شيعة العراق.. في قصر الرياض

دخول العمامة الشيعية الى قصور الرياض يؤكد مرة أخرى أن مشكلة الشيعة في الشرق الأوسط إنما تتم من خلال حل المشكلة العراقية نفسها والتغلب على لغة الحرمان والمظلومية عبر الاستجابة الى المصالح الكبرى سياسياً وتوثيق لغة الاتصال الدائم بجيرانهم لا قطيعتهم.

بقلم: حامد السيد

إذا كان العراقيون الشيعة يعارضون سياسة المملكة العربية السعودية فعليهم ان يعارضوها لتلمس الحلول لا لمجرد المعارضة.

بعيداً عن التوتر والتشنج، وبعيداً عن التمسك بجزء من الماضي، وبعيداً عن صياغة خليط من العنف والظُلم والريبة، يستطيع العراقيون الشيعة والسعوديون السُنة الانخراط في فرص السلام ومواصلة الطريق نحو حركة الإصلاح في المنهج والفكر والدين والاقتصاد والسياسة.

العراقيون الشيعة كلما تقدموا خطوة نحو الرياض فهم بذلك يرسمون مستقبل لا يميزوهم بأي تمييز خاص، ولا يخترع لأنفسهم مشروعاً منعزلاً عن المملكة فحسب بل عن الاقليم السُني والعالم الإسلامي الذي كان ولا زال يلازمه القلق من أي تمدد لنموذج التشيع في العراق او إيران، وما زال يعزلهم عن الدين بل لا يحسن الاندماج مع عقيدتهم، وقد جرت التجارب الماضية في مصر وتونس والمغرب والبحرين وباقي بلدان المنطقة بظروف عكست تمييز واقع الشيعة كطائفة دون مساواتهم في الحقوق والقانون والمكاسب والمزايا.

لاريب في أن معضلة الشيعة القديمة والحالية في العراق والتي وصلت إلى حد ومستوى الأزمة مع محيطهم، إنما هي بسبب الطابع التمييزي الطائفي والعرقي الذي آلت إليه الأوضاع في هذا الشرق الذي سيطرت وتسيطر عليه الانفعالات الدينية الممزوجة بالحروب السياسية، إلا أن دخول العمامة الشيعية الى قصور الرياض يؤكد مرة أخرى ان مشكلة الشيعة في الشرق الأوسط إنما تتم من خلال حل المشكلة العراقية نفسها، والتغلب على لغة الحرمان والمظلومية عبر الاستجابة الى المصالح الكبرى سياسياً وتوثيق لغة الاتصال الدائم بجيرانهم لا قطيعتهم.

عن صفحة الكاتب في الفيسبوك