شمال العراق يتحول إلى ساحة استنزاف للجنود الأتراك

وزارة الدفاع التركية تعلن مقتل 3 من جنودها وإصابة اثنين بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون من حزب العمال الكردستاني شمالي العراق.
فشل تركي ذريع في مواجهة المتمردين الاكراد رغم العمليات المتتالية

أربيل - فشلت تركيا فشلا ذريعا في مواجهة المتمردين الأكراد الذين اتخذوا من جبال شمال العراق ملجأ لهم لتنفيذ حرب العصابات.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، مقتل 3 من جنودها وإصابة اثنين بجروح، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون من حزب العمال الكردستاني شمالي العراق.
وذكرت الدفاع التركية في بيان أصدرته الإثنين، أنّ الجنود الأتراك استشهدوا أمس الأحد في منطقة "مخلب الصاعقة" شمالي العراق.
وقدمت الوزارة تعازيها لأسر الشهداء وللقوات المسلحة وللشعب التركي، وتمنت الشفاء العاجل للجرحى.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت الدفاع التركية، مقتل جندي وإصابة آخر بنيران إرهابيين في منطقة "مخلب البرق" شمالي العراق.
وأطلقت تركيا في 23 أبريل/نيسان الماضي، عمليتي مخلب "البرق" و"الصاعقة" بشكل متزامن ضد إرهابيي تنظيم "بي كا كا" في مناطق "متينا" و"أفشين-باسيان" شمالي العراق.
وشهدت مدن وبلدات كردية تقع في شمال شرق محافظة دهوك العراقية بإقليم كردستان شبه المستقل (شمال العراق) مواجهات مسلحة بين القوات التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني الذي يشن منذ عقود تمردا مسلحا على الدولة التركية.
وتثير العمليات التركية موجة سخط خاصة في السليمانية التي انتفضت أكثر من مرة تنديدا بمقتل مدنيين في عدة مناطق كردية في شمال العراق. كما تثير انتهاك تركيا لسيادة العراق توترا بين أنقرة وبغداد، إلا أن موقف الحكومة العراقية الاتحادية يبدو ضعيفا ولم يرق إلى مستوى الأحداث وهو ما يثير كذلك حالة من الاحتقان لدى أحزاب سياسية وميليشيات شيعية مسلحة موالية لإيران.
وسبق لتلك الميليشيات أن دعت تركيا لسحب قواتها، مهددة بأنها ستتعامل مع القوات التركية باعتبارها قوات احتلال ما يعني أنها ستكون هدفا مشروعا للاستهداف.
ورغم ذلك تمضي أنقرة في تعزيز وجودها العسكري في شمال العراق خاصة في المناطق القريبة من معاقل حزب العمال الكردستاني في سنجار وقنديل.
وتريد تركيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة على غرار تلك التي تقيمها في شمال سوريا والتي تشكل منطلقا رئيسيا لعملياتها الجوية ضد المسلحين الأكراد السوريين.
وتأخذ أحزاب سياسية عراقية وتلك الميليشيات الموالية لإيران صمت حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ولماذا لم تتحرك لوقف الانتهاكات التركية لسيادة العراق، حيث تنفذ انقرة عمليات عسكرية وتوغلات برية دون تنسيق مع الجهات العراقية الرسمية.
كما أن الرئيس التركي هدد علنا بأن بلاده ستأخذ زمام الأمور بيدها ما لم تتحرك بغداد لكبح أنشطة حزب العمال الكردستاني وهو أمر يعتبر إهانة واستهانة بالسلطات العراقية.
وتبرر تركيا عملياتها حتى تلك التي يقتل فيها مدنيون أكراد في شمال العراق، بأنها موجهة ضد الجماعات الإرهابية.
وحزب العمال الكردستاني مصنف تنظيم إرهابي من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهو ما أعطى أنقرة ذريعة لملاحقة المتمردين الأكراد حتى خارج الأراضي التركية.