شمال لبنان يضطرب ويتجاهل كورونا

محتج يلقى مصرعه بالرصاص خلال مواجهات بين قوات الامن ومئات المتظاهرين الذين خرجوا للشوارع في طرابلس للاحتجاج على تردي الاوضاع الاقتصادية.

طرابلس (لبنان) -  ذكرت مصادر أمنية وطبية بلبنان اليوم الثلاثاء أن محتجا لقي مصرعه بالرصاص خلال اضطرابات في مدينة طرابلس خلال الليل، بعدما أعادت الأزمة الاقتصادية المتظاهرين إلى الشوارع.

وخرج مئات اللبنانيين للتظاهر في مدينة طرابلس في شمال لبنان ليل الإثنين احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد ما أدى إلى مواجهات مع قوات الأمن على الرّغم من تدابير العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجدّ.

وقال مصدر أمني إن الجنود أطلقوا النار في الهواء واستخدموا الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية خلال اضطرابات طرابلس. وأضاف أن المتوفي شاب في العشرينات.

وقال الجيش في بيان أصدره الليلة الماضية إن جنوده هوجموا خلال الاضطرابات. وقال إن قنبلة حارقة ألقيت على إحدى مركباته وألقيت قنبلة يدوية على دورية مما أدى إلى إصابة جنديين بجروح خفيفة.

وشارك جمع من الرجال والنساء والأطفال في مسيرة جابت شوارع المدينة هاتفين "ثورة، ثورة". وحاول المتظاهرون الوصول إلى منزل أحد النواب لكن الجيش منعهم ما أدّى إلى حصول مواجهات.
وفي ساحة النور رمى متظاهرون حجارة باتجاه عناصر الجيش الذين ردّوا بإطلاق النار في الهواء لتفريقهم.
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام بأن متظاهرين حطّموا واجهة بنك الاعتماد المصرفي في بولفار الميناء.

وأعلن الصليب الأحمر أنه نقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى، فيما تمّت معالجة آخرين ميدانيا.

وأنحى الجيش باللائمة في الاضطرابات على "عدد من المتسللين" ودعا المحتجين السلميين لمغادرة الشوارع سريعا.

وأعلنت جمعية مصارف لبنان إغلاق جميع بنوك طرابلس اعتبارا من اليوم الثلاثاء إلى حين استعادة الأمن قائلا إن البنوك استُهدفت في هجمات وأعمال شغب خطيرة.

ل
البنوك اللبنانية مغلقة حتى اشعار آخر

وكانت طرابلس ساحة أكبر احتجاجات على النخبة الحاكمة بلبنان خلال المظاهرات التي تفجرت في أنحاء البلاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على اثر أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، وقد تفاقمت مع فرض تدابير العزل لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجدّ.
وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها، وسط ارتفاع كبير في الأسعار.
وعلى الرّغم من أنّ التدهور يطال كافة مناطق البلاد، إلا أنّ طرابلس هي واحدة من أكثر المناطق تضرراً إذ يعيش أكثر من نصف سكانها في الفقر أو تحت خط الفقر.
وفي صيدا في جنوب لبنان، أفادت الوكالة الوطنية للاعلام بأنّ محتجين رموا حجارة ومفرقعات نارية باتجاه فرع المصرف المركزي في المدينة.
وخلال النهار حاول محتجون قطع الطرق في أنحاء مختلفة من البلاد.
وفي 17 نيسان/أبريل، تظاهر المئات في طرابلس احتفالاً بمرور ستة أشهر على بدء الانتفاضة الشعبية على الفساد والطبقة السياسية، لكنّ الاحتجاجات خفتت في الأشهر الأخيرة وسط جهود تبذلها الحكومة من أجل التصدّي للأزمة الاقتصادية.
وليل السبت ألقى مجهولون قنبلة على فرع أحد المصارف الكبرى في صيدا، في هجوم أتى غداة إعلان رئيس الحكومة حسّان دياب أنّ 5.7 مليار دولار خرجت من المصارف خلال أول شهرين من العام الحالي، رغم القيود المشدّدة على سحب مبالغ بالدولار أو تحويلها الى الخارج.
وأعلنت جمعية مصارف لبنان إغلاق جميع البنوك في طرابلس اعتبارا من اليوم الثلاثاء إلى حين استعادة الأمن قائلا إن البنوك استهدفت في هجمات وأعمال شغب خطيرين.
وكثيرا ما كانت البنوك في لبنان هدفا للمحتجين أثناء الأزمة المالية والاقتصادية التي أدت إلى انهيار في قيمة الليرة اللبنانية وتجميد ودائع المدخرين.
وبرزت الأزمة المستمرة منذ فترة طويلة إلى السطح العام الماضي عندما تباطأ تدفق رأس المال إلى لبنان واندلعت الاحتجاجات ضد النخبة السياسية. وفقدت الليرة اللبنانية منذئذ أكثر من نصف قيمتها مما أشعل التضخم في بلد يعتمد بشدة على الواردات.