صربيا تحتجز العشرات من التونسيين قسرا في مطار بلغراد
تونس - يتعرض عدد من التونسيين الى الاحتجاز القسري في مطار بلغراد بصربيا وذلك بعد فترة من قرار فرض التأشيرة من قبل السلطات الصربية.
واكد النائب التونسي السابق والقيادي في حزب التيار الديمقراطي مجدي الكرباعي ان عددا كبيرا من التونسيين يصلون الى 60 شخصا احتجزوا قسرا في المطار رغم انهم استوفوا كل الإجراءات القانونية.
وقال الكرباعي في تصريح لإذاعة " شمس اف ام" الخاصة الاثنين ان عددا من التونسيين المحتجزين دخلوا في إضراب جوع وحشي لإطلاق سراحهم مضيفا " أنهم التونسيين عبروا عن رفضهم لاهانتهم والتعامل المهين معهم من قبل الأجهزة الأمنية الصربية.
وأضاف " بعض هؤلاء أُرغم على توقيع قرار ترحيله إلى تركيا بعد تعنيفه والاعتداء عليه".
وندد النائب السابق بطريقة تعامل السلطات التونسية مع الملف وعدم التجاوب بشكل جيد مع المسالة التي وصفها بانها حساسة.
وتسائل الكرباعي عن سبب عدم استدعاء الدبلوماسية التونسية للسفير الصربي في تونس والبحث في المسالة واستعادة المحتجزين.
وتواجه تونس ارتفاعا في عمليات الهجرة غير النظامية ليس فقط عبر البحر المتوسط بل كذلك من خلال التوجه الى صربيا من الدخول عبر حدود أوروبا الشرقية الى داخل فضاء الاتحاد الاوروبي.
والشهر الجاري كشفت مصادر صحفية صربية وسويسرية، أن بلغراد قررت فرض تأشيرات دخول لمواطني تونس وبوروندي، في اطار سياستها الجديدة في مكافحة الهجرة غير النظامية عبر "طريق البلقان".
وكان موقع " انكفاضة" نشر تحقيقا في سبتمبر/ايلول الماضي ن قرار عدد من التونسيين الهجرة عبر صربيا للوصول الى أوروبا كونه اقل كلفة واقل خطرا لكن التحقيق اشار الى ما يعانيه المهاجرون من ابتزاز خاصة من قبل المهربين.
وفي سبتمبر/ايلول الماضي اكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وصول أكثر من 13 ألف تونسي إلى السواحل الإيطالية منذ مطلع العام الحالي من بينهم أكثر من 2600 طفل.
وأحصت المنظمة 507 مهاجرا فشلوا في عبور المتوسط وقضوا غرقا قبالة السواحل التونسية.
وتفاقمت ظاهرة الهجرة غير النظامية في السنوات الأخيرة خاصة بعد الثورة التونسية في 2011 وما شهدته ليبيا من أحداث أمنية مما أدى إلى ضعف منظومات المراقبة الحدودية.
وباتت السواحل التونسية تمثل نقطة عبور ليس للتونسيين فحسب بل يقصدها عدد كبير من الأفارقة للهجرة نحو أوروبا.
واهتز الرأي العام التونسي في أواخر أغسطس/ آب المنقضي لوفاة أم شابة وابنها البالغ من العمر أربع سنوات جراء غرق المركب الذي كان يقلهما إلى جانب سبعة مهاجرين آخرين في رحلة غير نظامية كما شهدت مدينة جرجيس في الجنوب حالة احتقان بعد غرق مركب يضم 18 شخصا بينهم نساء ورضيع.
ويعيش الشباب التونسي حالة من انعدام الأمل في خضم أزمة اقتصادية ومالية خانقة فهو يبحث عن حياة أفضل من خلال عبور زوارق الموت او المجازفة عبر شق حدود أوروبا الشرقية.