صفحات من حياة برينس تكسر قالب المذكرات السائد

الموسيقي الأميركي الراحل اعتمد في كتابة سيرته 'ذي بيوتفل وانز' على الكتابة المختصرة الرائجة اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية مستعينا بأرقام واحرف منفردة.
كتاب يضيء على شخصية برينس بعد ثلاث سنوات على وفاته
أردت ان يسيطر موضوع الحرية على هذا الكتاب
أسلوب نثري مضحك وصريح في آن واحد

نيويورك - كثيرة الأوصاف التي يمكن نعت برينس بها من ملك الفانك والموسيقي العبقري صاحب البصيرة لكن ما من عبارة قادرة على الإحاطة بهذا الفنان الخارج عن المألوف على ما يؤكد أجد واضعي مذكراته.
ويقول دان بيبنبرينغ ضاحكا "برينس يمكنه استحداث تعريف ما. يؤسفني جدا أنه لم يعد هنا لمساعدتي على وصف تأثير التعرف عليه".
قبل أشهر على وفاته المفاجئة من جرعة عقاقير أفيونية في ابريل/نيسان 2016، طلب برينس من دان بيبنبرينغ الذي كان يومها في التاسعة والعشرين أن يساعده على كتابة مذكراته "لكسر قالب المذكرات" السائد.
وكتب برينس في هذه المذكرات وهي بعنوان "ذي بيوتفل وانز" الذي صدر خلال الأسبوع الحالي "أردت ان يسيطر موضوع الحرية على هذا الكتاب. وحرية الابتكار باستقلالية".
وأضاف "أقول للناس أن يبتكروا أشياء. ابدأوا ببساطة بابتكار يومكم ومن ثم ابتكروا حياتكم".

وأدت الصدمة التي رافقت وفاة برينس عن 57 عاما إلى تأخر صدور هذه المذكرات الهادفة إلى الإضاءة على شخصية الفنان التي تشكلت خلال مسيرة استمرت حوالى 40 عاما أعاد خلال رسم مستقبل البوب مرات عدة.
وقال بيبنبرينغ لوكالة فرانس برس "كان يشعر بأن الكثير مما قيل عنه خاطئ ولا يصيب الهدف" والكتاب أراد "تصحيح هذه الأمور".
وأوضح "لكنه أدرك سريعا أن الكتاب يمكنه أن يكون أكثر من ذلك، وهو ليس فقط للتصحيح بل أنه يحوي الكثير من القدرة ومن شأنه أن يكون استكمالا لأغانيه".
أول قبلة 
ويتضمن الكتاب تأملات مؤثرة لبيبنبرينغ حول تعاونه مع برينس فضلا عن صور وصفحات عن أول دفاتر المغني فضلا عن ملخص الفنان عن فيلمه المرجعي "بوربل راين".
إلا أن فصلا يتضمن صفحات مكتوبة بخط يد الفنان تشكل جوهر هذا العمل.
وقد اعتمد برينس مبكرا الكتابة المختصرة الرائجة اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، مستعينا بأرقام واحرف منفردة، ليتناول بأسلوب شاعري طفولته في مينيابوليس في وسط الولايات المتحدة الغربي ويركز على تأثير والديه على شخصيته.

مذكرات برينس
 الكتاب يريد تصحيح بعض الأمور

وهو يصف بأسلوبه النثري المضحك والصريح في آن واحد، تجربته مع مرض الصرع في طفولته وسن البلوغ وأفلامه الأولى المحظورة على من هم دون الثامنة عشرة أو قبلته الأولى وهو لا يزال صغيرا مع صديقته لورا "التي كانت تشبه اليزابيث تايلور لكن بحجم صغير".
ورأى بيبنبرينغ وآخرون في أوساط برينس أن هذه الصفحات لها مكانها في مذكرات الفنان.
وأوضح "كان يروي القصص بطريقة مضحكة ومسيلة وكان متحمسا جدا لكتابة هذا الكاتب".
متقدم بأشواط 
لم يكن العمل مع فنان محبوب إلى هذا الحد ومعروف أيضا بنزواته سهلا على الدوام.
وأوضح "أحيانا كان يكلمني بشيء يفاجئني جدا. وفجأة ينتقل للتحدث عن مسلة رآها من نافذة سيارة الأجرة في باريس".
وأكد "لكنه كان دائم الوعي ومدركا وكان ثمة سبب يدفعه على الدوام إلى الانتقال للكلام عن شيء آخر".
وأضاف "ذهنه كان في حركة دائمة وكان يبدو كأنه متقدم على الدوام بأشواط عن الآخرين".
وهو يذكر حديثهما الأخير في وقت متقدم من الليل عبر الهاتف قبل أربعة أيام من وفاة برينس.
وروى دان بيبنبرينغ "كان يبدو مفعما بالحياة وكان يحرص على ألا يرى الآخرون أنه يتألم. كان يتمتع بالحماسة بشكل لا يصدق مع موسيقى حتى في حديثه وحركاته".
وأكد "يُعتقد أن الكثير من المشاهير مهمومون على الدوام أما برينس فكان يعطي الانطباع بأنه يعيش في وئام".
وختم قائلا "يشعر المرء معه بإمكان إنجاز أمور مستحيلة".