'صدمة مزدوجة' تلتهم ثلث ميزانية حكومة السراج

طرابلس تخفض ميزانيتها بما يقارب 10 مليارات دولار بسبب تعطل انتاج النفط وتراجع اسعاره على مستوى العالم.

تونس - أعلن وزير الاقتصاد الليبي علي العيساوي أن بلاده أُرغمت على تخفيض ميزانيتها بما يقارب الثلث، بسبب "الصدمة المزدوجة" الناجمة عن وقف انتاج النفط وخفض أسعاره.
وفي حين خسرت اسعار النفط العالمية اكثر من 50 بالمئة من قيمتها، تراجع إنتاج ليبيا النفطي الى مستوى قياسي بمتوسط 97.5 ألف برميل يوميا مع استمرار أزمة غلق الحقول النفطية وخطوط الإمدادات منذ يناير/كانون الثاني بسبب النزاع العسكري.
وقال العيساوي في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الخميس على هامش لقاء مع الوكالة الفرنسية للتعاون التقني (اكسبيرتيز فرانس) في تونس، "نواجه صدمة مزدوجة: وقف انتاج النفط وتراجع الأسعار، وسببها بشكل جزئي فيروس كورونا المستجدّ".
منذ 2015، تتنازع سلطتان الحكم في ليبيا: حكومة فائز السراج ومقرّها طرابلس (غرب) وحكومة الشرق المدعومة من الجيش الوطني الليبي. وفي الأسابيع الأخيرة، أغلقت قوات موالية لحفتر معظم المواقع النفطية.

العيساوي: أُرغمنا على التخفيض
العيساوي: أُرغمنا على التخفيض

وأوضح وزير الاقتصاد في حكومة السراج أن ميزانية العام 2020 "طموحة" وحُدّدت بحوالي 55 مليار دينار (35 مليار يورو) "لكننا أُرغمنا على تخفيضها إلى ما يقارب 38 مليار دينار" (24,8 مليار يورو).
وأشار إلى أن "ذلك يؤثر كثيراً على الخدمات العامة والاستثمار: سيتمّ إرجاء (بناء) مدارس جديدة ومستشفيات جديدة وكذلك الاستثمارات من أجل تجديد البنى التحتية النفطية".
وسينبغي على الحكومة التي كانت تتوقع نمواً تفوق نسبته الـ6%، أن تخفّض هذه النسبة، من دون أن يعطي الوزير رقماً معيناً.
وأضاف أنه على الرغم من أن ليبيا هي إحدى الدول النادرة التي لم تُسجّل أي إصابة بفيروس كوفيد-19، إلا أن الوباء العالمي "ألحق أضراراً بليبيا بشكل غير مباشر: إذ إن خفض أسعار (النفط) بسبب تراجع الطلب في الصين، كان له تأثير كبير على الاقتصاد".

3 مليارات دولار إجمالي خسائر النفط في ليبيا منذ يناير 

وقال إن أولوية الحكومة هي "إيجاد وسائل مختلفة عن ميزانية الدولة لتمويل الاقتصاد".
وتحدث عن إصدار هذا العام السندات الليبية الأولى على شكل صكوك إسلامية، بدعم من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وتتجه أسعار النفط لتسجيل أسوأ انخفاض أسبوعي منذ الأزمة المالية في عام 2008، على الرغم من أنها ارتفعت اثنين بالمئة اليوم الجمعة، في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون تبدد الطلب بفعل وباء كورونا وزيادة في الإنتاج من جانب منتجين كبار.
وتشرف قوات الجيش الوطني على تأمين الحقول والموانئ النفطية في المنطقة الوسطى (الهلال النفطي) وميناء الحريقة النفطي بمدينة طبرق قرب الحدود المصرية فيما تدير تلك المنشآت مؤسسة النفط الليبية.
وذكرت المؤسسة ان إجمالي الخسائر التراكمية بلغت حتى 11 مارس/آذار الجاري 3 مليارات دولار تمثل فاقدا تراكميا للإنتاج تجاوز حجمه 54.7 مليون برميل من النفط.
وعبرت المؤسسة عن "قلقها من نقص في الوقود خلال الأيام القادمة بعد فقدان الإنتاج المحلي وإيقاف عمل مصفاة الزاوية ونقص التمويل الحكومي لاستيراد كميات كافية من الوقود لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين".
وبلغ إنتاج ليبيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي 1.15 مليون برميل يوميا بحسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).