كما فعل سيشنز مؤكدا أن تصريحاته لا تجعله غير مؤهل لتولي المنصب.

وفي الوقت ذاته، حاول الرئيس وضع مسافة بينه وبين ويتاكر رافضا التقارير التي تحدثت عن اجتماعه به عدة مرات داخل البيت الأبيض.

وقال ترامب "لا أعرف مات ويتاكر. عمل لصالح وزير العدل سيشنز".

وأضاف "كان يحظى باحترام كبير من المؤسف أن يلاحقوا أي شخص أعينه"، مؤكداً كعادته أن "التحقيق بشأن روسيا مجرد خدعة".