صندوق النقد الدولي: أوروبا كانت في طريقها للخروج من الوباء، ولكن!

عبّر صندوق النقد عن تشاؤم إزاء وضع الاقتصادات الأوروبية هذه السنة والسنة المقبلة، مشيرا الى تراجع النمو والتضخم لا يزال عاليا جدا مع خطر مواجهة نقص في الطاقة قد يفاقم هذا الوضع. وقال إن "الآفاق الأوروبية تراجعت بشكل كبير".

واشنطن - تبدو صورة الأوضاع الاقتصادية قاتمة في أوروبا وفق رؤية صندوق النقد الدولي الذي حذّر من أن "أحد أبرز المخاطر على المدى القصير هو اضطراب إمدادات الطاقة والذي يمكن أن يؤدي، إلى جانب شتاء بارد، الى نقص في الغاز وتقنين وصعوبات اقتصادية أعمق".
وعبّر صندوق النقد في توقعاته الإقليمية التي نشرت الأحد، عن تشاؤم إزاء وضع الاقتصادات الأوروبية هذه السنة والسنة المقبلة، مشيرا الى تراجع النمو والتضخم لا يزال عاليا جدا مع خطر مواجهة نقص في الطاقة قد يفاقم هذا الوضع. وقال إن "الآفاق الأوروبية تراجعت بشكل كبير".
وكان صندوق النقد عرض في 11 تشرين الأول/اكتوبر توقعاته الاقتصادية العالمية خلال الاجتماعات السنوية التي نظمها البنك الدولي في واشنطن ونشر بعد ذلك تقارير إقليمية.
وأوضح الصندوق في هذا التقرير الإقليمي أن "أوروبا كانت في طريقها للخروج من الوباء في نهاية عام 2021 مع مزيج من سياسات مناسبة عالميا (...)، فيما كان ارتفاع التضخم في طريقه إلى الانحسار"، لكن "الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها غيرت بشكل كامل هذه الآفاق".
من المتوقع أن يبلغ النمو في القارة الأوروبية، باستثناء تركيا والدول التي تشهد نزاعا، 3,2% في 2022 و 0,6% في 2023، أي أقل على التوالي ب 0,7 و1,1 نقطة عما كان مرتقبا خلال توقعات سابقة نشرت في تموز/يوليو.
بخصوص التضخم، يتوقع ان يتباطأ في 2023 لكنه سيبقى مرتفعا جدا اذ توقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ 6,2% في الاقتصادات الأوروبية المتقدمة و11,8% في الاقتصادات الأوروبية الناشئة.
وقال صندوق النقد إن "التوترات الاجتماعية يمكن أن تتكثف ردا على أزمة كلفة المعيشة" ما يدفع الحكومات إلى "سياسة موازنة توسعية أكثر يمكن أن ترغم المصارف المركزية على تشديد سياستها النقدية بشكل أكبر".
وأشار صندوق النقد الدولي إلى أنه "في مواجهة مزيج من نمو ضعيف وتضخم مرتفع يمكن أن يتفاقم، يواجه صانعو القرار الأوروبيون خيارات سياسية صعبة".
وحذر من أن "الركود الفني- على الأقل فصلين متتاليين من النمو السلبي لاجمالي الناتج الداخلي- المتوقع في بعض أجزاء من أوروبا يمكن أن يتحول إلى ركود أعمق في جميع أنحاء القارة".
على المستوى العالمي، أبقى صندوق النقد الدولي على 3,2% توقعاته للنمو في 2022 وخفض توقعاته لعام 2023 الى 2,7%.
على صعيدٍ آخر، ومع اقتراب الشتاء، شددت منظمة الصحة العالمية الاثنين على ضرورة عدم التراخي في الاجراءات والحفاظ على اليقظة فيما يرتفع عدد الإصابات بكوفيد-19 والإنفلونزا في أوروبا، مستشهدة بمثال شلل الأطفال لتبرير فائدة التلقيح.
وقال المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية هانز كلوغه في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "الآن ليس وقت التراخي".
في بداية الخريف، كانت المنطقة الأوروبية التي تضم 53 بلدا بما فيها دول في آسيا الوسطى، مجددا بؤرة الوباء مع تسجيلها 60 % من الإصابات الجديدة بكوفيد في كل أنحاء العالم.