صواريخ فضائية روسية يمكن استعادتها

لابد وأن تصبح عملية إطلاق المركبات الفضائية مستقبلا أقل تكلفة ويمكن الاعتماد عليها بدرجة أكبر، وذلك مع تطوير روسيا لصواريخ دفع يمكن إعادة استخدامها لاطلاق الاقمار الصناعية والمركبات الفضائية إلى مداراتها فوق الارض.
وعلى عكس مكوك الفضاء الاميركي الذي يمكن استخدامه أكثر من مرة والذي يعتمد على صواريخ يتم التخلص منها في الفضاء بعد استخدامها في عملية الاطلاق، فإن المهندسين الروس يقولون أنهم تفوقوا على جميع منافسيهم بتطوير المركبة "بايكال" التي تعود إلى الارض بعد إعطاء الدفعة الاولى للمركبات الفضائية.
وقال أوليج سوكولوف مسئول البرنامج الدولي لمركز خرونتشيف للفضاء "إنها ليست ثورة ولكنها تطور منطقي باتجاه استخدام تكنولوجيا فضائية يمكن إعادة استخدامها بالكامل". ويتعاون المركز مع شركة مولنيا لانتاج الصواريخ في إتمام المشروع.
وعدل القائمون على المشروع المرحلة الاولى من الصاروخ الروسي انجارا المتعدد الاجزاء لانتاج صاروخ الدفع بايكال الذي يهبط على الارض كطائرة بعد أن يدفع بصاروخ ثان صغير يمكن التخلص منه بعد دقيقتين.
ومن الناحية النظرية، فإن بايكال يمكنه رفع حمولة زنة 1.9 طنا إلى مدار على ارتفاع 200 كيلومتر فوق سطح الارض.
وصاروخ الدفع الجديد الذي يبلغ طوله 27 مترا مزود بجهاز دفع داخلي صغير وجناح يمكن مده وجهاز وعجلات هبوط، مما يسمح له بالطيران كطائرة تقليدية. ويبلغ وزن بايكال 17.8 طنا ويصل وزنه عند الاطلاق وهو مملوء بالوقود إلى 130.4 طنا.
وتم عرض نموذج بالحجم الطبيعي لهذه المركبة في معرض دولي للفضاء والطيران في لوبورجيه قرب باريس في حزيران/يونيو الماضي.
وسيبدأ إجراء اختبارات في الغلاف الجوي على إطلاق بايكال من طائرة عام 2003 فيما سيتم إجراء اختبارات الاطلاق والهبوط الكاملة في مركز إطلاق بليستسك شمالي روسيا خلال العامين التاليين لذلك التاريخ.
وقال سوكولوف "إننا واثقون من التصميم لانه قائم على تكنولوجيا تمت تجربتها واختبارها لفترة طويلة، بداء من الاجنحة حتى المحركات. وما علينا الان إلا تجميعها بسلاسة لهذا الغرض".
ويأمل المصممون الروس أن يؤدي التعديل في صاروخ انجارا إلى إحرازهم قصب السبق في سوق الاطلاق الفضائي الدولي لاسباب عديدة.
ويقولون أن عمليات الاطلاق باستخدام بايكال ستكون أرخص مرتين علي الاقل لانه يمكن استخدام صاروخ الاطلاق مرات كثيرة.
كما أنه يتغلب على القيود المفروضة على مراكز الاطلاق الموجودة حاليا، والتي لا تسمح بالإطلاق إلا من المناطق النائية في العالم لمنع أجزاء الصواريخ المستخدمة التي يتم التخلص منها في مراحل الاطلاق من إيذاء أحد عندما تسقط على الارض ولتفادي الخسائر البيئية التي تحدث نتيجة تناثر الوقود غير المستهلك.
كما أن إطلاق الاقمار الصناعية سيصبح أكثر سهولة نظرا لان القيود الجغرافية الحالية على عمليات الاطلاق تعني أنه لا يمكن دوما وضع تلك الاقمار مباشرة في المدارات المطلوبة، غير أن مسارات الطيران المرنة لبايكال ستمكن من النشر المباشر لها.
ويمثل تطوير صواريخ حاملة متعددة الاغراض جزءا من برنامج حكومي يعلق عليه قطاع الفضاء والطيران الروسي آمالا كبيرة.
ويريد المصممون في النهاية إلحاق مركبتين وثلاث وحتى أربع من طراز بايكال بالصواريخ التقليدية ليتسنى إطلاق حمولات أكبر بكثير.
وتشمل الامكانات الاخرى إطلاق بايكال والجزء الثاني من الصاروخ أنجارا من طائرة الشحن الروسية العملاقة طراز روسلان، وكذلك تطوير مراحل ثانية يمكن إعادة استخدامها من الصواريخ.
وتواجه المشاريع المناظرة في الولايات المتحدة مشكلات نظرا لاعتبارات الهبوط والوقود، وذلك وفقا لتقارير وسائل الاعلام الروسية.
ورغم البحوث الاخرى في أوروبا وحتى في الصين حسبما تردد، فإن روسيا هي أول دولة تنتج نموذجا أوليا بالحجم الطبيعي.
ويقول خرونتشيف أن المركبة بايكل ستكون متوافقة مع صاروخ الاطلاق الفرنسي طراز أريان-5 وأن التصميم قد يستخدم لاطلاق مكوك فضاء أميركي في مرحلة لاحقة.
وقال سوكولوف "إننا نتصور أن الاميركيين سيستخدمون هذه التكنولوجيا في المستقبل كما يفعلون الان بشراء محركات روسية لصواريخهم من طراز أطلس".