صحراويون يطالبون مدريد باعتقال زعيم البوليساريو

الوضع الصحي لزعيم الجبهة الانفصالية لايزال غامضا بعد أن قالت الجبهة إنه نقل لإحدى المستشفيات بالعاصمة الاسبانية على إثر إصابته بفيروس كورونا.
صحراويون يتهمون إبراهيم غالي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
اتهام غالي بانتهاك حقوق الصحراويين يحيي المخاوف من انتهاكات أوسع
تقارير دولية سابقة اتهمت قادة البوليساريو بالاستيلاء على مساعدات دولية للصحراويين

الجزائر - يواجه زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي الذي يرقد حاليا في إحدى مستشفيات مدريد، اتهامات من قبل صحراويين ممن كانوا محتجزين قسرا في مخيم تندوف بالجزائر بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

واتهم ثلاثة صحراويين عاشوا في مخيمات تندوف بالجزائر غالي بانتهاك حقوق الإنسان و والتعذيب وطالبوا السلطات الإسبانية بتقديمه إلى العدالة، كما جاء في شريط فيديو بثته وسائل إعلام مغربية.

واحتجت ما يسمى بوزارة الخارجية الصحراوية في بيان مساء الأحد، على تصرفات المغرب التي زعمت أنها "تقوض نضال الشعب الصحراوي وتمس برموزه الوطنية، حتى عندما يتعلق الأمر بقضايا إنسانية بحتة" ، في إشارة إلى مرض زعيم البوليساريو.

وكانت تقارير دولية قد اتهمت في السابق قادة البوليساريو بنهب أموال المساعدات الموجهة للصحراويين في مخيم تندوف في فضيحة فساد كبرى وجهت فيها أيضا اصابع الاتهام للجزائر التي تدعم الجبهة وتوفر لقياداتها اقامات فاخرة وحماية وغطاء سياسي لتنقلاتهم في الخارج.

ويثير احتضان السلطة الجزائرية لقادة الانفصاليين غضب لدى معظم الجزائريين بمن فيهم مسؤولون سابقون على غرار عمار سعداني الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم منذ الاستقلال.

ويعيش سعداني حاليا في فرنسا بعد أن بات ملاحقا من قبل القضاء الجزائري بسبب موقفه من النزاع في الصحراء المغربية ودعوته السلطة للتخلي عن عبثها بدعم البوليساريو، مؤكدا أن الجزائريين أولى بالأموال الطائلة التي تنفق على قادة الجبهة.

كما دعا السلطة إلى مصالحة مع المغرب والتخلي عن مسببات الأزمة (أي دعم البوليساريو) وإعادة فتح الحدود بين البلدين، معتبرا أن موقف الجزائر من النزاع في الصحراء المغربية عطل مسيرة الاتحاد المغاربي.

ولا يزال الوضع الصحي لإبراهيم غالي غامضا بعد إصابته بكورونا ونقله لإحدى المستشفيات الاسبانية في خطوة أثارت استياء المغرب لاستقبال مدريد كبير الانفصاليين، لكن الجبهة الانفصالية قالت إن وجوده في العاصمة الاسبانية كان لدواع صحية وإنسانية.

ورغم أنه لم يتضح بعد من مصادر اسبانية صحية تطور وضع غالي الصحي، إلا أن مسؤولا في الكيان غير الشرعي المسمى 'الجمهورية الصحراوية' قال إنه يتعافى تدريجيا وأن وضعه غير مقلق.  

وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للانفصاليين، نقلا عن أبي بشرايا البشير الذي تقول الجبهة إنه مكلف بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أن "الحالة الصحية للرئيس غالي في تحسن مستمر"، مضيفا أنه يتعافى تحت إشراف طبي.

وأكدت مدريد أنّ "غالي نُقل إلى إسبانيا لدواع إنسانية بحتة من أجل تلقّي علاج طبّي"، من دون أن تقدم المزيد من التوضيح.

وعيّن غالي البالغ من العمر 75 عاما في 9 يوليو/تموز 2016 زعيما لبوليساريو التي أعلنت عام 1976 من طرف واحد قيام الكيان غير الشرعي المسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" خلفا للأمين العام السابق الراحل محمد عبدالعزيز.

واستأنف الانفصاليون الصحراويون القتال في نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن تحللت الجبهة من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تسعينات القرن الماضي بإشراف أممي بعد عملية عسكرية مغربية جراحية في منطقة عازلة في أقصى جنوب المنطقة الصحراوية الشاسعة، حيث قامت القوات المغربية بإعادة فتح معبر الكركرات مع موريتانيا ودحر عصابات البوليساريو التي أغلقت المنفذ الحدودي لأسابيع.