صفقة تبادل السجناء تفتح شهية طهران للتفاوض مع واشنطن

وزير الخارجية الإيراني يعلن أن بلاده مستعدة لمبادلة كاملة للسجناء مع الولايات المتحدة التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها منذ 1980.

طهران - أعلنت إيران الاثنين انفتاحها على تبادل مزيد من السجناء مع الولايات المتحدة رغم تأكيدها خلال اليومين الماضيين أن تبادل الأسرى لم يأت نتيجة مفاوضات مع عدوتها واشنطن.

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الاثنين، إن بلاده مستعدة لمبادلة كاملة للسجناء مع الولايات المتحدة، وذلك بعد نجاح صفقة تبادل للسجناء تمت السبت بين البلدين العدوين.

وكتب ظريف على تويتر "بعد أن استعدنا الرهينة هذا الأسبوع، مستعدون لتبادل شامل للأسرى. الكرة في ملعب الولايات المتحدة".

ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت الشكر إلى إيران لقيامها بـ"مفاوضات منصفة جدا" بعد تبادل السجناء الذي تم تنظيمه في سويسرا.

وأفرج السبت عن مسعود سليماني العالم الإيراني الموقوف في الولايات المتحدة منذ 2018، وعن شيوي وانغ الأميركي المولود في الصين والمسجون في إيران منذ 2016.

إلا أن الحكومة الإيرانية نفت أن يكون تبادل السجناء نتيجة لمفاوضات بين البلدين اللتين لا يقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980، ومنذ ذلك الحين تمثل سويسرا المصالح الأميركية في طهران.

وصرح المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي للتلفزيون الرسمي "لقد كانت هذه مجرد عملية تبادل... ونحن مستعدون للتحرك بشأن عمليات التبادل، ولكن لم تكن هناك مفاوضات".

وأضاف أن "المفاوضات أو أي نوع من المحادثات" لا يمكن أن يتم إلا "عبر إطار 5+1 وبعد أن توقف أميركا العقوبات والإرهاب الاقتصادي".

وتضم مجموعة 5+1 الدول التي توصلت إلى اتفاق نووي مع إيران العام 2015 وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي وأعادت فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وتحاول إيران ابتزاز الأوروبيين الراغبين في الحفاظ على الاتفاق باتخاذ تدابير تمكنها من الالتفاف على العقوبات الأميركية، لكن الدول الأوروبية غير مستعدة للمجازفة بالتعرض لملاحقات وغرامات قاسية من السلطات الأميركية، كما فشلت الوساطات التي حاولت تنفيذها وخاصة الوساطة الفرنسية التي قادها الرئيس إمانويل ماكرون في ترتيب لقاء بين الرئيس الأميركي ونظيره الإيراني.

الحكومة الإيرانية تشترط أن تكون المفاوضات عبر إطار الدول الموقعة على الاتفاق النووي فيما يؤكد ترامب على قبول المحادثات دون شروط

وكانت واشنطن وطهران على حافة مواجهة عسكرية في يونيو/حزيران الماضي، عندما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيّرة، ليأمر ترامب قواته بشنّ هجمات انتقامية قبل إلغائها في اللحظة الأخيرة.

واعتقلت إيران رعايا أجانب عديدين غالبيتهم بمزاعم التجسس، وبينهم الجندي الأميركي السابق مايكل وايت والإيرانية البريطانية نازانين زغاري راتكليف والأكاديمي الفرنسي رولان مارشال والمحاضرة الجامعية الأسترالية كايلي مور غيلبرت.

وشيوي وانغ طالب دكتوراه في التاريخ في جامعة برنستون الأميركية، كان يجري أبحاثا حول سلالة القاجار في إيران حيث تم اعتقاله في آب/أغسطس 2016.

أما سليماني فهو أستاذ وباحث في مجال الخلايا الجذعية في جامعة "تربيت مدرس" وتوجه للولايات المتحدة في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2018، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.

وقد عاد سليماني إلى إيران على متن طائرة السبت مع ظريف.

والاثنين، قال المتحدث ربيعي إن عملية التبادل جاءت رغم الرفض الأميركي للعرض الذي قدمته طهران لواشنطن العام الماضي لتبادل جميع السجناء.

وأكد أنه قبل أشهر قليلة تلقت إيران رسالة من "مسؤول أميركي سابق" جاء فيها أن الأميركيين على استعداد للتبادل.

ويبدو أن ربيعي يشير إلى رجل الكونغرس الأميركي السابق جيم سلاتري والذي اتصل بالإيرانيين نيابة عن محامي عائلة وانغ، بحسب ما ذكرت مجلة نيويوركر.

وقالت المجلة في تقريرها إنه كان من المتوقع ترحيل سليماني بعد اعترافه بالتهم الموجهة إليه في إطار اتفاق رتبه سلاتري مع محامي سليماني.

ونقلت عن مسؤول من الإدارة الأميركية أنه "وفي خطوة مفاجئة، أسقطت وزارة العدل جميع التهم عن سليماني" قبل إجراء عملية التبادل.

وكتب وزير الخارجة الأميركي  مايك بومبيو السبت على تويتر "لن يهدا لنا بال حتى نعيد كل أميركي محتجز في إيران وحول العالم إلى وطنه وأحبائه".

وقال مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية إن "الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي إفراج إيران عن المواطن الأميركي شي يو وانغ إلى إطلاق سراح أميركيين آخرين محتجزين هناك، مشيرا إلى أن هذه الخطوة مؤشر إلى أن طهران ترغب في التفاوض بشأن قضايا أخرى.

وأضاف المسؤول أن الرئيس الأميركي ما زال ملتزما بإجراء محادثات مع إيران دون شروط، مشيرا إلى أن حملة الضغوط القصوى التي تنفذها أميركا على إيران ناجحة وفعالة للغاية.

وقال مراقبون إن صفقة تبادل السجناء ربما تمهد لامكانية التوصل لاتفاق قريب أو بداية مفاوضات بين أميركا وإيران.